* رام الله من وفاء عمرو رويترز:
استحوذ جيل شاب من القيادات الفلسطينية في حركة فتح التي يقودها الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات على سلطة اتخاذ القرار في ساحات المواجهة في صراع على السلطة يرى محللون انه يهدد بتفتت الفصيل الفلسطيني الرئيسي في الحرب ضد الاحتلال الاسرائيلي.
ويقول مسؤولو فتح ان الانقسامات بين الحرس القديم والقادة الشبان الاكثر تشددا خلال الانتفاضة الفلسطينية الناشبة منذ 16 شهرا يعكس ضعف مؤسسات صنع القرار المشكلة من مؤسسي فتح وقادتها الذين عادوا من المنفى.
وتكشف تلك الخلافات ايضا كيف ان جيلا جديدا من القيادات الشابة فرضت ارادتها على سياسات فتح بعد صعودها الى السطح خلال الانتفاضة السابقة من1987 الى 1994 وجسد عرفات لفترة طويلة الكفاح الفلسطيني من اجل الدولة.
ويقول مسؤولون فلسطينيون ان سلطة الرئيس لم تتأثر مباشرة بالانقسامات التي واكبت الضغط الاسرائيلي والأمريكي المكثف لكبح جماح النشطاء وتزامنت مع محاولات اسرائيلية للعثور على قيادة فلسطينية بديلة.
إلا ان محللين سياسيين يقولون ان قدرة عرفات على السيطرة على القيادات الشابة يمكن ان تضعف اذا ما فشل في عرض حل سياسي لانهاء الاحتلال واذا ما بقي الجيل الشاب خارج هياكل صنع القرار الرسمي.
وقال مروان البرغوثي احد ابرز القيادات الفلسطينية الشابة والعناصر الفاعلة في الانتفاضة الفلسطينية ان فتح تعاني من «أزمة داخلية حقيقية تتعلق بصراع على السلطة بين الاجيال القديمة والجديدة».
تابع «القاعدة العريضة تشعر بأن هياكل فتح القديمة فشلت في تمثيلها وفي الاهتمام باحتياجاتها والطريق الوحيد لحل هذه المشكلة هو اجراء انتخابات لاختيار قيادة جديدة».
وفتح هي كبرى فصائل منظمة التحرير الفلسطينية والمجموعة صاحبة النفوذ في السلطةالفلسطينية. ويرأس عرفات كلاً من السلطة الفلسطينية وفتح.
وعرفات مازال القائد الفلسطيني الرئيسي رغم المحاولات الاسرائيلية لعزله وليس ثمة تحديات جدية لقيادته السياسية.
قال المحلل السياسي الفلسطيني علي الجرباوي «هناك قدر كبير من الانتقادات الداخلية لعرفات».
إلا انه أضاف «اعتقد ان عرفات يشعر بأنه لا غنى عنه».
ورغم ذلك شعر الحرس القديم بالصدمة لقوة القيادات الشابة في اجتماعات منفصلة عقدتها في الاسبوع الماضي اللجنة التنفيذية لحركة فتح والمجلس الثوري في مدينة رام الله بالضفة الغربية ونوقشت خلالها مسألة ظهور جماعات مسلحة داخل فتح مثل كتائب شهداء الاقصى.
وتعد هذه القوة إحدى أبرز الجماعات المسلحة في الثورة الفلسطينية ضد الاحتلال رغم انها لم تظهر على القوائم التي تقول الولايات المتحدة ان على عرفات لجم الجماعات المدرجة فيها.
وتتشكل الكتائب من عناصر فتح الذين لا يؤمنون بما يعتبرونه سلاما زائفا قام على اتفاقيات ابرمها الفلسطينيون مع اسرائيل عام 1993.
وشكلت القيادات الشابة لفتح الكتائب بدون التشاور مع الحرس القديم. ولم تتبن هياكل فتح الرسمية بما فيها عرفات الكتائب لكنها لم تقوضها.
ويقول مسؤولون فلسطينيون انه عندما اصبحت الكتائب اكثر قوة شعر الحرس القديم بالتهديد وأرادوا حظرها .إلا ان المحاولة كانت قد تأخرت كثيراعلى ما يبدو.
وفي اجتماع الاسبوع الماضي حذر الجيل الشاب من القيادات صراحة الجيل القديم من اتخاذ اي اجراءات ضد الكتائب وهدد بأنه سيتمرد ويقسم فتح.
ويقول المسؤولون انه لم يصدر أي قرار ضد الكتائب.
وقال احد قيادات الكتائب لرويترز «كتائب الاقصى تتشكل من القاعدة العريضة لفتح ولديها قيادة سرية. لقد تشكلت بمبادرة من القادة الميدانيين وهدفها مقاومة الاحتلال».
وتابع «ولأن القيادة القديمة لفتح لم تشكلها فإنها لا تملك سلطة تفكيكها».
ويواجه عرفات اساسا بوادر انهيار للقانون والنظام يقول محللون انها قد تقوض السلطة الفلسطينية.
وتواصلت الهجمات التي يفجرفيها فلسطينيون انفسهم في الانتفاضة رغم تعهدات عرفات بكبح جماح النشطاء ويقول المسؤولون الفلسطينيون ان عرفات غالبا ما يشعر بالاحراج لهجمات كتائب شهداءالاقصى.
وتقول الكتائب انها احترمت أوامر الهدنة التي اصدرها عرفات لمدة 24 يوما في ديسمبر كانون الاول إلا ان اسرائيل واصلت اغتيال قادتها. وعلى النقيض من سياسات فتح قامت الكتائب بعمليات فجر فيها نشطاء انفسهم في هجمات على اسرائيليين كرسالة الى الحكومة الاسرائيلية بأنه يمكن للكتائب ايذاء الاسرائيليين في عقر دارهم.
وتشكلت فتح في 1965 وكانت تدعو اساسا الى تحرير كامل الاراضي الفلسطينية التي كانت خاضعة للانتداب البريطاني. وهي تدعو الآن الى اقامة دولة فلسطينية على 22 في المئة على أرض فلسطين.
ويقول عضو في الكتائب «عرفات رمزنا اننا نحترم أوامره لكنه اذا لم يصل الى تسوية سياسية تنهي الاحتلال فإننا سنواصل المقاومة».
|