Sunday 27th January,200210713العددالأحد 13 ,ذو القعدة 1422

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

مادة التربية الوطنية.. حاجة متنامية لجعلها أساسية

لا شك أن المتتبع والممارس للعمل التربوي والتعليمي في مدارسنا يدرك الدور الكبير والعمل الجبار التي تقوم به وزارة المعارف في سبيل النهوض بمستوى أبنائنا الطلاب تعليميا وتربويا.
ولعل ذلك ليس بمستغرب على من هو قريب من المجال التربوي ويمارس ذلك بصورة يومية ويدرك النقلة النوعية والكيفية التي تسير عليها مناهج التعليم التي تتوافق مع شريعتنا الإسلامية والتطورات التعليمية ومواكبتها للحاجات والتخصصات التي يحتاجها وطننا الحبيب وتلبيتها للمتغيرات والتطورات العالمية وحاجتها الماسة لمسايرة ذلك.
ولكن لعل المطلع والمتتبع والملاحظ لتعليم مادة التربية الوطنية في مدارسنا من بداية تعليمها من الصف الرابع الابتدائي وحتى الصف الثالث الثانوي يدرك أنه من الضروري أن تصبح هذه المادة وما تحتويه من مقررات وموضوعات مهمة جديرة بأن تكون مادة أساسية ضمن المواد التعليمية الأخرى بحيث تكون مادة بها نجاح ورسوب وذلك لقناعة المعلمين والمربين بالدور الرئيسي والانعكاسات الإيجابية على أبنائنا الطلاب بما تحمله من فكر تربوي وتوجيهي وتعليمي وتثقيفي نير في فكر وعقول أبنائنا الطلاب اتجاه وطننا الغالي وواجبنا نحو هذا الوطن المعطاء وما هو دور كل فئة من فئات الطلاب اتجاه هذا الوطن وإيضاح الواجبات والأدوار والمهام التي يجب أن يقوم بها أبناء هذا الوطن كرد جميل وبسيط لما قدمه هذا الوطن الغالي منذ توحيده على يد الملك عبدالعزيز - رحمه الله - وحتى عهد الفهد الميمون - حفظه الله -.. كما أن المعطيات الموجودة في زماننا والحاجة الماسة والضرورية لمواجهة المتغيرات العالمية والأحداث العالمية تلزمنا أن نكون أكثر حاجة من أي وقت مضى إلى تغذية عقول أبنائنا وترسيخ مفاهيم الوطنية الصحيحة المنبعثة من تعاليم ديننا الحنيف بما ينعكس على تصرفات وسلوك أبنائنا الطلاب داخل وخارج المؤسسة التربوية.
إن المتتبع لأعمال وتصرفات وسلوكيات أبناء هذا الوطن الغالي سواء كانوا طلابا أو معلمين أو مربين أو علماء دين أو صحفيين أو مثقفين أو جميع فئات المجتمع يدرك دوره الهام اتجاه وطننا الغالي ومملكتنا الحبيبة وذلك من خلال ما يوجهنا به ديننا الحنيف وبتمسكنا بتعاليمه التي تحثنا وتوجهنا على ضرورة توثيق الصلة بوطننا ودورنا تجاهه والمحافظة عليه وترسيخ حبه كما أن تربيتنا التي نشأنا عليها منذ الطفولة من خلال تربية الآباء لأبنائهم والمعلمين لطلابهم سواء خلال التربية في المدرسة أو البيت تنمي لدينا حب الوطن وضرورة المحافظة عليه والرقي به.
كما أن المتتبع لسلوكيات وتصرفات أبناء هذا الوطن الغالي تجاه وطنهم وحبهم وتسابقهم لتقديم الأعمال الخيرة ومحاولتهم الرقي بهذا المجتمع في شتى مجالاته يدرك أن مخرجات التعليم لدينا صحيحة وأن خطط المسؤولين في وزارة المعارف تسير حسب ما خطط لها وحسب ما تقتضيه مصلحة الوطن والمواطن.
ولكن وحسب المعطيات الجديدة والمتغيرات العالمية المصاحبة للأحداث العالمية التي نسمعها ونتابعها كل يوم وحسب حاجة مجتمعنا السعودي إلى زيادة تقوية العلاقة بين أفراده ودور كل فئة من فئات المجتمع تجاه وطننا الغالي فإنني أرى أنه لا بد من إعادة صياغة تدريس هذه المادة المهمة والضرورية بما تحتويه من مقررات ومنهج يساعد جيل هذه الأمة على النهوض بها ومواجهة التحديات التي قد تتعرضنا.
إن جيل اليوم وأبناءه أكثر حاجة من أي وقت مضى بتغذية عقول ابنائه وتوعيتهم بواجباتهم وأدوارهم تجاه وطنهم الغالي وأمتهم العربية الإسلامية.
من أجل ذلك فإنني وبصفتي أحد المنتسبين لأسرة التعليم في بلادنا الحبيبة أقدر الدور الكبير الذي قامت به وزارة المعارف وبدعم وتوجيه من معالي الوزير الدكتور محمد الأحمد الرشيد بإعادة تعليم مادة التربية الوطنية بما يتفق مع مقتضيات المصلحة التعليمية والتربوية.
ولكن أود أن أذكر بعض الأمور المهمة التي تحتاجها هذه المادة خلال تدريسها وتعليمها لأبنائنا الطلاب لتحقيق الأهداف والغايات المنشودة منها ولعل أهمها:
أولاً: ضرورة أن تكون المادة من المواد الرئيسة الأساسية ويكون بها رسوب ونجاح آخر العام الدراسي وتساوي بقية المواد من حيث طريقة الاختبارات ومجموع الدرجات وكيفية التقييم.
ثانياً: ضرورة وأهمية إيجاد معلمين متفرغين لتدريس هذه المادة المهمة ويكون اختيارهم وفق معايير محددة أهمها حب المعلم لهذه المادة واسهاماته في المناسبات الوطنية خلال العام الدراسي ومشاركته في الفعاليات الوطنية بصورة متميزة وفعالة.
ثالثاً: أن تكون درجة المادة ضمن المجموع العام للطلاب وتدخل ضمن تقدير الطالب آخر العام الدراسي.
رابعاً: إعطاء دورات تربوية للمعلمين القائمين بتدريس وتعليم مادة التربية الوطنية وإلحاقهم بدورات مكثفة لتحقيق الهدف المنشود من تدريس وتعليم هذه المادة إلى أبنائه الطلاب بصورة مناسبة ومتوافقة مع واجبات ودور المعلم داخل المدرسة.
خامساً: إعطاء أهمية كبرى لتفريغ مشرفين تربويين لهذه المادة يكون لديهم الحماس والاقدام والواقعية إلى تطوير مناهج وطرق تدريس هذه المادة ويكونون عونا - بعد الله - للمعلم في إيجاد الطريقة السليمة والصحيحة في تدريس هذه المادة.
سادساً: تفاعل كافة مؤسسات المجتمع المختلفة مع منهج هذه المادة وذلك بفتح المجال لزيارة الطلاب لها وإيضاح الدور الكبير الذي تقوم به الدولة في سبيل تقديم الخدمات المتعددة لأبنائها وبالتالي تبصير الطلاب بدورهم اتجاه هذه المؤسسات وضرورة المحافظة عليها.
سابعاً: يجب وضع خطط من قبل المؤسسات الحكومية المختلفة بإقامة معارض دائمة أو شبه دائمة داخل المدارس لتفعيل منهج هذه المادة وربط ما يتعلمه الطالب أثناء الدارسة مع واقعه الملموس والمحيط به ضماناً لترسيخ هذه المادة ومفرداتها لدى الطلاب.
ثامناً: يجب أن يعمم تعليم وتدريس هذه المادة على جميع فئات المجتمع سواء الطلاب أو الطالبات وذلك لأهمية هذه المادة وتحقيقها للأهداف السامية التي يسعى إليها المخططون في وزارة المعارف والرئاسة العامة لتعليم البنات.
هذه بعض الأفكار التي استشفيتها من الميدان التربوي والتعليمي ولعلي أشاطر المسؤولين ورجال التربية والتعليم في بلادنا الحبيبة أننا بحاجة ماسة وضرورية إلى إيجاد نقلة نوعية في طريقة تدريس وتعليم هذه المادة وأيقن بالله سبحانه وتعالى ثم المسؤولين أننا سوف نرى استجابة قريبة لهذه الأطروحات والأفكار في طريقة وتدريس هذه المادة لقناعتي وإدراكي من خلال عملي اليومي بأن التطوير التربوي والتعليمي هو الشغل الشاغل وهو العمود الفقري لعمل وزارة المعارف بجميع فروعها وأقسامها، ولعلمي اليقين بأن التطوير التربوي بوزارة المعارف لا يألو جهداً في تقديم كل ما من شأنه الرقي بأبناء هذه الأمة والوصول بهم إلى ما ينشده ولاة أمر هذه البلاد حفظهم الله وأعزهم الله وجعلهم ذخراً للإسلام والمسلمين وأدام الله علينا وعلى وطننا الحبيب المعطاء نعمة الأمن والأمان ووفقنا الله لتنشئة أبنائنا التنشئة الصالحة والنافعة لهم في دينهم ودنياهم.

ناصر بن سلطان بن علي السلطان
مدير مدرسة عتبة بن غزوان الابتدائية الرياض

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الرئيسية]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىmis@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved