السلامة مطلب للأسرة، للمجتمع، للفرد، للوطن، وكلنا نطلب السلامة وننشدها في جميع أوقاتنا وجميع مناحي حياتنا فهي إذن مطلب وهدف. والسلامة دائماً تقترن بوجود الإنسان وهي مطلبه الضروري حيث فرضتها ضروريات الحياة قبل أن تميلها اللوائح والقوانين. والسلامة في مفهومها العام هي مجموعة إجراءات وقائية من شأنها حماية الإنسان وممتلكاته. وللسلامة عدد كبير من الأهداف تتمثل في الأهداف الاجتماعية والاقتصادية والصحية.
ولأن المرأة نصف المجتمع وشقيقة الرجل وبما أنها الأم والمربية والمنجبة للأطفال بعد الله سبحانه وتعالى فالأجدر أن تتعلم أصول السلامة وكيفية درء الأخطار وحماية نفسها وأسرتها وأطفالها وممتلكاتها. ومن هنا كان ضرورة وجود فريق نسائي متطوع يدعم جهود الدفاع المدني. ومن هنا كانت ضرورة تدريبه نظرياً وعملياً ليقوم بدوره في خدمة المجتمع ومساندة الدفاع المدني في الحفاظ على السلامة ودرء الأخطار وتوعية أفراد المجتمع بأمور السلامة والسعي إليها دائماً وأبداً. وخصوصاً المرأة في المنزل.. في المطبخ، في السطح، في المدرسة، في المستشفى.. وهنا الآن في الجنادرية هذا المهرجان العظيم التراثي والثقافي الذي ينظمه الحرس الوطني كل عام.. ويشارك فيه الدفاع المدني من خلال جناح متكامل يضم كل فروع وزارة الداخلية حيث تطلع الزائرات والزائرون على كل ما هو جديد يخدم سلامتهم.. وهو بمثابة فرصة عظيمة لعضوات الفريق ليقمن بالتوعية الكاملة والشرح الكامل للزائرات للجناح في الأيام النسائية المخصصة لهن.
لأن هدف الفريق النسائي هو: الوصول إلى المرأة في أي مكان لإعطائها جرعات من التدريب والمعرفة لتقوم بدورها في درء الأخطار عن نفسها وعن أسرتها وأهلها. علماً أن الفريق النسائي المتطوع يتكون من «13» عضوة وقام الفريق بتجارب إطفاء حريق وهي في كل من الابتدائية في المجمع «113» بواقع «15» معلمة و «20» طالبة متوسط، ثانوية. وفي مدارس الأجيال الأهلية بمراحلها الثلاث بواقع «10» معلمات و «15» طالبة. وفي الثانوية «42» بواقع «15» معلمة و «15» طالبة وتدريب «10» طالبات و «10» أستاذات في جامعة الملك سعود. كذلك تدريب «10» معلمات و «10» طالبات في مدارس القاعدة الجوية أما اللواتي استفدن من المحاضرات لدرء المخاطر وطرق السلامة فقد بلغ حوالي «4000» طالبة ومعلمة ولله الحمد.. وبإذن الله واجتهاد الفريق سنصل إلى أكبر شريحة ممكنة من النساء لتدريبهن على استخدام طفايات الحريق ومعرفة أنواعها ومعرفة أمور السلامة في المنزل والعمل. وإن الفريق النسائي يسعى لهدف واحد نبيل ألا وهو «توصيل رسالة السلامة» بكل ما تعني هذه الكلمة من معانٍ وأهداف سامية. كما قام الفريق بتوزيع الاستبانات وبطاقات العضوية لتعبئتها من قبل الطالبات والمعلمات وذلك لهدف إكمال الدراسة التي يقوم بها النقيب جبران الفرد.. وأؤكد أن فكرة تكوين فريق نسائي متطوع انبثقت من الشؤون العامة بالدفاع المدني وهي أول سبق في هذا المجال في العالم العربي.
ونتمنى أن تحذوا باقي الجهات الأمنية حذوه. ومن هذا المنبر الدفاع المدني بمناسبة المهرجان الوطني السابع عشر للتراث والثقافة أؤكد على جميع السيدات ضرورة التزامهن بأمور السلامة العامة والسلامة المنزلية خاصة لأن أقسى الحوادث وأكثرها إيلاماً هي حوادث المنازل، وبما أن المنزل يمثل واحة الاستقرار والخصوصية فلا بد من سلامة البناء أولاً، واتخاذ الإجراءات داخل المنزل.
ففي المنزل يوجد الكهرباء وأخطارها كثيرة رغم أنها من أكبر النعم.. لذلك لا بد من الانتباه الجيد للأجهزة الكهربائية الموجودة كالسخان والغسالة والسيشوار والمدفأة فكلها مفيدة ولكنها خطرة.. بالإضافة إلى التمديدات والتوصيلات الكهربائية فلا بد أن تكون معزولة داخل مواسير عازلة مع ضرورة فحصها من حين لآخر وعلى الأم أن لا تحمل الأسلاك فوق طاقتها. كذلك بالنسبة للأفياش الحرص منها ووضع البلاستيك على الفيش حماية للأطفال من اللعب بها.
وعلى المرأة أن تنتبه من المطبخ ففيه الخطر الكبير حيث الغاز والمواقد والأفران وعليها أن تنتبه جيدا لاسطوانات الغاز والتأكد من عدم التسرب وعدم دخول الأطفال إطلاقاً إلى المطبخ.. وهذه الأيام والبرد القارص يضطر الجميع إلى تشغيل الدفايات فلا بد من الحرص سواء كانت المدفأة كهربائية أو تستخدم بالغاز أو بواسطة الفحم.. فلا بد من مراعاة ذلك وعدم وضع المدفأة بالقرب من مواد سهلة الاحتراق، وكذلك في الممرات.. ولا بد للانتباه من حوادث السقوط والانزلاق وخاصة عند الأطفال وأخذ الحيطة والحذر في الصعود والنزول وتركيب موانع على الشرفات لئلا يسقط الأطفال منها. والحوادث كثيرة منها حوادث وأخطار السباحة والغرق في المنازل وحوادث السيارات في المنازل أيضاً حيث تعرض الكثير من الأطفال للدهس بغفلة عن قائد المركبة عدا عن الغاز المنبعث من عادم السيارة الذي يسبب الاختناق إذا شغلت في مكان ليس فيه تهوية جيدة. وهناك خزانات المياه والتصريف الصحي، وأخطار السجائر، وأخطار السكاكين والأدوات الحديدية. وتذكري أختاه.. أن السلامة مطلب ديني قال تعالى « ولا تلقوا بأيدكم إلى التهلكة».. كذلك المحافظة على المال والعقل والنسل «لا ضرر ولا ضرار». والسلامة مطلب وهدف من أهداف المديرية العامة للدفاع المدني حيث تسعى إلى تحقيقه عن طريق نشر الوعي الوقائي بكافة السبل المتاحة عبر وسائل الإعلام ومن خلال المناهج الدراسية والإعلانات التسويقية، والمشاركات في الندوات والمحاضرات والمجتمعات، ونحن في الجنادرية رهن إشارتك للإجابة عن كل استفسار ونحن هنا في الجنادرية معكم.. زورونا في جناح الدفاع المدني لتحصلوا على جرعات مفيدة لسلامتكم وسلامة أسركم.
وسيلة محمود الحلبي منسقة الفريق النسائي التطوعي الداعم لجهود الدفاع المدني |