Saturday 2nd March,200210747العددالسبت 18 ,ذو الحجة 1422

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

استيراد سوريا لنفط عراقي لا يغضب أمريكا استيراد سوريا لنفط عراقي لا يغضب أمريكا

* بيروت سامية نخول رويترز:
أثارت أنباء عن قيام سوريا بخرق حصار مفروض على العراق من الأمم المتحدة واستيراد النفط العراقي غضب بريطانيا الا أن الولايات المتحدة التي تتوق الآن إلى الإطاحة بالرئيس العراقي صدام حسين فتبدو أقل سخطا.
يقول محللون إن سوريا تستفيد بل تستغل أحيانا التغيير في أولويات الرئيس الامريكي جورج بوش بعد هجمات 11 سبتمبر ايلول على أمريكا.
وعندما اتهمت بريطانيا سوريا الشهر الماضي بخرق العقوبات المفروضة على العراق عبر استيراد مائة الف برميل يوميا من النفط العراقي الخام بدا الأمر اتهاما منفردا، وقد نفت سوريا ذلك.
ولن تعترف الولايات المتحدة بانها تتعامل بسلاسة مع نظام العقوبات المفروضة على العراق منذ 11 عاما. وتنفي الادارة الامريكية أيضا أنها تتجاهل استيراد سوريا للنفط العراقي لضمان بقاء الرئيس السوري بشار الاسد إلى جانب الرئيس الامريكي بوش في حربه المعلنة ضد الإرهاب. وقال دبلوماسي «لدينا مشكلة مع أي بلد يتعامل تجاريا مع العراق خارج نطاق برنامج الامم المتحدة للنفط مقابل الغذاء».
وأضاف «إن الهدف هو أن نحرم صدام حسين من المال لقصوره ومخابراته وحرسه الجمهوري». وقال«لكن يبدو أن صدام حسين ذكي في استغلال الضعف الاقتصادي لدى جيرانه لمصلحته». بريطانيا واجهت سوريا التي أصبحت عضوا في مجلس الامن في جلسة مغلقة للجنة تطبيق العقوبات على العراق بشأن التقارير المزعومة عن استيرادها نفط العراق. ويقول مسؤولون بريطانيون إن الزيادة في تصدير النفط السوري يمكن ان تفسر فقط اذا كانت دمشق تهرب حوالي مائة الف برميل من النفط العراقي يوميا من أنبوب النفط العراقي الذي أغلق قبل عقدين وأعيد افتتاحه عام 2000 . والرواية السورية تقول إن سوريا فحصت بالكاد أنبوب النفط القديم وانها تريد التعاون مع الامم المتحدة في أي صفقة حول النفط العراقي بما فيه استعمال أنبوب نفط جديد تقدمت بطلبه.
وقال دبلوماسي آخر «كان فحصا طويلا ومهما يصفون العملية فالنتيجة أن سوريا تستطيع استيراد كميات كبيرة من النفط العراقي أكبر مما تستطيع انتاجه.. هذا مصدر مال للنظام العراقي لا يستهان به».
وعادة ما كان ذلك يثير غضب واشنطن الا أن المحللين يقولون إن أولويات إدارة بوش وموقفها تجاه سوريا تغير بعد 11 سبتمبر ايلول. ولا تزال الولايات المتحدة تعتبر سوريا دولة راعية للإرهاب لدعمها منظمات مثل حماس وحزب الله والجهاد الاسلامي.
وقال بعض المحللين والدبلوماسيين انه بعد 11 سبتمبر استطاعت سوريا كسب نقاط مع واشنطن لتعاونها في تبادل معلومات استخباراتية عن مجموعات اسلامية وأفراد ينتمون إلى شبكة القاعدة. وقالت كيرستن شولز من جامعة لندن للاقتصاد «إنه في الظروف الحالية فان صانعي السياسة الامريكية غير مهتمين بإثارة ضجة حول قيام سوريا بخرق العقوبات».
وأضافت «إنها ليست قضية أساسية بل قضية أولويات وسوريا ليست ضمن هذه السياسة الآن». ومن الملاحظ أن بوش استثنى سوريا من خطابه حول دول «محورالشر» عندما اتهم ايران والعراق وكوريا الشمالية بمحاولة الحصول على اسلحةدمار لتهديد الولايات المتحدة. وقال خبير شؤون الشرق الاوسط في لندن توبي دودج «إن الامريكيين يتجهون نحو تغيير النظام في العراق في حين ان البريطانيين لا يزالون يركزون على تقييد الدبلوماسية للنظام الحالي». وأضاف «من المؤكد انه قبل 11 سبتمبر فإن سوريا كانت تحت ضغط كبير لجعل عائدات النفط تمر عبر الامم المتحدة لجنةتطبيق العقوبات الا أنه بعد 11 سبتمبر فإن هذا الموضوع ودور سوريا في حركات المقاومة الاقليمية مثل حزب الله وضع في آخر لائحة الأولويات».
وأشار بعض المسؤولين السوريين إلى وجود عمليات تهريب مزعومة من الاردن وتركيا.
الا أن بريطانيا تقول إن القليل من المازوت العراقي تم تهريبه من الحدود التركية في السنوات الاخيرة وأن مجلس الامن ينظر إلى الاردن كحالة خاصة. فالاردن على عكس سوريا لا يوجد لديه نفط ويحتاج إلى النفط العراقي لان السعودية وبعض الدول الخليجية توقفت عن امداد الاردن بالنفط لوقوفه إلى جانب بغداد خلال أزمة الخليج عامي 1990 و1991.
وقال دبلوماسي «إنها العلاقة بين سوريا والعراق على الأرجح علاقة مال وتجارة ترتكز على المنفعة الاقتصادية الا انه لا يوجد اعادة اقامة علاقات ودية سياسية».

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الرئيسية]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىmis@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved