Thursday 7th February,200210725العددالخميس 25 ,ذو القعدة 1422

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

تلميحة
الفن النقي تحقق الحلم
محمد المنيف

حينما أعلنت مؤسسة الفن النقي عن اسمها وأهدافها للأخذ بالفن التشكيلي دعما منها لمسيرة هذا الفن ووقوفا مع المؤسسات الرسمية من منطلق وطني دون سعي للربح فهي بذلك عارفة بما يعنيه المكسب الكبير المتمثل في تخريجها لأعداد متتابعة من الواعدين والواعدات من براعم الفنون التشكيلية.
والمتابع لهذه المؤسسة عبر خطواتها المتعددة بالعمل والإنجازات مهما صغرت في عيون أصحابها طمعاً في تحقيق إنجاز أكبر إلا أنها كبيرة في مشاعر وقلوب وعيون المتابعين وفي مقدمتهم كل من وجد في طريقه شمعة تليها شموع أخرى مع كل خطوة يخطوها نحو النجاح مكتشفا ان الخطوات لاتتم ارتجالا أو تحريا اوتوقعا مترددا نحو تحقيق الهدف يقدر ما يتم عبر دراسة دقيقة تقوم عليها لجنة متخصصة لتقويم البرامج والأعمال المقدمة للمسابقات التي تعنى بالشباب أو بالمعارض التي تتبناها المؤسسة لفنانين معروفين، هذه اللجنة استطاعت تشكيلها الأميرة التشكيلية أضواء بنت يزيد صاحبة المؤسسة ورئيستها التنفيذية بذكاء وبرؤية بعيدة المدى بدأت معالم نجاحها تبرز يوما بعد يوم وفي مقدمتها العمل لخدمة أهم مرحلة من مراحل بناء أي إبداع وهي مرحلة اكتشاف أواستكشاف الموهوبين أو الواعدين كما أطلقت المؤسسة تسميتهم محققة لهم حلما كبيرا كان يقض مضاجعهم كلما شعروا ان إبداعهم تذروه الرياح دون ان يجد من يتولى أمر لملمته وجمعه والأخذ به نحو مساحات وميادين التواجد ليتعرف فيه كل واعد على موقع قدمه وتوقيت (متى وكيف) يكون فنانا كبيرا يشار إليه بالبنان ويساهم مع بقية السرب في فضاء الوطن الذي يتسع لكل العطاءات.
لهذا كان لخطوات مؤسسة الفن النقي وفي محطتها الثالثة للواعدين والواعدات الأثر الكبير في نفوس هؤلاء إذ بدأت تتضح لهم معالم الطريق محتفظين بهذا الدعم وهذا الموقف في ذاكرة إبداعهم الذي لاينمحي أو يذوب مع الزمن بل يزداد من منح له اعترافا بالجميل الذي تنفيه الأميرة أضواء دائماً مؤكدة ان ماتقوم به المؤسسة واجب وطني.لقد كان لي وقفات مع معرض مسابقة الواعدات والواعدين الثالثة خرجت منه بالكثير من ملامح جيل جديد يحفر مساره التقني بأظافره لعدم وجود آلية تعليم متمكنة من توجيههم وتقويم عطائهم ورغم ذلك حملوا إصرارهم وعبقريتهم باتجاه أفقي ملبين فيه دعوة المؤسسة واجدين ماتعبت بوصلتهم على البحث عنه بين معارض تقام هنا وهناك لايجدون بها مايحتويهم بقدر مايشعرون فيها بالغربة حال قبول أي عمل من أعمالهم لمجرد العرض بينما يصبحون في آخر قائمة التقدير أو المكافأة وان وجدت لاتتعدى ذكر الاسم والصورة في الاصدار المصاحب للمعرض من بين أعمال ومشاركات لفنانين سبقوهم حضورا وحظوه عكس ما يجدونه من اهتمام في معارضهم التي تأخذهم مرحلة تلو الأخرى كما تتشكل الفراشة لينطلقوا بأجنحة ملونة نحو المنافسة متكئين بثقة على قاعدة تشجيع حقيقية.ونحن كمتابعين للساحة عبر ما يزيد على الثلاثين عاما نستبشر بمثل مؤسسة الفن النقي وغيرها من المؤسسات التي تأخذ بأيدي المبدعين الشباب على أسس علمية دون مجاملة أو تساهل في أمانة بناء الجسد التشكيلي السعودي والزج باسماء وأعمال لمجرد ملء المعارض وتنفيذ البرامج دون وعي بما تسببه من إساءة وصدمة للفنانين الشباب الحقيقيين بوجود أسماء وأعمال لغيرهم من الفئة السريعة الذوبان وقليلة الدسم محدثة عسر هضم للساحة بخلطها الغث بالثمين حتى خدع بها محررو الصفحات الفنية فجعلوا منهم أعلاماً في الساحة تتراقص مع كل نسمة دون وجود ساريحملها فأصبحت معرضة للسقوط وغير قادرة على الاستمرار لهذا فنحن في حاجة ماسة لوجود مسار آمن يتمكن منه الفنانون الشباب من المساهمة وتصبح الساحة بمأمن من دخول من لايستحق الدخول.
* د. محمد فضل وكسب القلوب:
الاستاذ الدكتور محمد عبدالمجيد فضل من السودان الشقيق من الأسماء العربية والعالمية في مجال الفنون التشكيلية عمل استاذا محاضرا في جامعة الملك سعود عبر سنوات طويلة تخرج فيها على يديه أجيال من المعلمين في مجال الفنون والتربية فأوجد في قلوبهم له حبا لا ينقطع، أعطى للفن التشكيلي السعوي رأيه ورؤاه مقدما بها خدمة لايجهلهاأو يتجاهلها عاقل ولا يزال يساهم بخبراته ودعمه العلمي والتقني لكل باحث. هذا الإنسان كمايجب ان يوصف يحمل قلبا يفيض بحب هذا الوطن حتى لو لم يقلها بلسانه فبقلبه الصادق مفعم بها. الفنان الاستاذ فضل يمتلك سحر البيان حينما يتحدث ويمتطي صهوة منصات المحاضرات أو الندوات. قليل الكلام واسع المعرفة لديه قدرة على جعلك تنصت إليه دون إكراه فتتمنى ان لا يصمت أو يتوقف. سعدت بحضوري كثيرا من الندوات التي شارك بها وزادت سعادتي بماقاله في ندوة معرض الواعدين والواعدات التي كشف لنا فيها مع الزميل الفنان والناقد عبدالرحمن السليمان تواضع الكبار.. فتحية لهذا الرجل المبدع بإخلاص.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الرئيسية]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىmis@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved