حكم الإله جرى في سائر البشر
بأن من عاش قد يأوي الى الحفر
ويخرج المرء من دنيا الغرور ومن
دار الفناء ودار الهم والكدر
إما لدار نعيم طاب ساكنها
أو دار بؤس وهذا منتهى الخطر
والناس تذكره دوما بسيرته
بالخير والشر من بدو ومن حضر
والأرض تنقص من اطراف رقعتها
كما أتى من كريم الآي في السور
ونقصها بأهالي العلم أن فقدوا
كما أتى ذكره في صحة الخبر
فكم مصابيح قد افضوا لبارئهم
فكان فقدهمو في الوقع كالشرر
واليوم نفقد حبرا من مشائخنا
من قدموا الخير والأعمال كالدرر
محمد بن الجبير الشهم قد عرفت
اعماله بحصيف الرأي والنظر
اذ كان عدلا وذا فهم ومعرفة
بالحكم بين الورى بالوحي والأثر
سماته الصمت والاخلاق حليته
ومن تحلى بدين الله في ظفر
إن ساس امرا فوفق الشرع موقفه
او جادل الغير بالحسنى بلا ضرر
وفي المحافل تلقى الشيخ مؤتلقا
بين الحضور برأي صائب بصر
وان تحدث فالإقناع منهجه
مستشهدا بالذي ينجي من الخطر
وكان عند ولي الأمر ذا ثقة
فيما له مسند من فعل أو خبر
وإذ به إن أتى امر له ثقل
تلقاه يسعى لفك الشائك العسر
صحبته فصحبت الفكر في أدب
مع التواضع لا ينحو الى الأشر
منه استفدت بآراء موفقة
نعم الجليس يفوح الريح كالقطر
يضفي عليك سرورا من سماحته
بنور علم يفوق النور للقمر
اخلاقه وسعت من كان يعرفه
وليس بالمال فالأخلاق كالمطر
فالله اسأل إن يؤويه جنته
مدثر بلباس الخز والدرر
ويجبر الله أبناء وأسرته
والمسلمين بخير في مدى العمر
ثم الصلاة على المختار منقذنا
ومن يقوم على الأقدام في السحر