* القاهرة مكتب الجزيرة عثمان أنور العواصم الوكالات:
أعلن الممثل الاعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا في ختام لقائه الرئيس المصري حسني مبارك في القاهرة أمس الخميس انه سيتوجه الاثنين المقبل الى واشنطن لبحث المبادرة السعودية. وقال سولانا للصحافيين انه سيتوجه ( ظهر أمس ) الى عمان ومن ثم الى واشنطن الاثنين والثلاثاء ضمن اطار الجهود المبذولة لاطلاق عملية السلام في الشرق الاوسط.
وأضاف ان صاحب السمو الملكي الامير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني أكد له خلال اللقاء بينهما أول أمس الاربعاء في جدة أنه سيعمل على تحويل اقتراحه الى «مبادرة عربية» وانه أعرب عن امله في ان تنال «موافقة» القمة العربية التي ستعقد في بيروت أواخر آذار/مارس المقبل. ومن جانبه أكد الرئيس المصري حسني مبارك في حديث نشرته أمس الخميس صحيفة «الاخبار» اليومية ان «الحديث من قبل البعض في اسرائيل عن الدخول في مفاوضات مع المملكة العربية السعودية حول هذا الاقتراح أو محاولة التوصل لحلول وسط بشأنه أمر يدعو للدهشة. الأمر واضح. فالانسحاب الكامل سيترتب عليه السلام الكامل. أما الدخول في تفسيرات وتأويلات فلن يقود ذلك لنتيجة جديدة».
وأكد مبارك: «اذا كانت اسرائيل لديها النية الصادقة والامينة للدخول في السلام وتحقيق الأمن فلدينا جميعا كدول عربية قرار قمة يعكس نفس النية الصادقة والأمينة للدخول في ذات الالتزام ولكن بعد ان تؤكد اسرائيل دون مواربة استعدادها للانسحاب من جميع الاراضى التى احتلتها عام 1967».
وأشار مبارك الى ان اسرائيل تحاول استغلال هذه المبادرة «للتغطية على القضية الفلسطينية». وقال ان «تصريحات الأمير عبد الله ولي هي تأكيد على موقف ثابت اتخذه القادة العرب في مؤتمر القمة العربي الذي عقد في القاهرة في حزيران/يونيو 1996». وأكدوا فيه ان السلام هو الخيار الاستراتيجي للعرب.
وقال مراسل وكالة «رويترز» في واشنطن «عندما يلتقي الرئيس حسني مبارك مع الرئيس الأمريكي جورج بوش في البيت الابيض يوم الثلاثاء المقبل ستكون المبادرة السعودية بشأن السلام في الشرق الاوسط على قمة جدول المحادثات».
ونسب المراسل الى محللين قولهم ان التحدي سيتمثل في البناء على المقترحات السعودية وكسر الجمود الدبلوماسي الذي بدأ حين انهارت محادثات السلام الاسرائيلية/ الفلسطينية في أوائل عام 2001.
وذكر المحللون ان القاهرة وواشنطن ستسعى كل منهما لاستكشاف أفكار الاخرى إزاء مبادرة الأمير عبدالله مع اقتراب القمة العربية التي تعقد في بيروت أواخر مارس آذار القادم كمكان محتمل لحشد تأييد عربي واسع للمبادرة.
وقال شبلي تلحمي الخبير في شؤون الشرق الاوسط بمعهد بروكينجز: «إنه مبارك يريد الاستماع الى ما تريد الولايات المتحدة قوله بشأن كيفية تعزيز مصر والسعودية تلك المبادرة في القمة».
وأضاف تلحمي: «وهو يريد تشجيع الادارة الأمريكية على مواصلة العمل لاحياء عملية السلام ويأمل ان يروا الأمريكيون هذا كسبيل الى اعادة الارتباط» بعملية السلام.
وتنتقد الدول العربية حذر الولايات المتحدة إزاء التوسط بين الاسرائيليين والفلسطينيين. وذكر مسؤولون أمريكيون ان المبعوث الأمريكي الخاص الجنرال انتوني زيني قام برحلتين الى المنطقة في الاشهر الثلاثة الاولى من مهمته لكنه لن يعود حتى يتم تخفيض مستوى العنف.
وذكر دبلوماسيون ان مبارك سيحث بوش على ان يكون حذرا وان يركز على الصراع الاسرائيلي/ الفلسطيني الذي يرى العرب انه السبب الرئيسي لعدم الاستقرار في المنطقة. وأعرب عرفات في المقابلة مع نيويورك تايمز عن توقعه بأن تحصل صيغة السلام السعودية على موافقة كاملة اثناء القمة العربية المقررة في بيروت أواخر مارس/ آذار المقبل. كما رحبت كندا يوم الاربعاء بخطة السلام السعودية للشرق الاوسط مشيرة الى ان الدول الاعضاء في مجموعة الثماني ستناقشها.
وقال وزير الخارجية بيل غراهام في مجلس العموم: «نرحب بالاقتراح التي طرحته السعودية. ونحن ندرس هذا الاقتراح».
واضاف: «سندرسه نظرا الى دورنا كرئيس لمجموعة الثماني هذه السنة».
وأوضح مسؤولون كنديون انهم سيناقشون خطة السلام السعودية في اطار مشاوراتهم المنتظمة مع الدول الاخرى في مجموعة الثماني قبل قمة كاناناسكيس.
وستعقد الدول الصناعية الاعضاء في مجموعة الثماني (الولايات المتحدة وروسيا واليابان وكندا وبريطانيا وفرنسا والمانيا وايطاليا) اجتماعا في حزيران/يونيو المقبل في كاناناسكيس في ولاية ألبرتا.
وأيدت ايطاليا المقترحات التى طرحها صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني بشأن عملية السلام في الشرق الاوسط.
وعبر دولة رئيس مجلس الوزراء الايطالي سيلفيون بيرلسكوني عن تقديره لمقترح سمو الأمير عبدالله بن عبدالعزيز حول تطبيع العلاقات بين الدول العربية واسرائيل.
وقال: «ان هذا الاقتراح الذي يضم عناصر جديدة في مسيرة السلام سيسهم في ايجاد جو ايجابي من أجل استئناف المفاوضات المباشرة بين الاطراف المعنية وسيشكل مؤشراً مهماً لأن بلداً مؤثرلً في المنطقة كالمملكة العربية السعودية يواجه موضوع مسيرة السلام بآراء قوية وشجاعة».
وأكد دولته أن بلاده تؤيد هذه المقترحات المهمة انطلاقا من قناعتها بوجوب اتخاذ كل السبل الممكنة من أجل وضع حد لدوامة العنف وبناء جو من الثقة بين الاطراف وأيضا ليكون من الممكن الشروع في مسيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية بعد تحقيق السلام.
وذكرت الاذاعة السودانية أمس الخميس ان الخرطوم تؤيد بشكل «تام» المبادرة التي اقترحها الأمير عبد الله لاحلال السلام في المنطقة.
ونقلت الاذاعة عن نائب الرئيس السوداني علي عثمان محمد طه قوله خلال لقاء مع الجالية السودانية في جدة مساء الاربعاء ان الحكومة السودانية «تؤيدالمبادرة بشكل تام».
وأضاف طه ان «المبادرة تؤكد ان بإمكان المسلمين التحدث في السلام من موقف قوة وليس من موقف خنوع».
|