قلبي أتعبه فراقك

والدي الحبيب:
أنا على يقين بأنك تسمعني ليس بصوتي ولكن من خلال الكم الهائل من المشاعر الجياشة التي تفيض في قلبي.
أتعلم منذ أن رحلت وأنا كلما فكرت بك لا احتمل الفراق لا احتمل سوى أني أذوب من الشوق وأتوق من الحنين إلى تقبيل يديك الكريمتين في وقت ضعف الحنان بين الأجداد وأحفادهم.
لكن الإيمان بالله والإيمان بالقضاء والقدر خيره وشره هو الذي يعود بي إلى الواقع.
والدي الغالي:
اكتب هذه الرسالة واعلم انه لا يمكن لساعي بريد في الدنيا أن يوصلها لك ومع ذلك كتبتها ليس لإيصالها لك فأنت لا تحتاج من الدنيا شيئا ولكنك تحتاج مايحتاجه كل إنسان بعد أن فارق الحياة، يحتاج إلى الدعاء والرحمة والصدقة لأن الولد الصالح نهر جار من الحسنات في ميزان والديه.
والدي العزيز:
لقد فقدنا مسامراتك ونصائحك وتوجيهاتك السديدة. لقد فقدنا مع رحيلك أشياء كثيرة جداً، كنت المتنفس لهمومنا، والموجه لكيفية تغلبنا على ما يعترضنا من مشاكل، وكنت البلسم الذي يضمد جروحنا بمشاركتنا كل مناسباتنا، ووفرت لنا كل سبل الراحة حتى أنك تكاد تشعل أصابعك العشرة شموعاً تضيء لنا دربنا.
والدي الغالي:
إن التفكير فيك يزيل الهموم ويريح قلبي الذي يشكو فراقك.
وأخيراً:
اطلب من المولى القدير ذي الجلال والإكرام أن يجعل قبره روضة من رياض الجنة ويسكنه الفردوس الأعلى ويلهمنا الصبر والسلوان على فراقك.