* كتبت هيفاء عبدالرحمن:
عانقت أعين الحاضرات في صالة أمانة مدينة الرياض في شارع الستين جمال الألوان معلقاً على حوائط الصالة من نتاج فكر الواعدات والواعدين من الرسامين الموهوبين القادمين لساحة الفن التشكيلي بكل طموح وكل أمنية صادقة ورغبة أكيدة في تقديم الفن التشكيلي بشكله ومعاييره الحقيقية.
على شرف سعادة الدكتورة مي بنت عبدالعزيز العيسى افتتح المعرض الثالث للفن التشكيلي للواعدات والواعدين وقد أبدت الدكتورة مي سعادتها باقامة مثل تلك المعارض الفنية التي تكون بمثابة مساحة راحة يلتقي فيها الجمال والإبداع هرباً من ضغوط الحياة المختلفة.
واعتبرت تلك المعارض دافعاً قوياً مشجعاً للمواهب الفنية لتقديم الأفضل دائماً.. وشكرت في آخر حديثها القصير معنا مؤسسة الفن النقي على احتضانها وتشجيعها لتلك المواهب الواعدة.
وقد القيت ندوة خاصة بالفن التشكيلي، القتها كل من الدكتورة آمال حمدي عرفات التي تحدثت عن الطبيعة والتراث.. والدكتورة منى ندا والتي تحدثت عن مصادر الالهام ومضمون الفن التشكيلي، كما تحدثت الفنانة التشكيلية هدى العمر عن المفاهيم العامة للفن التشكيلي، اعقب ذلك مشاركة فعالة من الحاضرات حول الفن التشكيلي.
وقد اسعدنا الحظ واستطعنا الفوز بدقائق قصيرة مع صاحبة السمو الأميرة أضواء بنت يزيد المؤسِسة والرئيسة التنفيذية لمؤسسة الفن النقي، التي أخذت على عاتقها مساعدة الفنانين الموهوبين ايمانا منها بأهمية الفن التشكيلي وسمو رسالته في المجتمعات.. وتحدثت سمو الأميرة أضواء عن عدد من الخطوات التنفيذية التي ستقدمها المؤسسة للفنانين ضمن خططها المستقبلية ومن أهمها إنشاء قاعات تعليمية للفن التشكيلي بمعاييره الصحيحة.. كذلك إنشاء ورش عمل فنية خاصة بالأطفال تغرس بذور الفن فيهم منذ صغرهم من خلال المركز الجديد للمؤسسة وذلك على أيدي متخصصين في هذا المجال. كما أكدت على ان مؤسسة الفن النقي تحتضن كل موهبة واعدة لديها ما يمكن تقديمه من خلال المعرض السنوي للمؤسسة، على ضوء اختيار أعضاء اللجنة في المؤسسة للوحات التي ستقدم.. ويتم من خلال المعرض بيع عدد من اللوحات كخطوة تشجيعية للفنان الواعد.
على ضوء المعرض:
غياب الإعلام عن المعرض برغم توجيه الدعوات لعدد كبير من المطبوعات الإعلامية.
وجود ملف إعلامي يحتوي على اللوحات الفائزة وعلى جميع أسماء المشاركين في المعرض.
جهود الأستاذ أحمد الغنام كمحرر لنشرة فنية احتوت على مواضيع جيدة ساهمت في تقديم الفن التشكيلي بصورة واضحة تميزت تلك النشرة بثراء موضوعاتها ورقي عرضها.
تواجد عدد كبير من السيدات في يوم الافتتاح يدل على تقبل الفن التشكيلي كضيف جديد مرحب به في ساحة الفنون.
استمر المعرض لمدة خمسة أيام خصص منها يوم الاربعاء للرجال وبقية الأيام للعائلات.
من جانب آخر أقيمت على هامش المعرض ندوة حول الفن التشكيلي شارك فيها كل من د. محمد عبدالمجيد فضل والفنان الناقد عبدالرحمن السليمان بدأها الدكتور محمد عبدالمجيد فضل بتقديم وترحيب بالضيوف والمشاركين وتحدث بعدها الفنان التشكيلي عبدالرحمن السليمان عن مسؤوليات الفنانين التشكيليين المتخصصين ودور جهات الإعلام والمؤسسات الأكاديمية كالجامعات والكليات في نهضة الفن وتطويره.
كما تحدثت عن الجوانب التي يمكن للفنان الواعد ان يطور بها نفسه وأدواته وتحدث أيضاً عن بعض قضايا الفن واشكالياته.
بعدها تحدث الدكتور محمد عبدالمجيد فضل عن إنتاجية الفنان في ثلاث نقاط:
1 كيف ينتج الفنان؟
2 ماذا يبدع؟
3 لماذا يبدع؟
كما تحدث عن النقد أساليبه، طرقه، مدارسه، كما استشهد الدكتور فضل بتاريخ الفن ودور المدارس وأهميتها بالنسبة للفنان الواعد والفنانة الواعدة.. وتحدث عن أهمية النشاط الذي يرى ان الفنان ينبغي ان يمر به في مجالين:
أ الممارسة العملية.
ب الجانب التنظيري ويأتي بالقراءة الواسعة.
وبالأخير نصح الدكتور فضل الفنانين التشكيليين الواعدين والواعدت بأخذ النقد بتحفظ.
وأكد ان على النقاد أيضاً الابتعاد عن نظرية الثنائية خطأ وصواب!، ممتاز ورديء في العمل الفني، وان عليهم ان يفتحوا مجالاً أوسع لثراء الحركة النقدية.
بعدها سمح د. محمد فضل للمداخلات التي اخذت حيزاً كبيراً من الندوة التي دارت حول أهمية النقد، وضرورة متابعة المواهب التشكيلية بايجاد المراسم وتكثيف الدورات التشكيلية والصحافة التشكيلية. بعدها قدمت مؤسسة الفن النقي درعاً تذكارياً للفنان التشكيلي عبدالرحمن السليمان لجهوده في إثراء النقد قدمه الأستاذ أحمد الغنام.
|