Sunday 27th January,200210713العددالأحد 13 ,ذو القعدة 1422

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

دراسة لإحياء التراث العربي:
التراث العربي لا يعرف التعصب أو الانغلاق الحضاري
وضع قانون لحماية المخطوطات العربية وتجريم تهريبها إلى الخارج
التراث العربي يقوم على الإيمان بالمثل العليا واحترام تعاليم الأديان والرسالات السماوية

* القاهرة مكتب الجزيرة محمد العجمي:
أكدت دراسة على ضرورة وضع قانون لحماية المخطوطات العربية، وتجريم تهريبها إلى الخارج، وإبلاغ حائزيها بتجريم محاولات إتلاف أي مخطوط أو تشويهه. وطالبت الدراسة التي أعدها المجلس القومي للثقافة والإعلام بالمجالس المتخصصة التابع لرئاسة جمهورية مصر العربية برئاسة الدكتور عاطف صدقي رئيس الحكومة المصرية الأسبق «عن إحياء التراث العربي» بالنظر في مشروع إنشاء أكاديمية للتراث العربي تتبنى إحياءه ونشره وتحقيقه، ودعم الدراسات القائمة على شرحه وتحليله وتقويمه، مع إنشاء مؤسسة لتعميق هذا الاتجاه ودعت الدراسة الجامعة العربية لوضع خطة متكاملة لتصوير المخطوطات العربية المتناثرة في أنحاء العالم، وأن يعود معهد المخطوطات إلى سابق عهده ونشاطه في نشر المخطوطات ومضاعفة ميزانية المعهد بما يفي ذلك، وأن ينص في المعاهدات الثقافية على تيسير الحصول على المخطوطات، مع حرية تداولها والاطلاع عليها وتصويرها .
وأشارت إلى تخصيص جوائز مناسبة لأعمال التحقيق الممتازة، وحث الجامعات على جعل التحقيق أحد مجالات الدراسات العليا، واعتبار التحقيق الممتاز من الأعمال التي تعتمدها اللجان العلمية الدائمة للترقيات مع ضرورة الاهتمام بالبرديات وتجميعها مع الكتب المخطوطة والمسارعة إلى إعداد فهرسة علمية ودقيقة لكل مكتبات مصر مع حماية المخطوطات في مصر ذاتها من السرقات والبيع وكذلك حماية حجج الوقف في أرشيف وزارة الأوقاف وحفظ الوثائق العربية في دور المخطوطات العربية، كما أشارت إلى ضمان حق المحقق، وإزالة المعوقات أمام الكتاب المحقق في التسويق والتصدير وإعادة نشر أمهات الكتب التي سبق تحقيقها قبل أن يصيبها النسيان، وتشجيع البعثات الجامعية إلى البلاد الآسيوية لاستقصاء ما في مكتباتها من مخطوطات عربية . إلى جانب حث مكتبات الجامعات والمدارس والنوادي والتجمعات المختلفة على اقتناء الجيد من الكتب التراثية المحققة، أو الكتب التراثية المشروحة أو المختصرة أو المبسطة والكتب المتعلقة بالقضايا التراثية، على أن يتم أمر الانتقاء عن طريق لجان علمية من ذوي الاختصاص ، وأهل الدربة في قراءة التراث وتحقيقه .
بالإضافة إلى تشجيع الجهود العلمية الموجهة إلى استعادة التراث العربي الموجودة في آداب أخرى، وبخاصة في الآداب السامية القديمة، وفي الأدب العبري القديم والوسيط، والسرياني والحبشي، والقيام بالدراسات التي تسعى إلى كشف تأثير التراث العربي في تراث الأمم الأخرى.
انتقاء النصوص التراثية
وأوصت الدراسة بإصدار مجلة تراثية على نمط مجلة مجمع اللغة العربي في القاهرة و«المورد» القديمة في العراق، ودعم مركز تحقيق التراث بدار الكتب المصرية، ومجمع البحوث الإسلامية، والمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، وتحفيز دور النشر الخاصة على المشاركة في هذا الاتجاه باعتباره مشروعا قوميا نهضويا، والاهتمام بالأعمال التراثية في صحفنا ومجلاتنا ووسائل الإعلام المختلفة، من حيث التعريف بها والتنويه بدورها في نضج الحضارة الإنسانية، وبيان صور تميزها وعبقرية مؤلفيها ومبدعيها .
وأكدت على ضرورة دعم المراكز النوعية المتخصصة، وتعظيم دور اللغة القومية ومضاعفة العناية بها باعتبارها إطاراً لهويتنا، وضمانا لصحة حركتنا الذاتية الثقافية والحضارة المعاصرة، وتعميق دراسة مصادر الثقافة العربية القديمة، وبيان دورها في ريادة الحركة العلمية وانتقاء قرائية تعكس بعضا من النماذج المستعيرة في تراثنا، بما يؤصل لظاهرة الانتماء عبر قراءة مدارس الفكر العربي، والتعرف على تاريخ الحضارة الإسلامية عن طريق وزارة التربية والتعليم، والثقافة، والإعلام .
إلى جانب دعم الجهود الخاصة بمحاولات انتقاء النصوص التراثية وتقديمها بصورة مناسبة للنشء والأجيال المعاصرة ، دون تشويهها أو بترها أو صياغتها في مصطلحات حديثة تتجاهل أصولها.
التعصب والانغلاق الحضاري
وأوضحت دراسة «إحياء التراث العربي» أن إحياء التراث إحدى القضايا المهمة في زحام المتغيرات الثقافية المعاصرة، وخاصة التي تهدد الثقافات الوطنية والإقليمية ومحاولة تهميشها أمام الثقافة العالمية، ورفض التعددية الثقافية، وإهدار القوميات.
كما أوضحت أن فكرة إحياء التراث نابعة من أن العربية أقدم اللغات السامية، وعطاء تراثها امتد إلى كل الثقافات على مدار عصور التاريخ، وتتجلى إنسانية التراث العربي في اتساع خريطة تأثيره وتفاعله التاريخي مما جعله مقوما مميزا للشخصية العربية محققا لقوميتها، وعاصما لها من الفناء وأكدت أن التراث العربي لم يعرف التعصب ولا الانغلاق الحضاري وأن الصمت إزاء البحث عن تراثنا العربي المفقود وإحيائه وتجديده خطيئة، وأن نتخذ العبرة من الأعمال التراثية العربية التي نقلت إلى العبرية ليطلع عليها القارئ اليهودي وليصبح من واجبنا أن نسترد بضاعتنا التي هي جزء من كياننا وشخصيتنا بعد مرور قرون عليها .
كما أكدت الدراسة على إعادة النظر في دراسة التراث العربي بالمقابلة مع التراث الأجنبي الغربي بضمان بقاء التراث العربي في معركة العولمة، وخاصة أنه تراث يقوم على الإيمان بالمثل العليا، ويحترم تعاليم الأديان ورسالات السماء، ويصدر عن القيم الإنسانية الدفاعية حول الحق والخير والجمال، وضرورة المحافظة على التراث لتحقيق التوازن مع التراث الغربي، ولضمان صحة المواجهات التاريخية بين التراثية والمعاصرة، لتزيل ما استقر في وجداننا من آثار عواصف التاريخ التي قادتها بربرية الغرب أحياناً حتى طردت التراث الشرقي من شبه جزيرة أيبريا «أسبانيا والبرتغال» منذ أشاع فيها الملك فرناندو الفزع والرعب الذي أفنى به العرب والمسلمين بالقتل أو الهجرة متجاهلا التسامح الإنساني لهذا التراث .
كما أكدت الدراسة على ضرورة تأمل واقعنا العربي، دون هروب من مرارته أمام تحول الصيغة الاستعمارية المعاصرة من استعمار عسكري واقتصادي إلى غزو ثقافي، مما ينذر بخطر داهم إن استغرقنا السبات أو أخذتنا الغفلة .
وانتهت الدراسة إلى أن الثقافة العربية قادرة على أن تثبت أقدامها وتستفيد من غيرها دون رضوخ أو استسلام أو تخاذل، أو تفريط في الهوية في أخطر مراحل البحث عن الذات بين التيارات المعاصرة.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الرئيسية]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىmis@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved