Thursday 28th February,200210745العددالخميس 16 ,ذو الحجة 1422

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

رحم الله معزيرحم الله معزي

انتقل إلى رحمة الله إن شاء الله تعالى في صباح يوم السبت الحادي عشر من شهر ذي الحجة 1422ه أحد أعيان مدينة الرياض المعروفين، وحضر جنازته التي صلى عليها في مسجد الراجحي جمع غفير من الناس وبكى عليه الكثير داخل الرياض وخارجها بل وخارج المملكة.. رحم الله الشيخ معزي بن فهيد العصيمي العتيبي، فكم من أسرة واساها في محنتها، وكم من شاب وقف معه في زواجه، وكم من يتيم مسح على رأسه وكفكف دمعته، وكم من أرملة ساعدها تحت جنح الظلام وشد من ازرها وكان لها بمثابة الأخ والأب، وكم من مطلقة وقف معها ومد لها يد المساعدة، وكم من فقراء زارهم ومد لهم يد العون دون ان يشعر به أحد، وكان يرافقه في دروب الخير والكرم والعطاء أحد أبنائه وخاصة ابنه سلطان الذي ورث عن والده صفات الخير والكرم والشهامة، هذا الجبل الشامخ من الكرم والاخلاق والتواضع وحب الناس له صعب ان تفقده بهذه السهولة ومن الصعب ايضا ان تعزي فيه ولكنها حكمة الله، ولله في خلقه شؤون. عرفت الشيخ معزي منذ نعومة أظفاري وعاش أكثر من 90 سنة حافلة بالخير والكرم والجود وحب الناس، عاش محبا لربه ودينه ولم تفته صلاة الجماعة أبداً وعاش لبيته وربعه ومعارفه وللصغير والكبير وكان مجلسه يبدأ من بعد صلاة المغرب مباشرة فيكتظ بالكثير من الناس من جميع الفئات، كان محبوبا للجميع، وكان يضع طعام العشاء بعد صلاة المغرب مباشرة وهي عادة مشى عليها ولم يغيرها سنين طويلة، حتى يأكل ذو الحاجة والمستعجل، كان مجلسه من أفضل المجالس فمرة ذكر لله ومرة قفشات ومرة سؤال عن ذوي الحاجات، رحم الله أبو سلطان فكم من أسرة ستفقده وكم من أرملة ستبكي عليه وكم من فقير سيبحث عنه لكن العوض في أبنائه البررة الذين لم يتغيروا على الناس، وكانوا بحق قمة في التواضع والأخلاق وقد تعب في تربيتهم حتى أوصلهم إلى هذا المستوى العظيم والذي يشرف كل أب ان يكون أبناؤه عليه.. رحم الله أبو سلطان فقد كان مهما لكثير من جيرانه وأقربائه ومعارفه فهو الملاذ بعد الله لهم إذا كشرت الدنيا عن أنيابها، واليد الحانية إذا قصرت الأيدي عن العطاء، والوجه المنبسط المنشرح إذا تجهمت الوجوه وعبست.. رحم الله أبو سلطان فقد كان قمة في العطاء، والكرم والرجولة وان كنت اشعر انه لم يمت بعد فجميع أبنائه البررة فيهم البركة والعوض.. رحم الله أبو سلطان فقد عرفه ولاة الأمر وكان يزورهم ويحضر مجالسهم ويستنير بآرائهم.. رحم الله معزي بن فهيد العصيمي وأسكنه فسيح جناته وتغمده برحمته.

عبدالله سعود دهرة العصيمي
الرياض

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الرئيسية]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىmis@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved