عزيزتي الجزيرة:
الوطن تلك الأرض الفضاء، تلك المساحة الواسعة، ذلك المكان الجميل يعيش فيه الفرد منّا بين جماعته واخوانه وبني جنسه تربطنا على ترابه منافع ومصالح مشتركة.
الوطن نبراس يضيء الطريق لكل الأجيال المتعاقبة وحب الوطن لا يعادل بكنوز الدنيا فحبه يعني الانتماء يعني الوفاء يعني الاخلاص لتلك الارض المباركة ومن يسكن على ثراها الطاهر.. ان حب هذه الارض الطيبة يعجز القلم عن كتابته ويثقل على الاوراق حمله ويعجز اللسان عن اخراجه ذلك لانه فيء نتفيأ بظلاله، وحضن دافىء نحتضنه ونبتة مثمرة عظيمة تثمر حبا وعطاء.
اطلق نظري في الفضاء الواسع بما فيه من كواكب ونجوم وشموس وأقمار وبما يلفه من شائع الفضاء فلا أجد وطنا يستحق الحب غيره كيف لا وهو مهبط الوحي ومنبع الرسالة.
إن هذا الحب يجب ان يكون حبا حقيقيا متنزها عن الدنايا، حبا ساميا بعيدا عن المكاسب الشخصية ومترفعا عن المنافع الذاتية حبا صادقا يمقت الكذب ويكره الخداع خاليا من شوائب الطمع وذرات الأنانية حبا لا يعرف الخداع والالتواء ويحفل بالمنح والعطاء.
هذا هو حق الوطن علينا فليس بالمدح وحده نخدم الوطن فبالعمل أولاً وبالاخلاص ثانياً وبالخوف من الله مبتدأً وخبراً.
مرفأ:
أفرح بك ولك ومنك يا وطني كلما رأيتك تصعد منصة تتويج داخلية أو خارجية ومع صعودك تصعد أبراج قلبي برجاً برجاً.
أقطف لك يا وطني من بستان الحروف وروض الكلم زهرة يانعة مغلفة بدعوة صادقة بأن يحفظك الله آمنا مطمئنا.
واخيرا: أكرر ما قاله أحمد شوقي:
وطني لو شغلت بالخلد عنه نازعتني إليه في الخلد نفسي شهد الله لم يغب عن جفوني شخصه ساعةً ولم يخل حسي |
ولعزيزتي الجزيرة خالص تحياتي
طيف أحمد - الوشم ثرمداء |