سعادة رئيس تحرير الجزيرة تحية طيبة
قرأت الخبر المنشور في جريدتكم في العدد 10713 في 13/11/1422ه حول إعلان صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية بأن النظام التعليمي في المملكة ليس مسؤولاً عن تخريج الإرهاب مشيراً إلى ان وسائل الإعلام الأمريكية تتجنى على المملكة بادئ ذي بدء أقول: ان الحملة الإعلامية المسمومة والمسعورة ضد المملكة ليست وليدة اليوم أو الأمس، فهي منذ عقود طويلة، فالأحداث والأزمات يستغلها اللوبي الصهيوني المسيطر على الوسائل الإعلامية الأمريكية ليزج المملكة فيها، وهذا ناتج عن المواقف السعودية الثابتة والصلبة من القضية الفلسطينية ليروج الاتهامات الباطلة والأكاذيب المفترية والقصص الملفقة ولأن هذه الصفات هي من طبائع بني صهيون ولاغرابة فيها.
فأحداث 11 سبتمبر التي فاجأت أمريكا والعالم كله بتلك الكارثة على حين غفلة منها لتحدث تغييرات سريعة سياسياً وعسكرياً واقتصادياً ليجدها اللوبي الصهيوني فرصة لتشويه صورة المملكة عالمياً عبر وسائله الإعلامية المسمومة حتى وصلت به الوقاحة ان يصف مناهجنا بأنها تخرج جيلاً من الإرهاب، ويلقون ا لدعم المادي والتدريب العسكري ولقد بادرت المملكة في إيضاح الصورة الحقيقية لأباطيل الإعلام الأمريكية في حينها.
والمملكة معروفة بتوازن سياستها الداخلية والخارجية وقوة وصلابة مواقفها الثابتة من كل القضايا الإسلامية والعربية حتى حظيت ولله الحمد باحترام دولي وما مهاتفة الرئيس الأمريكي لصاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز مبدياً أسفه واعتذاره الشديد للحملة الإعلامية الأمريكية ضد المملكة إلا نموذج لما تحتله المملكة من مكانة وما تلقاه من احترام وتقدير.
وإذا كانت وسائل الإعلام الأمريكية تتهم مناهجنا بتخريج الإرهاب فإننا نتساءل عن التالي:
ماهي المناهج التي نشأ وترعرع في أحضانها حتى خرجت أكبر مجرم في العصر الحديث؟
من الذي علَّم ودرب قرين وشبيه فرعون على قتل الأطفال والنساء؟
من الذي دعم الإرهاب الشاروني وحكومته سياسياً وعسكرياً ومادياً؟
من الذي أعطى الضوء الأخضر لشارون وجنرالاته ليمارس سياسة التخريب والترويع بهدم المنازل بالمدافع وإطلاق الصواريخ بطائرات اف16 على شعب أعزل؟
ولماذا لم يحلل الإعلام الأمريكي تداعيات أحداث 11 سبتمبر، ولماذا استهدفت أمريكا بهذه الضربة من بين دول العالم؟
ومن هنا نقول: إننا لانستغرب هذه الحملة الظالمة والاتهامات الباطلة من وسائل الإعلام الأمريكية لأنهم بكل تأكيد لن يدافعوا عن قضايانا أو ينصفوا حقوقنا، أو على أقل تقدير يخرسوا ألسنتهم عن الكذب والافتراء.
ولكن نستغرب التخاذل من وسائل الإعلامية العربية من فضائيات ومجلات وصحافة التي لم تواكب الأحداث بالصورة المطلوبة ولم تكن عند تطلعات الشعوب العربية الإسلامية بالدفاع عن قضاياها وحقوقها المشروعة. فلم يكن لها صوت قوي مدو بين كل وسائل الإعلام العالمية من خلال أساليب التفنيد والتحليل تارة والهجوم والدفاع تارة أخرى، حتى أصحاب الأقلام والفكر من الكتاب والنقاد والمحللين لم يستمروا في مقارعة كتاب الصحف الأمريكية.
وهذه الأحداث كشفت لنا ضعف وسائل الإعلام العربية المختلفة لذا كرست جهدها وسخرت أموالها وإمكاناتها، واستغلت أوقاتها بالاهتمام بالحفلات الغنائية والأمسيات الشعرية والمسلسلات الليلية والحوارات التلفزيونية مع مشاهير الفن والطرب، وبث اللقاءات الفضائية مع أبطال التمثيل من الممثلين والممثلات في العالم العربي والخليجي، هذا هو واقع إعلامنا العربي وهذه هي اهتماماته وغايته ومقاصده وطموحاته.
ناصر بن عبدالعزيز الرابح مشرف تربوي |