قرأت كما قرأ سواي من عشاق الجزيرة ما خطَّه قلم الأخت: بدرية القاسم وفقها الله لكل خير في عدد يوم الثلاثاء 29/11/1422ه ذي الرقم (10729).. وقد أجادت في عرضها لهذا الموضوع الهام والحساس، وكما ذكرت الأخت عن المرأة السعودية بل المسلمة (من أنها ما زالت تعيش تحديات كبيرة).. وما أحسن ما قالت (إن المرأة نصف المجتمع) و (إن مجتمعنا كسائر المجتمعات لا يريد تعطيل هذا النصف الآخر وإصابته بالشلل).كل هذا الكلام غاية في الجمال ولايختلف عليه اثنان كما لا تتناطح عليه عنزان، إلا ان ما لفت نظري في كلامها ودعاني لكتابة هذه الكلمات ما لاحظته في مقالها وهو يتلخص فيمايلي:
1 أنها قالت إن (المرأة السعودية لاينقصها يد أو رجل لتكون مبدعة).. ومن قال لها هذا؟ إن المرأة السعودية كسائر بنات حواء لديها القدرة على الإبداع والابتكار والتجديد، مع كونها في هذه البلاد التي وفرت وهيأت لها جميع السبل لتحقيق ذلك.. إن المرأة السعودية هي التي كافحت منذ قديم الزمن حتى أخرجت لنا هذا الجيل الحافل بالمثقفين والمبدعين الموهوبين الذين على رأسهم ساسة هذه البلاد وقادتها ورجالها.. لكن الذي ينبغي التنبه له والتنبيه عليه هو ان إبداع المرأة أياً كانت لايتوقف على مخالفتها لدينها أو مروءتها وعاداتها الأصيلة، فكم من امرأة ماتت وما مات ذكرها، بل سطر التاريخ لنا مجدها وبطولاتها وعزتها وكرامتها.
2 قولها إن (مجتمعنا لايريد تعطيل هذا النصف..)! ومن الذي أوحى إليها بذلك؟ ومن قال إن نصف مجتمعنا معطل؟ إننا إن قلنا ذلك فقد حكمنا على نسائنا بالجهل أو عدم القدرة على مواجهة تحديات العصر.. أليست الكاتبة نفسها تقول إننا نرى المرأة في مجتمعنا تعمل في كافة الميادين، فكيف يكون نصف مجتمعنا معطل! وهل يشترط لخوض عباب هذه الحياة من قبل المرأة ان تعمل خارج منزلها!! أظن ان الأكثر يوافقني على ان الجواب ب (لا).
3 قولها إن (المرأة تواقة للتحدي وإثبات الذات) فهل نفيت ذات المرأة لكي تحتاج إلى إثبات؟! ثم إن إثبات المرأة لقدراتها ومواهبها هل هو حكر على الأعمال الخارجية.. أليست أمهاتنا وجداتنا قد أثبتن للعالم كله قدراتهن وإبداعهن، إذ خرّجن هذا الجيل الطموح، والنشء الصالح؟ أم أنهن عجزن كلهن عن تحقيق ما تصبو إليه الأخت الكاتبة!!أليس من الإبداع ان تكون المرأة مصنعاً للرجال.. ومدرسة للأجيال..!!
ألا يكون من الابتكار.. التنويع والتجديد في أساليب التربية والتعليم مع الثبات على المبادئ والأهداف..! ألا يمكن للمرأة ان تصل إلى أعالي الأمور وتاج الممالك بتأسيس البنية التحتية للمجتمعات شبابها وأمل مستقبلها..!إن من العار ان نحجم دور نسائنا ونهمش بطولاتهن، التي تتفق مع مبادئنا وعاداتنا كشعب له خصائصه ومميزاته التي يشمخ بها غير عابئ بقول قائل.. أو انتقاد منحرف.. أو تجريح جاهل..
4 أما موضوع بطاقة المرأة فهو أمر محمود يشكر عليه ولاة أمرنا وفقهم الله إذ فيه حفظ لحقوق نسائنا، فرضته المتغيرات المعاصرة، كما ان فيه درءاً لكثير من المشكلات والاعتداءات التي قد يقوم بها بعض السفلة وضعاف النفوس، ونحن على أمل كبير بالله تعالى ثم بولاة أمرنا بأن يزداد الأمر حرصاً وتشديداً فنفرض البصمة بديلاً عن صورة الرجل والمرأة لكي يكون ذلك أدعى للحفاظ على الممتلكات والمستحقات وأبعد عن المشاكل المالية والاجتماعية وصيانة لمبادئنا وخصائصنا التي تعلمناها من ولاة أمرنا وعلمائنا.
إبراهيم بن مطرف المطرف ثانوية المدائن بالرياض |