بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، تلقت المملكة نبأ وفاة معالي الشيخ محمد بن ابراهيم بن جبير رئيس مجلس الشورى رحمه الله،الذي وافاه الأجل المحتوم، وقد كان معاليه عالماً مطلعاً، ذا فطنة وسرعة بديهة، وحلم وكرم وأناة.
تخرج رحمه الله من كلية الشريعة بمكة المكرمة، ثم عمل ملازماً قضائياً لدى والدي فضيلة الشيخ عبدالله بن عمر بن دهيش رحمه الله إبان رئاسته للمحكمة الشرعية الكبرى بمكة المكرمة.
كما تلقى تعليمه على بعض كبار العلماء منهم: العلامة الشيخ عبدالله العنقري، والشيخ محمد الخيال، وسماحة الشيخ عبدالله بن حميد رحمهم الله .
ثم عمل قاضياً بالمحكمة المستعجلة، ثم محققاً في ديوان المظالم، ثم رئيساً للهيئة القضائية العليا بوزارة العدل، ثم رئيساً للهيئة الدائمة بمجلس القضاء الأعلى، ثم رئيساً لديوان المظالم، ثم وزيراً للعدل، ثم عضواً في هيئة كبار العلماء، ثم رئيساً لمجلس الشورى.
وهو أول رئيس لمجلس الشورى بعد صدور نظامه الجديد الذي صدر في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز أيده الله وهو استمرار على النهج الذي سار عليه مؤسس هذه الدولة جلالة الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه، والذي أصدر أول نظام لمجلس الشورى عام 1346ه.
وقد بذل معالي الشيخ محمد بن جبير رحمه الله جهوداً خيّرة مخلصة للقيام بأعباء رئاسة مجلس الشورى استحق عليها الشكر والثناء.
رحم الله الشيخ ابن جبير وجزاه خير الجزاء على ما قدم لدينه ومليكه ودولته، وأسكنه فسيح جناته، وألحقه بالصديقين والشهداء والصالحين، وحُسن أولئك رفيقاً.
|