Monday 28th January,200210714العددالأثنين 14 ,ذو القعدة 1422

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

أضواء
لا نتوسل لأمريكا بل نحذر من حماقة شارون
جاسر عبدالعزيز الجاسر

لا نقول نتمنى ألا يفهم أريل شارون والمتطرفون الإجراءات الأمريكية القادمة، والتحذيرات التي توجهها الإدارة الأمريكية إلى الرئيس ياسر عرفات خطأ، ويقدم شارون وجماعته على ترتيب عملية قتل للرئيس الفلسطيني معتبرين أقوال الأمريكيين إذناً بالتخلص من عرفات.
نقول لا نتمنى، لأن الأماني لا تفيد إذ جاءت متأخرة لأن الإرهابيين الإسرائيليين قد بدؤوا بترجمة أقوال الرئيس جورج بوش ووزير خارجيته كولن باول ومستشارته للأمن القومي كوندليزا رايس التي وجهوها إلى السلطة الفلسطينية ورئيسها عرفات، مع أن شارون والمحيطين به من المتطرفين الإسرائيليين لا يحتاجون إلى إشارات أو رسائل وأن مخطط شارون أصلاً هو التخلّص من عرفات وسلطته.
هذا سبب عدم إطلاق التمنيات حول هذا الموضوع، ولكن الذي نتمناه ولا نتوسل إليه كما قال وزير خارجية عربي، أن تعي الإدارة الأمريكية أن التخلّص من الرئيس ياسر عرفات ليس نزهة ولا مغامرة كالمغامرات الحمقاء السابقة لأريل شارون، فأبو عمار ليس رئيساً لدولة فقط، ولا رئيساً لفصيل فلسطيني فحسب، بل شاء الإسرائيليون أم لم يشاؤوا، أو رضي الأمريكيون أو لم يرضوا به، اختلف معه بعض الفلسطينيين أو اتفقوا معه، فإنه يبقى رمزاً للجهاد الفلسطيني حتى وإن أجبر على تقديم تنازلات أغضبت الكثير من الفلسطينيين ومن محبيه إلا أنه يظل رمزاً للقضية الفلسطينية وأنه يخوض الآن معركة بقاء وتحدٍ للعدوان الإسرائيلي، وبالتالي فإنه وفضلاً عن عدم تجرؤ أي فلسطيني لخلافته، تعد عملية التخلّص منه حماقة كبرى ستهدم كل ما تبقى من عملية السلام وتقضي تماماً على أي ثقة بأي جهد أمريكي حالي ومستقبلي، بل ستضع الولايات المتحدة الأمريكية جنباً إلى جنب مع العدو الإسرائيلي، بل ستدفع الكثير من العرب والفلسطينيين إلى تحميل الإدارة الأمريكية المسؤولية المباشرة لما قد يحصل للرئيس الفلسطيني، بالإضافة إلى ما سيحدث من غليان على الساحة العربية وقبلها الساحة الفلسطينية مما يصنع وضعاً لا يمكن السيطرة عليه.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الرئيسية]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىmis@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved