Sunday 17th February,200210734العددالأحد 5 ,ذو الحجة 1422

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

سحب وديمسحب وديم
مساء الوعي والإبداع
فريدة محمد قدح

جمال الموضوع، وحيوية الطرح ومواكبة الحدث لقضية اجتماعية هامة جميعها لم تشفع في أن تكون دافعاً قوياً لحضور جميل ينبىء ببروق الوعي والإبهار، حيث كان الحضور في تلك الأمسية حضوراً هادئاً وبسيطاً خالياً من البهرجة والوجاهة الصارخة. لم يكن بقوة الإحساس لمعايشة مشاكلنا وطرحها بشكل موضوعي على بساط النقاش والبحث، ومحاولة الاستفادة من الآراء والخبرات المختلفة المكتسبة من تنوع الثقافات والدراسات.. هذه الأمور تداعت في خاطري وأنا أتابع محاور الندوة الخاصة بموضوع (تربية الطفل في ظل المؤثرات المعاصرة).
الإبداع حقيقة كان واضحاً ذلك المساء، سواء في طرح محاور الندوة ومناقشتها أو في سرد أبعادها التربوية من قبل المشاركات.
الدكتورة إيمان ميمش عميدة كلية التربية الأقسام الأدبية بأبها، فمن خلال مشاركتها ذكرت حقوق الطفل في الاسلام وواجبات الوالدين تجاه ابنائهم وكذلك أهم المؤثرات الإعلامية التي أصبحت تشكل جزءا مهماً في تسلية الطفل واللهو مثل برامج الالكترونيات وألعاب (الكمبيوتر) من حيث إيجابياتها وسلبياتها.. ثم تلا ذلك محور الحديث للدكتورة هدى باطويل العامودي من جامعة الملك عبدالعزيز بجدة التي وثقت ورقتها البحثية بمضامين تاريخية لتطور صحافة الطفل في العالم العربي، والمملكة العربية السعودية، وأسباب صعود وهبوط هذا المجال واختفاء وظهور بعض المجلات والصحف والنشرات الخاصة بالأطفال.
ثم أخيراً كانت ورقة عمل الاستاذة وفاء السبيل (المحاضرة بجامعة الامام محمد بن سعود الإسلامية) حيث عرضت بشكل حيوي وسائل تسلية الطفل الإعلامية المتنوعة المتمثلة في التلفزيون، الأفلام، المسرح.. الألعاب، وكم المدة التي يستغرقها الطفل في المشاهدة والجلوس أمام وسائل التسلية تلك وآثارها الجانبية، وكيفية طرح البدائل السليمة والتي تعرض بشكل جيد الواقع المفروض على الطفل العربي عموماً.. والطفل المسلم خصوصاً من قبل الشركات الإعلامية الغربية المنتجة، وقبل ذلك التعويض الحقيقي يكون في الجو الاسري الدافىء الذي يلجأ ويحتمي به الطفل قبل الهروب لأجهزة المشاهدة والتسلية.
وكانت مداخلات الحوار وإدارته من قبل الاستاذة فاطمة العتيبي مديرة تحرير (مجلة البنات) حيوية جميلة سواء في طرح الحوارات لتبادل الآراء أو في النقاشات، فكانت حلقة وعي مشرقة ضمن حلقات النور التي تديرها وتحاورها في ذلك المساء.. كان نخل بلادي أكثر شموخاً.
تزاحمت رائحة الأرض الطيبة بأفكار وإبداعات نسائية في زمن مهرجان التراث فكان الماضي يدخل فرحاً بثواني الحاضر ليعبر بزهوٍّ وثبات للغد.
في ذلك المساء كانت ثمرات الأرض نجاحاً ووعياً وأشياء كثيرة تتهادى دلالاً وترفاً في عهد الوفاء والرخاء لهذا البلد الحبيب.
آخر الكلام:
الطفولة وحدها في مواجهة التحديات الإعلامية ومؤثرات التقنية المعاصرة تعتبر معادلة غير متوازنه اذا لم يكن يقابلها وعي ديني، واسرة قوية تهتم بالطفل تسانده وتعاونه على تقبل واستيعاب المتغيرات والأحداث السريعة التي تواجهه بثبات وفهم واختيار سليم للأفضل.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الرئيسية]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىmis@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved