Tuesday 29th January,200210715العددالثلاثاء 15 ,ذو القعدة 1422

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

وعلامات
«في مهب الريح».!«1»
عبد الفتاح أبو مدين

* إن الأستاذ الكبير المجيد، ميخائيل نعيمة، يكتب من خلال عقلانية، فيقول ما يعتقد ويرى.. يفكر ويدرس ويوازن ويتأمل، ثم يتحدث، وهو يتحرى الصدق، فيصور ما يمليه عليه درس الحياة، الحفيلة بالمتناقضات والأوهام، والحق والزيف.. إنه يبصر بعمق، ويحلق في تأملاته، بعيدا وقريبا .. يرجع إلى التاريخ، ويتوقف عنده مع الحاضر، يلتمس الصدق، ويلقي بما يراه تصويرا، لواقع ينداح أمامه.!
*أتيح لي في الأسبوع الماضي وقفة مع الكاتب الكبير ميخائيل نعيمة، في الفصل الأول من كتابه:« في مهب الريح» فقرأته وتفاعلت معه، وأعجبت به، ثم كانت هذه الوقفات المتأنية معه.. وهي مناسبة، ولا سيما في هذه الأيام التي تهتز فيها الدنيا، يحفها القلق والخوف، من تردٍّ لا يعلم مداه إلا اللّه.. وأنا واثق ومؤمن، بأنه لا يكون في هذا الكون، من أرض اللّه الواسعة، إلا ما يقدره الخالق سبحانه وتعالى..
أما الإنسان، فهمُّه السيطرة، ليبلغ المدى، الذي جاء في الكتاب العزيز: «انما مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض مما يأكل الناس والأنعام حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلا أو نهارا فجعلناها حصيدا كأن لم تغن بالأمس كذلك نفصل الآيات لقوم يتفكرون» «آية 24 من سورة يونس » .
* في الفصل الأول من الكتاب، الذي صدر عام 1982، في شهر مارس.. يقول الكاتب: «ما عرفت البشرية على مدى تاريخها الطويل فترة من الارتباك، والقلق، والذعر، ولا هي شعرت يوما بأسس كيانها تتشقق وتميد إلى حد ما تشعر اليوم، ولا هامت على وجهها تفتش عن مخارج من مآزقها فلا تجد الا مآزق تفضي بها إلى مآزق حتى ليخيل إلى من يرقب حركاتها وسكناتها ويصغي إلى ضجيجها وعجيجها أنها فقدت رشدها، وأفلت زمامها من يدها، فما تدري أين تتجه وبمن أو بماذا تستغيث».
* وتعقبا على ذلك، فإن الإنسان اليوم، حين يقرأ قول الكاتب، سرعان ما يتذكر ذلك المثل السائر: «ما أشبه الليلة بالبارحة». ذلك أن الأيام في حياة البشرية قُلَّب، لا تدوم على حال واحدة، لأنها أغيار، ويتقلب فيها الإنسان، في صراعه معها، لأنه خلق في كبد وامتحان دائم، فالخير والشر يتصارعان ، يتغلب هذا تارة، ويتغلب الآخر تارة أخرى، إلى أن يرث اللّه الأرض ومن عليها.!
* سوف أتابع وقفاتي مع الفصل الأول من هذا الكتاب، إذا شاء اللّه.
«الحديث موصول»

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الرئيسية]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىmis@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved