Sunday 27th January,200210713العددالأحد 13 ,ذو القعدة 1422

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

أضواء
بوش يسعى لتحويل عرفات إلى «شيخ الخفر»..!
جاسر عبدالعزيز الجاسر

وكأن جورج بوش ووزير خارجيته كولن باول ينتظران حجة على الفلسطينيين حتى ينفضوا أيديهم مما يجري في فلسطين من أعمال إرهابية إسرائيلية.. فوجدوا قصة السفينة كارين التي زعمت الحكومة الإسرائيلية بأنها ضبطتها في البحرالأحمر وهي تنقل أسلحة للسلطة الفلسطينية اشترتها من إيران.. و(قصة السفينة والأسلحة لا نستبعد أنها من صنع وترتيب الإسرائيليين والأمريكيين الذين تجوب سفنهم البحر الأحمر) وبعد تداول هذه القصة التي تأخر الأمريكيون في تأييدها أول الأمر لإعطاء مزيد من القوة والمصداقية لما سيتخذون من مواقف.. وبعد إتمام فصول «مسرحية السفينة» التي اعتبرها الأمريكيون دليلاً دامغاً على عدم تعاون عرفات وعدم إجادته لما يريدونه منه كشرطي لحماية الإسرائيليين بدءوا يصعّدون من تهديداتهم لقطع العلاقة مع السلطة وإغلاق مكتبها في واشنطن وإنهاء مهمة زيني، وكأن الادارة الأمريكية قد أعطت اهتماماً لعلاقاتها مع السلطة الفلسطينية أو أبدت أي اهتمام بالمصير المأسوي الذي يعيشه الفلسطينيون الذين يتعرضون لحرب عدوانية من قوات الاحتلال الإسرائيلية منذ مجيء آرييل شارون إلى الحكم.. والمنة الأمريكية بإرسال الجنرال زيني والتهديد بإنهاء مهمته يثيران السخرية، فهذا الوسيط الأمريكي لم يكن سوى مجرد ساعي بريد تخصص في نقل أوامر شارون لعرفات، ولهذا فقد كانت زيارته ومهمته غير ذات جدوى ولم يستفد منها الفلسطينيون، بقدر ما خدمت شارون لأن زيني تطوّع لتأكيد مزاعم شارون بعدم تعاون عرفات..!!
الشيء الثالث الذي تهدد الإدارة الأمريكية بإلاقدام عليه وهو إغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن.. فهو أيضاً تهديد بلا معنى.. فالمكتب في ظل تجاهل الإدارة للقيادة الفلسطينية وانحيازها المطلق للإسرائيليين لا جدوى من بقائه مفتوحاً.. وإغلاقه توفير للنفقات.
الطلاق الفلسطيني الإسرائيلي.. الذي سيتبعه الطلاق مع الإدارة الأمريكية يجعل الفلسطينيين قيادة وشعباً في حل من قيود الاتفاقيات التي كبلت الجهاد الفلسطيني فبعد عشر سنوات ماذا حصل الفلسطينيون من الاتفاقيات وماذا عرض عليهم..؟ أفضل ما قدم لهم في عهد إيهودا باراك وبرعاية الرئيس السابق كلينتون دولة مقطعة الأوصال من دون تواصل جغرافي أو حدود، فحتى السماء والبحر والسيادة تحت سيطرة إسرائيل..!! وحتى هذا المعروض وما حصل عليه الفلسطينيون من مراحل يجري إلغاؤها وبدعم وتأييد من الإدارة الأمريكية الحالية التي لا تخفي مقايضتها لياسر عرفات.. أم العمالة المطلقة لإسرائيل والقيام بدور «شيخ الخفر» لحماية الإسرائيليين الذين عجزت كل إجراءاتهم الأمنية في توفير ما يطلبونه من عرفات.
الآن بانت النوايا الأمريكية وقبلها الإسرائيلية فهل يتخلى عرفات والفلسطينيون عن الأوهام ويعودون للجهاد لانتزاع الحقوق بلا منة من بوش وشارون؟!..

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الرئيسية]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىmis@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved