Thursday 21st February,200210738العددالخميس 9 ,ذو الحجة 1422

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

تلميحةتلميحة
تواجد فاعل لوزارة المعارف.. ولكن
محمد المنيف

التواجد النشط لوزارة المعارف في مهرجان التراث والثقافة بالجنادرية هذا العام من الفعاليات المختلفة ومنها معارض التربية الفنية لعدد من المناطق برزت فيها الإدارة العامة للتعليم بالرياض في نشاط يومي للزوار يمارس فيه التلامذة والموهوبون تجارب تشكيلية باشراف معلمين متخصصين مع ما قامت به إدارة تعليم محافظةالخرج ومحافظةالزلفي من خلال مرسمها الحر ومحافظة عنيزة بتوثيقها للنشاط الكترونيا او بما تم عرضه مباشرة، كما لا ننسى ادارة تعليم الاحساء وبقية الإدارات الأخرى وبما ازدانت به من معروضات إبداعية بجانب التجارب العلمية والكشفية وجناح كبير متألق بأسلوب العرض وبالمحتوى لنشاط التوعية الإسلامية.
كل ذلك الزخم والتفاعل والفعل المشرف كان بعيدا عن محيط الحركة الكثيفة من الزوار لبعد موقع خيمة الوزارة عن الطريق الرئيسي الذي يسلكه الحضور للمهرجان متنقلين من موقع لآخر باحثين عن الأيسر وصولا وأقرب مسافة مع العلم ان الفرصة ممكنة بما أتيح للوزارة من موقع رائع.
المراسم التشكيلية وميض إعلامي
في كثير من الأندية او ما يماثلها من الجهات المعنية بالفن التشكيلي نسمع انها تقوم على إعداد مراسم للموهوبين في الفنون التشكيلية إلا ان الواقع لا يتعدى وميضاً إعلامياً كبارقة غيمة صيفية تمر مرور الكرام دون ان تمطر واذا عذرنا الأندية فلن نعذر جهات أخرى عول عليها الاخذ بالموهوبين اعلنت كثيرا عن قيامها بهذه المهمة ولم تحقق غير القليل مما أمل فيه والأكثر ألما وسوءاً ان من يشرف على هذه المراسم يسعون للتأثير على الدارسين بأساليبهم واتجاهاتهم الخاصة وأنماط فنونهم دون مراعاة للتراث المحلي وأهمية انتماء الفنانين الواعدين له ولقيمه الجمالية اضافة الى ان هؤلاء المدربين كما يسميهم البعض لم يكونوا ملتزمين بأوقات الحضور في المراسم لتقديم التوجيه والمشورة للمتدربين.
جوائز الموهوبين قطرة على شفاه ظمأى
جميل ان يجد الموهوبون او الواعدون في الفنون التشكيلية من يدعمهم ويأخذ بأيديهم نحو التواجد والمساهمة مع البقية في الساحة خطوة مع جديدهم ومع كل تجربة يمرون بها في مراحلهم الأولى أمام المساحة الشاسعة بينهم وبين من سبقوهم من الفنانين فكان لبعض الجهات دور في انارة دروبهم ودفعهم نحو المنافسة والخوض في غمار هذا الإبداع الجميل، هذا الدعم وتلك الجوائز التي تمنح لهم في تلك المعارض او المناسبات لا تشكل اكثر من قطرة على شفاههم الظمأى في صحراء التشكيل الملتهبة بأسعار الأدوات والخامات وتكلفة المعارض التي يتمنون اقامتها بشكل فردي سعيا من المتميزين فيهم لإثبات قدراتهم بعد مساهماتهم في المعارض الجماعية.
وإذا كنا لا ننكر دور الجوائز المقدمة في تلك المعارض ومن تلك الجهات أو المؤسسات ولما لها من وهج وتأثير في نفوس الموهوبين والمبدعين من الجنسين لكنها سرعان ما تذوب في زمن ابداعهم القادم حينما يشعرون بناء على تلك الجوائز بمطالبتهم بالاستمرار والتألق وعدم التراجع عن المستوى المتميز الذي حققوه مصدومون بالامكانات المتمثلة في الخامات والأدوات من فرش وألوان وقماش رسم او اوراق الرسم المائي الجيدة وبما تحدثه لهم من احباط لعدم القدرة على تأمينها بجانب الحاجة للمعلمين الكفء في توجيههم وتبصيرهم في عالمهم التقني عند إنجاز اللوحة. لهذا فإننا في حاجة لايجاد سبل اكثر تحقيقاً للأهداف لضمان النتائج وتأمين الطريق الذي سيسلكه الموهوبون والواعدون عبر برامج مدروسة ومدعومة من القطاع الخاص لنصنع مبدعين حقيقيين وان لا ندعهم على حافة النهر قبل ان نعلمهم الغوص.
الندوات التشكيلية صرخة في فلاة
الندوات التشكيلية ظاهرة صحية وهامة في هذه المرحلة من مراحل عمر ومسيرة الفن التشكيلي السعودي وما أقيم خلال السنوات الاخيرة من ندوات ولو قليلة تضيف للمعارض وهجاً ومذاقاً جديداً يضفي على الفن وعلى المتلقين من الحضور الكثير من الفائدة وتحريك الساكن من مختزلهم الثقافي والتشكيلي إلا ان هذه الندوات مع الأسف كالصرخة في فلاة يرتد صداها على فاعلها لعدم تفاعل الفنانين معها وتجاهلهم لها إلا من القلة القليلة من الاخوة المقيمين من المتخصصين نتيجة تعودهم على مثل هذه الانشطة ومعرفتهم للمردود والمكتسب المعلوماتي منها، لهذا فهم يثرون الندوات ويشعلوها بمداخلاتهم إلا ان الصوت يبقى محدودا مما يوجب اعادة النظر في كيفية الاستفادة منها وليكن ذلك بالتوثيق صوتا وصورة وتسويقاً.
التشكيليون ونوايا المتمسكنين
يقول المثل «يتمسكن حتى يتمكن» تلك المقولة تنطبق على بعض أفراد لا يشكلون أي رقم او علامة في جسد المجتمع عامة ولا في منظومة المبدعين على وجه الخصوص كونهم مسكونين بالغيرة والحسد تجاه نجاحات غيرهم وفي ساحتنا التشكيلية شيء من هؤلاء المتطفلين يخرجون كلما وجدوا فجوة للتواجد فتشم فيهم رائحة النوايا العجيبة والغريبة مجترين ماض ظنوا فيه انهم العارفون فقط والبقية متخلفون فخدعوا أنفسهم.
هذه الفئة غير الواضحة المعالم تثير الزوابع باطنة وظاهرة في أي محفل تشكيلي ساعية للتقليل من جهود المبدعين ملوحة بأنها المعلمة لهذا الفن رغم جهلها والمرشدة رغم ضياعها وصاحبة الفضل رغم انكارها للجميل مهددة ومتوعدة من في الساحة من الفنانين رغم حاجتها هي للاستقرار النفسي والإبداعي فاحذروهم وغضوا الطرف فالقافلة التشكيلية السعودية سائرة نحو اهدافها الوطنية بثقة كبيرة بعقول وقدرات ابنائها وبمساهمة الصادقين فقط.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الرئيسية]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىmis@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved