صرخت بقوة وسط جدران كثيرة من الصمت بحثت كثيراً بينها عن شيء فقدته كان غالياً علي كثيراً لم اعد أراك يا أمي. صوت بداخلي نادى لك فرجع صداه، بحثت عنك يا اماه ناديت لك في كل الزوايا والجهات ضممت لصوتي آهتي وحزني صرخت وصرخت كررت الصراخ ثم نظرت متفحصاً في كل من حولي علني ارى طلعة وجهك الغالي وضحكة ثغرك الباسم على الدوام لكنني لم ارك، أشفقت على عقلي ان يصيبه الهذيان.. فجالت في خاطري الذكريات تذكرت طيبة قلبك وصفاء روحك.. تذكرت أنسك ودعابتك.. تذكرت دمعتك الحرَّى الساخنة والتي طالما ذرفتها من اجلي، كنت تخشين علي في الصغر من كل شيء.. الحزن.. المرض.. من كل شيء كنت تريدينني في احسن صورة لم تكوني ترتاحين حتى ترين السعادة بادية على محياي، لطالما سهرت الليالي طلباً لراحتي وعانيت الآلام والمشاق من اجل سعادتي، كنت لي كالحصن المنيع في وجه تيارات الزمن العاتية وفجأة.. سقط هذا الجدار وتحطم ذلك الحصن المنيع.. في لحظة كنت في أمس الحاجة اليك.. وما زلت أمي!! افتقدك في كل لحظة من لحظات حياتي.. انني ارى فيك طموحي ونشاطي صغيراً.. وعزمي واجتهادي شاباً.. وأرى فيك مستقبلي الزاهر المشرق حينما سأغدو كبيراً بإذن الله.. لن اغير نظرتك انت في يا اماه سأستمر على الطريق ولن احيد.. لقد عقدت العزم على ان اواصل ولا بد.. انني قررت الاستمرار وكفى فنفسي الطموحة تتوق لكل ما هو افضل.
أعدك يا امي المصون انني سأبذل قصارى جهدي في سبيل تعلمي وتقدمي انني سأبني بكل حجر صادفني في الطريق سلماً اصعد به لدروب النجاح والسؤدد.. سأعمل الكثير والكثير من اجلك يا امي.. لن انسى..
لن انسى كل لحظة قضيتها بجوارك لن انسى كل نصيحة قدمتها لي من قلب يفيض حباً وحناناً لن انسى تهنئتك لي على نجاحي وتفوقي.. لن انسى هديتك التي تظل وإن صغرت اعظم هدية في تاريخ حياتي.. والذي يبدو.. في وجودك.. مثل لوحة رائعة ابدعتها ريشة فنان عظيم.. لن انساك يا امي انسانة.. انسانة ملؤها الثقة والاعتزاز بالنفس لن انساك ما حييت.يا أمي الحنون
محمد عيضة العوفي
|