Wednesday 6th March,200210751العددالاربعاء 22 ,ذو الحجة 1422

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

الزمن الرابعالزمن الرابع
العرب السيئون في السينما الأمريكية!
تركي بن إبراهيم الماضي

أعود مرة آخرى للكتابة عن صورة العرب والمسلمين في الغرب، وما يجعلني أفعل ذلك ما قرأته في مجلة نيوزويك في طبعتها العربية هذا الأسبوع، حيث نشرت المجلة موضوعاً عن د.جاك شاهين الأمريكي ذي الأصل اللبناني أستاذ الجامعة وناقد الأفلام الذي يقاوم لوحده النزعات العنصرية ضد العرب والمسلمين في السينما الأمريكية على مدى «30» عاماً الماضية، والحدث الجديد هو الكتاب الذي أصدره مؤخراً د.شاهين بعنوان «العرب السيئون في السينما: كيف تشوه هوليوود صورة شعب بأكمله» وقد كان د.شاهين قد أصدر كتباً سابقة حول هذا الموضوع مستفيداً من عمله كمستشار لعدد من استديوهات الانتاج التلفزيوني والسينمائي، ويوثق د.شاهين في كتابه (100) عام من تعرض صناعة السينما للعرب والمسلمين في تحليله لمحتوى «900» فيلم، ويشير د.شاهين في الكتاب إلى أن تحقير العرب في الافلام أمر قديم قدم الشريط السينمائي منذ عام 1917م في الفيلم الصامت (Thais) إلى عام 1962م في فيلم (Lawrence of Arabia) إلي الافلام التي تم انتاجها أخيراً مثل (The Siege)، أما الكتاب الذي استغرق بحثه وكتابته (20) عاماً فيوضح أنه في الوقت الذي أصبحت فيه الولايات المتحدة أكثر احتراماً لأعراق أخرى عندما تظهرهم في الافلام فقد تم تجاهل العرب والاسلام في ذلك، وقد تم تصويرهم على أنهم العدو الأول في بحث هوليوود عن وغد أجنبي جديد تهاجمه، وقد حلّ العرب والمسلمون محل الأمريكيين الأصليين الذين جرى تشويه سمعتهم في الاربعينيات والخمسينيات في أفلام الكاوبوي والهنود الحمر ومحل الأمريكي ذي الأصل الأفريقي أيضاً، الذي قام بدور القاتل المشرد في أفلام الستينات والسبعينات، وعندما لم تجد صناعة السينما عدواً مثيراً لها، كان العربي بديلاً جاهزاً، وكلما ازدادت حدة التوتر السياسي بين الغرب والشرق الأوسط ازدادت الصورة المشوهة بشاعة ضمن الاوغاد في فيلم (Raiders of Iost Ark) إلى الارهابي العربي الذي لا يرحم في فيلم (Rules of Engagment) يظهر جلياً أن هوليوود قد استقرت على الشخصية السيئة الجديدة، وقد سألت محررة المجلة د.شاهين عن كتابه الذي خرج إلى الأسواق قبل أحداث 11 سبتمبر قائلة: هل كان هناك من قال لك أرأيت أن هناك دليلاً على أن العرب الاشرار ليسوا مجرد صورة مشوهة؟!
فقال د.شاهين : نعم، لكن هؤلاء أقلية، إن أغلب الذين تحدثت إليهم يشعرون بأن كتاب (العرب السيئون في السينما) أكثر أهمية اليوم من أي وقت مضى، المشكلة كانت ومازالت أن صحفاً كبرى مثل (واشنطن بوست) و(نيويورك تايمز) لن تعطي الكتاب مجالاً لتغطيته والكتابة عنه، وإني اتساءل عن سبب ذلك، فلو كان الكتاب حول السود أو اليهود، عندها سأكون موضع حديث جميع البرامج في أنحاء البلاد، أما لأنه عن العرب فإن ردود الفعل هي: «أو ليس العرب كذلك؟!».
هذه معاناة مفكر عربي (فاعل) يقف وحيداً أمام عاصفة هوجاء.. يحاول أن يبذل مجهوداً لتحسين صورة العربي والمسلم في السينما الأمريكية.. ولكن اليد الواحدة لا تصفق.. نحن بحاجة لدعم هذا المجهود الفردي وإنشاء مؤسسة إعلامية داخل امريكا لتفعيل هذا الدور وإعطائه دفعة كبيرة لمجابهة هذه العنصرية البغيضة التي تمارسها السينما الأمريكية ضد المسلم والعربي.
.. والاقتراحات في هذا الشأن كثيرة ومتعددة ولكنها قبل أي شيء آخر بحاجة إلى دعم مالي ضخم، وكنت قد أشرت في مقال سابق إلى معاناة المخرج مصطفى العقاد في حربه ضد السينما الامريكية التي يخوضها وحيداً أيضاً!!
نحن بحاجة إلى تجميع جهود الافراد الامريكيين من أصل عربي أو حتى الامريكيين الاصليين المتعاطفين مع القضية داخل مؤسسة إعلامية قادرة على العمل بشكل منظم وفعال.
لن أقول انني متشائم من عدم وجود تحرك عربي في هذا المجال... ولكنني أتمنى الا نظل نجعل د،شاهين والعقاد وآخرين غيرهم وحيدين في معركة خاسرة يواجهون فيها وحشاً ضخماً لا يرحم!!

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الرئيسية]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىmis@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved