تحيّر الناس لا بدوٌ ولا حضرُ
يا هالة العلمِ أدمى عمركِ الكدرُ
تقاذفتكِ وهدَّتْ وجهكِ العِبَرُ
وقد رأتكِ صروفُ الويلِ متكئاً
فجاورتكِ، وأبكى فرحكِ القَهَرُ
الحزنُ يرسم لوحاتٍ ملونةً
والحزنُ يا سامع الأبيات يفتخرُ
والظلمُ يغتال في العينينِ أغنيةً
وقاتلُ الفرْحِ بين الناس يستترُ
ورقصةُ الدمعِ صرتُ اليوم أعرفها
شأنُ الغريقِ إذا ما باتَ يحتضرُ
ما أغربَ الناسَ إن الناسَ أحجيةٌ
تحيّرَ الناسُ لا بدوٌ ولا حَضَرُ
ما أعجبَ الناس ما عليتْ مراتبهمْ
كسرُ القوي بهم واللينُ يعتصرُ
وأكثرُ الناس للمعروف مقبرةٌ
شأنُ الغبي إذا ما اجتازه الخطرُ
لا للنكايةِ والنقدِ الرخيصِ كفى
لمن أقول وإن حدثتهم سخروا
فهل يردُّ على شكوايَ منتصرٌ؟!
إنّي لأعلمُ من بالحقِ ينتصرُ
إنّ الوكيلَ بأمر الله فيصلها
ما سار عن ظلّه الرمضاءُ تنحسرُ
قد قيل فيه من الأشعارِ لو نُثرتْ
لسربلته وطيْبُ الفعل ينهمرُ
فانظر إلى هذه الأبيات صادقة
أتت إليك وشمسُ الحقِّ تنتظرُ