Saturday 23rd February,200210740العددالسبت 11 ,ذو الحجة 1422

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

الغربالالغربال
أ.د. عبدالله محمد أبو داهش*

قال خير الدين الزركلي يصف شوقه إلى وطنه، وحنينه إليه، إثر إبعاده عنه:


العين بعد فراقها الوطنا
لا ساكناً ألِفَت ولا سكنا
ريانة بالدمع اقلقها
أنا لا تحس كرى ولا وسنا
يا موطنا عبث الزمان به
من ذا الذي أغرى بك الزمنا
قد كان لي بك عن سواك غنى
لا كان لي بسواك عنك غنى
ما كنت إلا روضة انفاً
كرمت وطابت مغرساً وجنى
عطفوا عليك فاوسعوك اذى
وهم يسمون الاذى مننا
وحنوا عليك فجردوا قضبا
مسنونة وتقدموا بقنا
يا طائراً غنى على غصن
والنيل يسقي ذلك الغصنا
زدني وهيج ما شئت من شجنٍ
ان كنت مثلي تعرف الشجنا
أذكرتني مالست ناسيه
ولرب ذكرى جددت حزنا
اذكرتني بردى وواديه
والطير احاداً به وثنى
وأحبة اسررت من كلفي
وهواي فيهم لاعجاً كمنا
كم ذا اغالبه ويغلبني
دمع اذا كفكفته هتنا
لي ذكريات في ربوعهم
هن الحياة تألقاً وسنا

قلت: هكذا أفضى هذا الوجد بصاحبه، ودعاه إلى التأثر والالم: أيام شكول، ومصاعب جمة اعتورت حياة الشاعر، فنفت في غربته بهذا الصوت المعذب، وبخاصة عند العلم بما خلفه الزركلي في بلاده من الارث الحضاري والبيئة الطبيعية الوارفة ذات الافنان والانهار، انها ايا شكول حقا.
* أستاذ ورئيس قسم اللغة العربية وآدابها بأبها

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الرئيسية]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىmis@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved