* واشنطن الوكالات:
اختلف الاردن والولايات المتحدة بشأن كيفية التعامل مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات وهل يجب ان يعود المبعوث الامريكي انتوني زيني الى الشرق الاوسط للسعي الى وقف لاطلاق النار؟.
وقال مسؤول امريكي كبير ان العاهل الاردني الملك عبد الله اتفق في الرأي اثناء محادثات مع وزير الخارجية الامريكي كولن باول على انه ينبغي «تضيق الخناق» على عرفات لحمله على قمع عنف النشطاء الفلسطينيين.
ونفى وزير الخارجية الاردني مروان المعشر ان العاهل الاردني الملك عبد الله يرى انه يتعين «تضييق الخناق» على الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات لدفعه للتحرك لكبح جماح النشطاء الفلسطينيين.وقال المعشر: لا يمكن أبدا ان نقول شيئا كهذا. شدد الملك على ان الفلسطينيين في مأزق... ونحتاج لاخراجهم من المأزق.
وقال مسؤول امريكي في وقت سابق بعد محادثات الملك عبد الله مع وزير الخارجية الامريكي كولن باول ان الاردن اتفق مع الولايات المتحدة على انه من الضروري «تضييق الخناق» على عرفات حتى يضطر للتحرك ضد العنف.
وقال المعشر: ان الاردن يعتقد ايضا انه يتعين عودة المبعوث الامريكي للسلام انتوني زيني الى الشرق الاوسط للمساعدة على اقرار هدنة بين اسرائيل والفلسطينيين.
وقد علقت ادارة الرئيس الامريكي جورج بوش مهمة زيني الى ان ينخفض مستوى العنف بين الاسرائيليين والفلسطينيين في خطوة بدا انها تعاقب عرفات على فشله في منع الهجمات على الاسرائيليين.. وتحاول الولايات المتحدة الحصول على تأييد من مصر والاردن للسياسة الاسرائيلية الرامية الى ممارسة ضغط على عرفات بالابقاء على محاصرته في مقره في مدينة رام الله بالضفة الغربية.
والاردن حليف مهم للولايات المتحدة في العالم العربي لكنه تربطه ايضا علاقات وثيقة مع الفلسطينيين. كما ان نصف سكان الاردن من اصل فلسطيني.
وقال مسؤول كبير بوزارة الخارجية الامريكية للصحفيين ان الملك عبد الله لم يبد اعتراضا على مقترحات تدعو الى عزل عرفات كما لم يحث على وساطة امريكية اكثر نشاطا في الصراع الاسرائيلي الفلسطيني.
لكن المعشر فند ايضا هذا التفسير قائلا: السبب الرئيسي الذي من اجله جاءت زيارة الملك هو ابلاغهم ان عليهم ان يتعاملوا مع السيد عرفات.
وقال: ان الملك لم يطلب بشكل محدد دورا امريكيا اكثر نشاطا لكنه اضاف ان الاردن يريد ان يعود زيني الى المنطقة.
وقال المعشر: نعتقد انه يجب ان يعود زيني لمساعدة الطرفين ان وجوده ضروري خاصة في اوقات المتاعب.. لكن باول قال للصحفيين بعد اجتماعه مع الملك عبد الله ان مهمة زيني ستبقى معلقة.
واضاف قائلا: عندما نعتقد ان الوقت مناسب واننا نضع الامور تحت درجة من السيطرة اكبر مما هى عليه الآن فيما يتعلق بالعنف فاننا سندرس في ذلك الوقت هل سيكون من المناسب ان يعود الجنرال زيني؟.
وقال المسؤول الامريكي ان وجهة نظر الملك عبد الله هي وجهة النظر العربية السائدة على ما يبدو وانها لا تختلف كثيرا عن وجهات نظر الحكومة المصرية.
واضاف المسؤول قائلا: من الواضح انه على اتصال مع عرب آخرين ايضا وان الكل يتفق بشكل او بآخر على ضرورة ان يؤكدوا لعرفات انه في حاجة لان يتحرك. هذه هى وجهة النظر العربية السائدة هذه الايام على ما يبدو.
لكن الحكومات العربية حملت علناً اسرائيل مسؤولية التحريض على معظم العنف بين الاسرائيليين والفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة على مدى 17 شهرا بفرضها قيودا صارمة على الفلسطينيين.
وانضم الاردن الذي وقع اتفاقية سلام مع اسرائيل في عام 1996 الى حلفاء الولايات المتحدة العرب في تحذير ادارة بوش من تهميش عرفات او قطع العلاقات مع السلطة الفلسطينية.
وفي تعليقات له عقب اجتماعه مع باول اثنى الملك عبد الله على سياسة ونوايا الولايات المتحدة قائلا للصحفيين: اعرف ان الرئيس «بوش» في داخله مخلص في رغبته في تخفيف المعاناة عن الفلسطينيين وان يعطي الأمل والأمن للفلسطينيين وهذا هو ما نسعى لتحقيقه هنا.
واضاف قائلا: كانت السياسة الامريكية منذ اليوم الاول هي البحث عن آلية لاخراج الجانبين من «العنف» وكان هناك جهد كبير للغاية خصوصا من قبل وزير الخارجية ونعمل لايجاد صيغ... لتحقيق هذا.
وتابع قائلا: نأمل حقيقة ان نتمكن من ايجاد حل عادل من خلال جهود الولايات المتحدة والمجتمع الدولي المتواصلة.
|