Thursday 14th February,200210731العددالخميس 2 ,ذو الحجة 1422

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

قصيدة الشَّجوقصيدة الشَّجو

قال المتنبِّي : «عْيدٌ بأية حالٍ»؛ وهذا «قصيدُ الشَّجْو»، وانظروا أي النَّصَّيْن غَرِق فيِ الآخر إنْ لم يكونا فرسي رهانٍ عربيَّين أبلقين جَامحين..


عِيْدٌ.. بأيةِ أفْناَنٍ مُرَنَّقَةٍ
نَسجْتَ عُودَك.. ذا المحزُونُ غِرِّيدُ..
أمَّا الأحِبَّةُ شَجْوٌ في مذاهبنا
وأنْتَ يا عِيْدُ.. صَادٍ نَاحَ يا عِيْدُ..
آهٍ.. وتَغْدُوعلى العُتْبى حَمائمنا
عُدْنا إلى الشَّجْوِ.. يا أهْلَ الهوى عُودُوا..
يا مُوغِلاً في نحيبِ الفَجْرِ.. يَمْرجُه
طعْمُ الفَناءِ.. بقَعْرِ العَيْنِ مولُود..
طَواكَ جَدْثٌ من الأعيادِ تُمْرِعُه
زُهْرُ الأماني بَواكٍ بي مَعاويدُ..
يا حَادياً حافراً في الوحل تغمده
أعيادُنا شاَطَها هَمٌّ وتَسْهيدُ..
ماذا أُغَنِّي؟ أُغَنِّي الجَفْنَ قَافيتي
وأسْتَقِي طرباً.. واللالُ مَرْدُودُ..
جفْنَانِ ما صَدَحاَ في الدَّان يا غَدَهُ
وذا خيالي مريرُ الطَّيفِ مكْدُودُ..
يا غَيْمةً جاهَرَتْ بالرَّعْدِ أرْكَسَها
إلى التَّرائب شَجْواً.. مَرْجُكِ البِيْدُ..
واهْمِي عليها «تَخاييلاً» ومَلْحَمةً
خُبِّي الضَّريحَ اليمانِ.. الرَّمْلُ مَفْئُودُ
أوَّاهُ.. يا جَفْنَهُ الضَّافي أبَيْتَ على
جَفْني حُميَّاه.. هاجَتْنِي الأماليدُ..
تبكي المعازِفُ.. لا حُزْناَ ألَمَّ بها
ولا الأغَرَّ جَبيناً.. آدَهُ رَوْدُ..
يا أنْتَ ياليْلُ.. يا إصباحُ يا قَمراً
أفْنَيْتَ أقْمارَهُ.. والأينُ تأبيدُ..
بي مِنْكَ ما سَجَعَتْ ورْقاءُ في غَلسٍ
من الضَّفيراتِ بي الأنْداءُ بي الصِّيْدُ..
يا مَنْ تٌجرِّحُه الأجْفانُ.. كم حَزَناً
أبْلى جَديدكَ جَفْواً إنْ هُمُ نُودُوا..
نُودُوا على سَاغِباتِ الجرُحْ وائتلقُوا
وأشْرقَتْ بي أكالِيلي الموَاعيدُ..
أنا التَّباريحُ.. جُرْحاً ساغِباً وشجاً
وصَوْتَ نايٍ.. أتشَجْى قَالَ ما العيدُ..
ليْلانِ.. مَنْ ضَفَّرَ الليَّلَ اليتيمَ ومَنْ
دَاجى الديَّاجي ومَنْ تبكي الموَاجيدُ..
يا زَهْرُ.. يازَهْوُ.. تزْهُو في مُخاصمتي
إذا زها لَكَ من أفْراحِيََ العُودُ..
ماذا اِشْتَجارُ الليَّالي فِيْكَ ما بَرحَتُ
تَنْدى.. وذا المُشْتَهى في التِّيهِ أُمْلُودُ..
قصِيدُ.. هَل قَمَرٌ صافٍ غِلالَتُهُ
صُوفيَّةُ اللَّونِ.. هل شَطٌّ وقِرْمِيدُ..
ما للمزاهَرِ تَشْجَى.. ما لأوحَشِها
يدْنوُ فتَنْأى عن الكُحْلِ المراويدُ..
يا سَرْحَةَ البَانِ.. كم تَشْجَى حمائمهُ
وشَى بِكَ الجَفْنُ عند البَانِ يا عِيْدُ..
هذا الموُشَّى فَمٌ ما قيْلَ مَن شَفَقٍ
هذا الموشَّى دَمٌ في الورْدِ أُخْدُودُ..
ماذا الليَّالي.. إذا جَرَّحْتُ عَسْجَدها
هل المزاهِرُ.. إلاَّ التَّاجُ مَعْقُودُ..
أمَّا المياسِمُ قَال الوَقْتُ ما دَمُها
هل المياسِمُ.. إلاَّ الوَقْتُ مَعْدُودُ..
عيْدٌ على صَافِنَاتٍ مَنْ مَجامِرِنا
هذا الشَّجا في ضُحى الأعيْادِ قِنْدِيْدُ
وذي المواخِرُ ثكْلَى أجْهشَتْ بِبُكاً
شُطْآنُ باكٍ شَجٍ حَرَّى مَسَاهِيدُ..
يا ذي السَّواجي.. أغَنُّ العَيْنِ تذكُرُهُ
يا شِعْرُ.. ماذا.. أزَجُّ الطَّرْفِ جُلْمُودُ..
هذي المغَارِبُ شَطْرُ الحُسْنِ يا قَمَراً
شَاتٍ.. تَدَثَّرَ بالليَّل «المسَاهيدُ»..
ولي إذا زُخْرُفُ الأوقَاتِ أرَّقَني
شَدْوُ العَنادِلِ.. يا أهْلَ الشَّجَا عِيْدُوا..
سَهَّارُ.. كَمْ أنا باكٍ ماتُشَاطِرُني
حَرَّ البُكا عَيْنُ باكٍ.. لا ولا جِيْدُ..
ياشَامُ ما اليَمَنُ المْلآنُ ما يَمَني
وما الغِنَاءُ يَمانٍ «زايَُهُ» زِيْدُوا..
زَمَانَ كُنَّا نَصُبُّ الصُّبْحَ في قَدَحٍ
مُسَهَّدٍ من شَتِيْتِ الليَّلِ مَجْرُودُ..
زَمَانَ كُنَّا نُداَوي الشِّعْرَ في يَمَنٍ
خالَتْ قَوافِيهِ ياجَرَّاحُ «يا سِيْدُ»..
ياسَاكِنَ الشَّامِ يا جُورِيُّ يا مِزَقاً
مَنْ الخمائلِ.. مَنْ بالشَّامِ موعُودُ..
وذي تَهاَمَةُ أسْراريِ وقَافيتي
وذي تهَامَةُ.. غَيْمٌ.. شَادِنٌ.. غِيْدُ..
شَاجَنْتُ سِفْراً عِصَّي اللَّونِ مِنْ حَزَني
ما الأشْيَبانِ.. مَواويلي التَّسَاهِيْدُ..
قُلْ في تهِامة شِعْراً.. ذا صَبَاحُ جوىً
وقُلْ عَلاَمَ جَدِيْبُ البانِ مَوْرودُ..
شَابَ البُكا.. شَابَ في ذا الليَّل مَفْرِقُهُ
وشَابَ شِعْري.. وشَابَتْ بي «ألاَعوُدُوا»..
عَيْدٌ بأيةِ نَجْوى.. قَالَ واكمدي
ياشاتيَ النَّاي.. ما تَشْتُو الأغاريدُ..

شعر/ محمد العُمري

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الرئيسية]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىmis@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved