* غزة أ ش أ:
بدأت الولايات المتحدة تشعر بقلق متزايد تجاه الأوضاع المالية الصعبة التي يعاني منها السكان في الأراضي الفلسطينية وأصبح من المألوف سماع انتقادات موجهة لسياسة الحصار والإغلاق الإسرائيلية للمدن الفلسطينية.
وقالت صحيفة هاأرتس الإسرائيلية في تقرير لها أن وزارة الخارجية الأمريكية تعتزم إعادة تقويم المزاعم الإسرائيلية بأن الحصار وحظر التجول يحول دون وقوع هجمات إرهابية.
وأضافت الصحيفة انه على الرغم من أن الإدارة الأمريكية تتفهم موقف إسرائيل إلى مدى معين فإن عددا متزايدا من الاعتراضات قد بدأ في الظهور من أن الاجراءات الإسرائيلية أنما تهدف إلى معاقبة الفلسطينيين وممارسة الضغط عليهم بينما فعاليتها في الحيلولة دون وقوع هجمات إرهابية هي مثار شك.
وأشارت هاأرتس إلى أن معاملة الفلسطينيين كانت نقطة خلاف خلال محادثات رئيس الوزراء الإسرائيلى ارييل شارون مع الرئيس الامريكي جورج بوش في واشنطن في السابع من الشهر الجاري.
ونسبت هاأرتس إلى مصدر مقرب من الادارة الامريكية قوله ان بوش طالب التخفيف من الظروف التي يعاني منها الفلسطينيون وأن شارون رد بتقديم رؤيته لخطة مارشال التي سيجري وفقها توفير مائة ألف فرصة عمل في الأراضي الفلسطينية في غضون ثلاثة أعوام.
كما وعد برفع الاغلاق عن تلك المناطق التي تنعم بالسلام مثلما الحال في بيت لحم وأريحا والخليل .. غير أن بوش رد فيما يبدو بغضب بإبلاغ شارون بأنه بدلا من أن يشغل نفسه بخطط طويلة الأجل يجب عليه أن يحول أموال السلطة الفلسطينية المجمدة ويسمح للسكان الفلسطينيين بالتوجه إلى أعمالهم.
ويعتقد البيت الابيض بأنه ليس هناك الكثير الذي يمكن الحصول عليه من شارون .. وقالت مصادر قريبة من الإدارة أن بوش خرج بنفس الانطباع من محادثاته مع شارون غير أن الرئيس الامريكي أقل حرصا على الدخول في صدام مع إسرائيل في الوقت الحالى وأنه قبل موقف مستشارة الأمن القومي كوندوليزا رايس بأنه من الافضل التركيز على الأهداف الرئيسية للامريكيين في حربهم ضد الإرهاب ومن ثم ليس هناك وقت لإضاعة جهد على مسائل هامشية مثل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
وقالت هاأرتس ان التقاير التي وصلت القدس مؤخرا تشير إلى وجود حيرة عميقة داخل الإدارة الأمريكية بشأن التعامل مع الصراع الإسرائيلي الفلسطيني .. وقد أرسل الامريكيون عدة رسائل إلى إسرائيل بعد اجتماع بوش شارون توضح مما لا يدع مجالا للشك بأن واشنطن لا ترى أي بديل لحكم السلطة الفلسطينية بزعامة ياسر عرفات وترفض اقتراحات شارون بنصب زعيم جديد.
ونوهت الصحيفة الإسرائيلية إلى وجود منهجين متعارضين داخل وزارة الخارجية الأمريكية إزاء التعامل مع هذه الأزمة .. إذ يرى الاتجاه الأول بأنه ليس هناك مجالا لتورط أمريكي وأن الجانبين في حاجة إلى حل مشاكلهما بنفسيهما ومن بين الافكار المطروحة عقد محادثات سرية بين ممثلين إسرائليين وفلسطينيين أو وقف إطلاق النار في كل منطقة فلسطينية على حدة مقابل تخفيف القيود الاسرائيلية على قاطني تلك المنطقة.
أما الاتجاه الثاني فإنه يرغب في قيام واشنطن بدور أكثر نشاطا، وهي وجهة نظر تفترض أن الجانبين لن يتفقا على أي شيء بدون مساعدة خارجية.
ويعتقد مناصرو هذا الاتجاه بأن المبعوث الأمريكي الخاص انتوني زيني يجب أن يعود للمنطقة كما يتعين نشر مراقبين أمريكيين لمراقبة الخطوات الإسرائيلية والفلسطينية.
وسوف يعتمد تحقيق أي تقدم بصورة كاملة على تنفيذ الجانبين لكل متطلبات المرحلة السابقة تحت مراقبة الولايات المتحدة.
غير أن هذين الاتجاهين لا يأملان كثيرا في التوصل إلى اتفاقيات بين وزير الخارجية الإسرائيلي شيمون بيريز ورئيس المجلس الوطني الفلسطيني أبو علاء نظرا لأنه من الصعوبة الآن التحدث عن خطط سياسية تتجاوز خطة ميتشيل أو ترتيبات تينيت.
كما أن الإدارة الأمريكية تعارض فكرة إعطاء السلطة الفلسطينية ضمانا بأن مفاوضات الوضع النهائي سوف تستند على خط الرابع من يونيو 1967 .
وقالت هاأرتس إن الجهود الامريكية تتركز الآن على جولة نائب الرئيس الامريكي المزمعة في الشرق الأوسط التي سيحاول خلالها إعادة الحيوية للعلاقات مع العالم العربي التي فترت بعض الشيء منذ الحادي عشر من سبتمبر.
|