* أخذنا هذا التعريف بالصمان من كتاب الصمان للأستاذ سعد الشبانات.
الصمان: صحراء متاخمة لنفود الدهناء من جهة الشرق، وقد نقلت لنا كتب التاريخ والجغرافيا القديمة عنها نتفاً قليلة، وتحدث عنها العلماء المعاصرون وحددوها، ولأهل بادية الصمان مفهوم آخر في تحديدها.
حدثني الشيخ فراج بن شمروخ العماني السبيعي رئيس مركز حُزْوى عن حدودها فقال:
«الصمان منطقة واسعة من قارة مُحَقَبّة إلى سواقي التريبي وزبارة حُزْوى، وبه أصلاب منها صلب هجريات وصلب أمهات المصران وصلب العوشزيات».
وحدثني أيضاً عن حدوده الشيخ خالد بن فهاد العرجاني العجمي من أهالي بلدة الحُنَيّ فقال:
«الصمان مناطق متقطعة وتبدأ من جنوب صمان يبرين والشمال منه الصلب وهو صمان الحني ويمتد شمالاً بما يقارب 250 كيلاً وحدوده من الشمال أبو طيينة غرب سحمة، ثم صمان هجريات، وحدوده من الجنوب القراين وفياض أم حجول ومن الشمال مساييل التريبي ثم الصمان الشمالي وله تقاسيم معروفة عندأهله».
وحدثني أيضاً الأخ عبدالله بن ماجد الدويش عن حدودها فقال: «من الشمال وادي حفر الباطن ومن الشرق رجم بذال ومن الجنوب جو العيطلي وهجريات».
أما أستاذنا الشيخ حمد الجاسر فقد تحدث عن حدودها بقوله: «يطلق اسم الصمان الآن على أرض واسعة، تتميز بالخشونة بالنسبة لما يحف بها غرباً من أطراف الدهناء، وهي تتصل بالصلب من الجهة الشرقية، ممتدة بمحاذاة الدهناء من الجنوب الغربي بالنسبة لمعقلة وما حولها إلى أن تتصل من الجهة الشمالية بوادي الحفر «فَلْج قديماً» ومن الشرق بالدبدبة «الدو» وبالصلب الذي كثيراً ما يقع الخلط بينه وبين الصمان.
«يقع الصمان بين خطي الطول 20 45ْ و 00 47 وبين خطي العرض : 45 26 و 00 28ْ». بل إن مسمى الصمان في عصرنا يمتد جنوباً حتى يحاذي شرق الأفلاج «عند خط عرض «00 22ْ».
وقد تُوسع في اسم الصمان حتى صار يطلق على أغلب المنطقة الواقعة شرق الدهناء بما فيها الصلب، كما جاء في كتاب «دليل الخليج» في وصفه: «بأنه منطقة تقع بين صحراء الدهناء في الغرب ومناطق الدبدبة والشقّ وتلال أبو ظهر وتلال الطَفّ في الحسا في الشرق وتمتد الصمان من خط طول الحفر في الشمال إلى الطريق الواصل بين الرياض والهفوف في الجنوب. ويقدر طولها من الشمال الغربي إلى الجنوب الشرقي بحوالي 240 ميلاً على الأقل ويبلغ عرضها عند وربه «؟» «WARBAH» بحوالي 90 ميلاً ويضيق في اتجاه الجنوب حتى يصبح 20 ميلاً عندما يمر بها طريق الرياض الهفوف» (1).
وحددها الشيخ عبدالله بن خميس بقوله : «الصمان» منطقة تقع شرقي الدهناء وجنوبي وادي الباطن، وغربي وادي المياه، وشمالي طريق المنطقة الشرقية في المفصل ما بين الدهناء والفروق يتداخل مع منطقة الصلب فيما أدخلته هذه الحدود»(2)
وحددها الأستاذ الدكتور عبدالله بن يوسف الغنيم رئيس قسم الجغرافيا بجامعة الكويت سابقاً بقوله: «الصمان» يقع هذا الاقليم بين السهول الساحلية في الشرق ونطاق الرمال في الغرب، ويتراوح عرضه ما بين 80 و 250 كيلاً» (3).
«وتمتد تكوينات الصمان شمالاً عبر وادي فَلْجٍ (الباطن» إلى أن تتصل بصحاري الحماد الشبيهة بها في شمال الجزيرة ففي الشمال يوجد سهل الدبدبة الحصوي والسهل الأوسط هو السهل الذي أرسبه وادي السهبا، ويتمثل السهل الجنوبي من إرسابات وادي الدواسر إلى أن تصل إلى الأطراف الجنوبية للسهل السابق. وتختفي معالم الأجزاء الجنوبية من هذا السهل تحت كثبان الربع الخالي الرملية» (4).
ويحدد الصمان أ.د. عبدالله بن ناصر الوليعي المحاضر في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية قسم الجغرافيا بقوله:
«تقع هضبة الصمان بين السهل الساحلي على الخليج العربي شرقاً ورمال الدهناء غرباً، وهي هضبة صخرية مستطيلة الشكل ذات سطح شبه مستو يتراوح عرضها بين 80 250 كم وتتجه من الشمال إلى الجنوب. وحدود هضبة الصمان الشمالية الغربية غير واضحة، فليست هناك ظاهرات تضاريسية تميز نهاية الصمان وبداية هضبة الحجرة. ويمكن القول عموماً بأن هضبة الصمان تبدأ حيث ينتهي سهل الدبدبة الحصوي غرباً عند خط طول 20 45ْ شرقاً تقريباً أما من ناحية الجنوب فهي تنتهي في الربع الخالي عند درجة عرض 00 21ْ شمالا(5).
وحددها أ.د. عبدالرحمن صادق الشريف المحاضر بجامعة الملك سعود قسم الجغرافيا بقوله:
«هضبة الصمان وتقع إلى الجنوب من هضبة الدبدبة، أي أنها تبدأ من خط عرض 27ْ ش وحتى واحة يبرين جنوباً. فيبلغ طولها نحو 400 كم وعرضها بين 80 240 كم وتنحدر باتجاه الشرق حتى تتصل بالسهول الساحلية الشرقية دون عوارض طبيعية فإذا ما بقي اسم الصمان يطلق على القسم الشمالي منها والذي يحاذي هضبة الدبدبة، فإن الجزء الأوسط يتكون من هضاب الصلب وربيداء والبيضة والجزء الجنوبي يطلق عليه صمان يبرين»(6).
وبالنظر إلى الأقوال السابقة لساكني الصمان وعن تحديدهم له، نلاحظ اختلافهم في ذلك، ولو أخذنا بأقوال آخرين من ساكني الصمان لوجدنا اختلافاً في ذلك أيضاً، فمنهم من يخلط بين الصلب والصمان، ومنهم من اختصر في تحديده، ومنهم من توسع، وكل أقوالهم صحيحة فهم لم يخرجوا عن نطاق حدود الصمان ولكنهم حددوه بموجب فهمهم الذي توارثوه من آبائهم، وكذلك نجد الاختلاف بين علماء وأساتذة علم الجغرافيا عند وصفهم لحدود الصمان في السرد السابق.
والحق أن تحديد أرض الصمان ليس بالشيء السهل خصوصاً من جهتها الجنوبية والشرقية، أما حدودها من الغرب، والجنوب الغربي فرمال الدهناء كفيلة بتحديدها، ومن الشمال حدودها موقف الدبدبة والوريعة والشيطين ومجرى حفر الباطن «فَلْج قديماً».
ومن الجهة الشرقية تأتي صعوبة تحديد أرض الصمان فالحدود غير مستقيمة وللأرض بروزات متعرجة ومتداخلة «ويتدرج ارتفاعها فهو يبلغ 400 متر في المتوسط في الغرب، إلى 250 متراً عند حافتها الشرقية وبمعدل انحدار 7.0 متر في الكيلو متر الواحد» (7)، فلا علامات واضحة لتحديدها، ولكن هناك ضوابط يمكن القياس عليها لتحديدها مثل :
نوع النبات.
تكوين الرياض.
تكوين الدحول.
تكوين وأشكال الصخور والجبال.
عدم وجود السباخ.
تكوين منخفضات الأجواء.
وتتميز صخور أصلاب الصمان باللون الأحمر القمحي، ويتضح ذلك في قمم القفاف والحزوم ومجارف الدُّعُوب، ويسمى الصلب الواقع غرب اللهابة ب«الصلب الحَمَر» نسبة إلى صخوره الحمراء. قال حمد بن وازع الجبلي:
يا راكب من فوق فج العضودِ
قطم الخفوف ومبعدات المصابيح
ما كَعَمُوا مرباعهن بالنفودِ
يرعن «بالصلب الحمر» والصحاحيح
وقال دعسان بن حطاب الدويش
وإلى غدا الصمان مثل القزازِ
وكنه يفرش في مثانيه بَزي
وإن قالوا «الصلب الحمر» فيه قازِ
بين القريطا والزبيدي مْنَزِي
ومما أورده ياقوت عن الأصمعي في ذلك «الصمان جبل في أرض تميم «أحمر» ينقاد ثلاث ليال وليس له ارتفاع».
وعن الأزهري في التهذيب «وليس بالصمان لوبة، لأن حجارة الصمان (حمر)»(8).
لوبة: هي الحرّة ذات الصخور النارية السوداء، ولكن بالصمان موقعٌ حجارته سوداء، يقع به جَوُّ الغُرابي، وسمي بالغرابي تشبيهاً بريش طائر الغراب ذي اللون الأسود.
وليست كل صخور الصمان «حمراء» فهناك مواقع خارجة عن «الصلب الأحمر» حجارتها بيضاء مثل المناطق التي تقع شرق وشمال بلدة أم الهوشات وشرقي اللهابة وكذلك المناطق القريبة من بلدة مناخ، «ويتكون سطح هضبة الصمان من الصخور الجيرية الرملية التابعة لتكوين الهفوف واللدام و«الهيدروليك» من عنصري «المايوسين» و «البلايوسين»، ومن الأحجار الجيرية الرملية ومن حجر الجير ذي اللون«القشدي» (9).
وفي الجهة الشرقية للصمان يشتد انحدار الهضبة وتقترب حدودها من وادي المياه «وادي الستار قديماً» المسمى الآن وادي العجمان، حيث تتكون السبخات وتعتبر هي حدود الصمان من الشرق.
«تنتشر السبخات في معظم أجزاء وادي المياه، وقد بلغ عددها في المنطقة المدروسة حوالي 80 سبخة وأن مجموع مساحتها حوالي 265 كم2، وأما الجزء الممتد من جبال شدقم إلى شمال حنيذ فإن وجود السبخات يكون شبه معدوم إن لم يكن معدوماً وهذا يعود إلى عامل الارتفاع» (10).
ومن قول ذي الرمة في وصف الصمان:
بأرض هجان الترب وسمية الثرى
عذاة نأت عنها الملوحة والبحر
وصف ذي الرمة الصمان بأنها أرض هجان، وهي الأرض الخصيبة الطيبة الكريمة، وقد أبعدها عن الملوحة وهي السباخ.
وأما حدود هضبة الصمان من جهة الجنوب فهناك شواهد جغرافية يمكن القياس عليها شبيهة بالمناطق الشمالية من الصمان، مثل تكوين الرياض المنبتة للسدر والدحول كالتي قرب معقلة، والأجواء المتاخمة لحدود الدهناء وهذه موجودة على ظهر صلب الحني، ونعتبر حدود الصمان من جهة الجنوب نهاية أطراف حافة الصليبيخ والمنسونية وصُلْب الحُنَي وربيدا شمال مجرى وادي السهباء.
وخطوط الأسفلت المحيطة والمتصلة بالصمان وهي:
1 طريق من مدينة الرياض عبر حفر العتك.
2 من محافظة رماح إلى شَوْيَة.
3 طريق «الرياض الدمام» السريع.
4 طريق «الرياض الدمام» القديم.
5 طريق «عريعره النعيرية حفر الباطن».
6 طريق السفانية من طريق الأرطاوية حفر الباطن.
(1) الجاسر، حمد، المعجم الجغرافي للبلاد العربية السعودية، المنطقة الشرقية «البحرين قديماً» ص 1004، 1005، القسم الثالث، طبعة سنة 1401ه.
(2) ابن خميس، عبدالله بن محمد، معجم اليمامة، ج2، ص 78، الطبعة الأولى.
(3) الغنيم، عبدالله بن يوسف، أقاليم الجزيرة العربية، ص 55، ط 1401ه.
(4) المرجع السابق ، ص 56 57.
(5) الوليعي، عبدالله بن ناصر، جيولوجية وجيومور فولوجيه المملكة العربية السعودية، «أشكال الأرض» ص 399 400، الطبعة الثانية.
(6) الشريف، عبدالرحمن صادق، جغرافية المملكة العربية السعودية، ج1 ص 74، الطبعة الرابعة.
(7) الوليعي، عبدالله بن ناصر، مصدر سابق، ص 366.
(8) الجاسر، حمد، المعجم الجغرافي «المنطقة الشرقية» «البحرين قديماً» القسم الثالث، ص 992.
(9) الوليعي، عبدالله بن ناصر، مصدر سابق، ص 399.
(10)الطاهر، عبدالله بن أحمد، تقويم الوضع الأيكولوجي الزراعي في منطقة وادي المياه، ص 29، إصدار الجمعية الجغرافية السعودية.
|