المكرم رئيس صحيفة الجزيرة «عزيزتي الجزيرة».. وفقه الله وسدده..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إن كنتُ معجباً بصحيفتنا الغالية الجزيرة لأمور كثيرة؛ فمن أبرز أسباب إعجابي بها عمود الأربعاء؛ فقد شدني مقال لكاتبنا الفاضل د. فهد بن إبراهيم آل إبراهيم حفظه الله يوم الأربعاء 2 من ذي القعدة؛ تحت عنوان «نظرية المؤامرة» وكان مقالا صادقاً وصادراً من القلب نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحداً والحق يقال إننا بحاجة لتلك الكلمات، حيث وضع فيه سعادته النقاط على الحروف، وإن كانت تلك الحقائق والأدلة قد اعترف بها الأعداء قبل الأصدقاء؛ لكن مما يحز في النفس أن نجد بعض الكتّاب ممن ينتسبون للعرب والإسلام والمملكة يتجاهلون الحقيقة، ويحجبون الشمس في رابعة النهار، فما زالوا يرددون نعاق الأصوات الإعلامية الغربية، ويروجون أفكار الصحف الغربية الأجنبية بألفاظ عربية وعبر صحف عربية إسلامية؛ أن نجد بعض الصحف؛ بل وبعض وسائل الإعلام الأمريكية أو الغربية تهاجم بلادنا ليس جديداً ولا غربياً فقد قال تعالى «ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم» لكن الغريب أن نجد من يتكلمون بلساننا، ومن هم من بني جلدتنا؛ وينتسبون لبلادنا، ومع ذلك تولوا ترجمة تلك الهجمات الغربية بلغتنا ليوجهوا سهامهم من داخل صفنا، ويزرعوا الفرقة بين أفراد أمتنا متخذين من الإعلام الغربي زادا لهم، ومستغلين وجود أسماء عربية في الطائرات الأمريكية مطية لترويج تهمهم،وقذف الإسلام والمسلمين بها، إن ما يتعرض له الإسلام في بلاد الغرب ليس وليد اليوم،وليس وليد 11 سبتمبر، إنما منذ وجد الإسلام والأعداء يتربصون له بالمرصاد، وكان ومازال المسلمون يتعرضون للاضطهاد والتضييق في أوروبا وأمريكا. وما الهجمات الإعلامية الغربية على المملكة العربية السعودية إلا حلقة من حلقات متتابعة وصلنا الكثير قبل أحداث نيويورك وواشنطن وبعدها؛ لا لشيء إلا لتحكيمها لكتاب الله وسنة رسوله؛ ولأن دولتنا قامت على الشرع المطهر. وأخذت على عاتقها نصرة الإسلام والمسلمين. وهذه سنة الله فالحق والباطل في صراع مستمر. ومع يقيننا أن الله ناصر الحق بلا شك {ولينصرن الله من ينصره} وكما قال سبحانه {يّا أّيٍَهّا پَّذٌينّ آمّنٍوا إن تّنصٍرٍوا پلَّهّ يّنصٍرًكٍمً ويٍثّبٌَتً أّقًدّامّكٍمً} [محمد: 7] وكلنا يقين في تماسك بلادنا، ووحدة صفنا، وتكاتف أمتنا راعياً ورعية، ومهما قال وكتب المرجفون الغربيون والمستغربون فنقول لهم «موتوا بغيظكم» إلا أننا نحذر من الأقلام الغربية والمستغربة «التابعة لكل ناعق» ونقول: ليس كل ما يكتب ينشر؛ وليس كل ما ينشر يصدق. وفي الختام أسأل الله الكريم الأكرم أن يكثر من أمثال كاتبنا وأستاذنا الفاضل د. فهد، وأن يجعل كل ما يكتب في ميزان حسناته وأن يبارك له في علمه وعمله، وأن ينصر به الإسلام والمسلمين، ويجمع به الكلمة وينصر به الحق ويبطل الباطل، آمين وصلى الله على نبينا وعلى آله وصحبه وسلم.
عبدالعزيز بن علي العسكر - الخرج |