Sunday 27th January,200210713العددالأحد 13 ,ذو القعدة 1422

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

طرق الحج القديمة .. تاريخ يجب إعادته..!!

طرق الحج القديمة التي تخترق صحاري الجزيرة العربية ووديانها ووهادها كانت هي الدليل لقوافل الحج واشتهر من هذه الطرق طريق حاج البصرة وطريق حاج الكوفة.. ولقد اجتهد الباحثون في البحث عن مسارات هذه الطرق وكتبوا عنها المؤلفات.. ولا زلنا نرى آثارها ماثلة للعيان أمامنا، نرى بركها ودورها المهدمة وآبارها المحفورة وقد أتى عليها الزمن وبعضها سفت عليه الرياح والرمال فانطمر وغاب في غياهب المجهول وأشهر هذه الطرق طريقا حاج البصرة وحاج الكوفة وقد ألف عن هذه الطرق عدد من الكتب واختلف حولها الباحثون.. ولكن في أجزاء من هذا الطريق.. نرى البرك والسواقي والأطلال وفي بعض الأجزاء وصل إليها التدمير والتخريب من قبل الباحثين عن الكنوز الوهمية أو البوادي أو من مرور السيارات.. أو أنها اندفنت تحت أكوام الرمال والعجيب أنها بقيت هكذا دون أي حراسة أو وضع حواجز عليها.. وقد حدد منازل طرق الحج هذه باحثون فضلاء قاموا بجهود حثيثة وعظيمة ومتعبة منهم الباحث الآثاري المعروف الأستاذ عبدالعزيز بن جار الله بن إبراهيم الجار الله في بحث نادر من نوعه بعنوان «الاستيطان والآثار الإسلامية في منطقة القصيم» وهذا البحث يعد الأول من نوعه حيث قام بتتبع منازل طرق الحج ورسم مخططات تفصيلية لكل منزل وما فيه من العثورات وتحدث عن أقوال الجغرافيين والبلدانيين عنه وأرى أن يتم الاعتماد عليه من قبل وزارة المعارف والهيئة العليا للسياحة في إحياء طرق الحج هذه وحفر ما طمر منها وخصوصا البرك المطمورة فإنها ثروة آثارية واقتصادية هائلة حيث تحجز كميات هائلة من مياه الأمطار تظل فيها إلى فصل الصيف الحار اللاهب.
في إحدى المرات شاهدت أحد هذه البرك قرب بلدة الربذة الأثرية وقدوقفت وايتات أهالي البادية للتعبئة منها.. فامتد أثرها حتى وقتنا الحالي بما يفيد، وإنني أرى أن يتم إحياء هذين الطريقين من جديدوحمايتهما لتحقيق الأغراض الآتية:
1 إحياء التراث الإسلامي والتعريف بالحضارة الإسلامية وحضارة المسلمين في مجال النقل والطرق وفنون الري والعمارة والبناء.
2 جعل برك هذا الطريق مصدراً للمياه وخصوصا للبوادي والمواشي في المراعي خلال أشهر الصيف الحارة حيث تحجز كميات هائلة من مياه الأمطار التي تضيع هباء في الصحاري وبالتالي خدمة الاقتصاد والثروة الحيوانية وامتدادا لأثر البناء الإسلامي إلى وقتنا الحالي.
3 أرى أن تقوم الجهات المسؤولة عن السياحة بوضع هذه المواقع وخصوصا المواقع التي لا تزال باقية مثل بركة وحيرة «بركة الخرابة» شمال عفيف والتي لا تزال باقية بغرفها وبركها على وضعها السابق كمشاهد سياحية توضع في الخرائط السياحية للسواح الذين يريدون زيارة بلادنا مع وضع رسوم للدخول إليها ومشاهدتها.. حيث إن مثل هذه الآثار لو كانت عند غيرنا لكانت من أهم المعالم ولملأت الكتب والخرائط السياحية.
4 الحفاظ على هذا الأثر الإسلامي من الاندثار والتخريب مع تقادم الزمن وخصوصا في الكثبان الرملية مثل منزل «رامة» الذي انطمر تحت الرمال السافية عليه مع مرور الزمن واتخاذه مكبا للنفايات.. إنني أنادي الجهات المسؤولة للحفاظ على هذا الأثر واحترامه.

المهندس عبدالعزيز بن محمد السحيباني - البدائع

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الرئيسية]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىmis@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved