Sunday 27th January,200210713العددالأحد 13 ,ذو القعدة 1422

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

في قاعة الملك فيصل الرئيسية:
ضيوف الجنادرية يشيدون بدور المملكة تجاه القضية الفلسطينية
المهندس رائف نجم: لا يوجد أي دليل تاريخي يثبت أصل اليهود في فلسطين
د. الثقفي: اليهود طردوا من أنحاء العالم بسبب سوء أخلاقهم

* تغطية سعيد الدحية الزهراني:
ضمن فعاليات المهرجان الوطني للتراث والثقافة وضمن برنامج الندوات والمحاضرات أقيمت في قاعة الملك فيصل الرئيسية للندوات ندوة بعنوان «قضية فلسطين: القدس والحق التاريخي» حيث شارك فيها عدد من أبرز علماء وقامات ثقافتنا المحلية والعربية وهم: الأستاذ الدكتور يوسف القرضاوي، معالي المهندس رائف نجم، الأستاذ منير شفيق، الأستاذ الدكتور يوسف علي الثقفي.
وقد قام بإدارة الندوة الأمير الدكتور تركي بن محمد بن سعود الكبير الذي استهل الندوة بالترحيب بضيوف الجنادرية ومن أرباب الفكر والثقافة. ذاكراً ما تسعى وما تهدف إليه الجنادرية.. مستعرضاً أهم ما قدمته المملكة تجاه القضايا العربية والإسلامية مشيراً إلى أننا نعيش في هذه الفترة فرحتين أولاها فرحة مرور عشرين عاما على تولي خادم الحرمين الشريفين حيث ذكر بهذا الصدد أبرز انجازات المملكة، والفرحة الثانية فرحة احتفالنا بالجنادرية هذه التظاهرة التي أضحت احدى التظاهرات العربية أو العالمية.
ثم المح سموه في نقطة أخرى إلى جهود خادم الحرمين الشريفين تجاه القضية الفلسطينية مستعرضاً أحداثاً تاريخية مهمة.
لينتقل بعد ذلك إلى ضيوف الندوة والمشاركين فيها بادئاً إياها بمعالي المهندس رائف نجم حيث قدم ورقة خاصة بهذا المحور جاء فيها:
القدس من أهم المدن على وجه الكرة الأرضية، نسبة لدورها المميز على مدى التاريخ، بالرغم من أنها مدينة لا زرع فيها ولا ضرع لأن ماءها قليل.. وليست من المدن التجارية الهامة، ولا هي من المدن الصناعية.. ولا تحتوي على ثروات نفطية أو معدنية. ومع ذلك فقد شهدت ما لم تشهده غيرها من المدن، في الشرق والغرب، من ظلم البشر، وكانت على مر العصور مطمع أنظار الغزاة والفاتحين، فحوصرت مراراً، وهدمت وأعيد بناؤها تكراراً.. ولكنها بالرغم من ذلك كله صارعت الأحداث الجسام، وصمدت وبقيت مدينة حية في هذا الوجود، وظل اسمها في طليعة البلدان، إنها مدينة الرسالات السماوية الثلاث، ومدينة السحر والجمال، إنها أولى القبلتين، وثالث الحرمين الشريفين، ومسرى ومعراج الرسول محمد «صلى الله عليه وسلم» انها المدينة المقدسة، وقدسيتها هذه كانت السبب في شقائها، وفيما انتابها من محن وسفك دماء وتدمير، وقد باركها الله في القرآن الكريم بقوله :«سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله».
وقد حث النبي محمد «صلى الله عليه وسلم» صحابته للحفاظ على القدس والدفاع عنها والاهتمام بها.
فعن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أي مسجد أسس في الأرض أول؟
فقال: المسجد الحرام، قال: ثم أي؟ فقال: المسجد الأقصى: قال: وكم كان بينهما؟ قال: أربعون عاماً، ثم أنى أدركتك الصلاة فصله. وعليه فإن هذا الحديث الشريف يدل على الرباط الزمني والعمراني والروحي بين الكعبة المشرفة والمسجد الأقصى المبارك.
وعن الصحابي الجليل ذي الأصابع التميمي الأنصاري أنه سأل الرسول صلى الله عليه وسلم فقال: إذا ابتلينا بالبقاء من بعدك يا رسول الله فأين تأمرنا؟ قال: بيت المقدس، فلعل الله يرزقك ذرية طيبة تروح إليه وتغدو. وهذا الحديث بمثابة أمر واضح من الرسول محمد «صلى الله عليه وسلم» للمسلمين لكي لا يتركوا القدس، وأن يهتموا بها جيلاً بعد جيل.
مصادر التاريخ:
للتاريخ ثلاثة مصادر رئيسة:
1 التاريخ المقروء، الذي كتبه المؤرخون، وكثيراً ما يزوِّر بعضهم التاريخ.
2 التاريخ الملموس، المستنتج من علم الحفريات الأثرية، وهو قريب من الحقيقة.
3 التاريخ المستوحى من المصادر الدينية، التي حرّف بعضها عن الأصل، مثل التوراة الحالية التي كتبها الأحبار في السبي بعد «800»سنة من وفاة موسى عليه السلام.
وهناك مصادر وثيقة لم تكتب لخدمة التاريخ، ولكنها تعتبر من أصدق المصادر التاريخية، في ضوء التزوير الذي يحصل في التاريخ المدوّن والمقروء. ومن ذلك كتب الفقه والفتاوى وسجلات المحاكم الشرعية والوقفيات وما يتعلق بها من معاملات، ورغم هذه الحقيقة، فإن الكتب الفقهية ووثائق الوقف لم تحظ بالاهتمام الكافي والمتناسب مع أهميتها كمصادر للتاريخ.
ومن ضمن هذه الوثائق بالنسبة إلى مدينة القدس: الوثائق العثمانية لتاريخ القدس الشريف، سواء التي ورثتها الدولة العثمانية عن الدول الإسلامية المتعاقبة التي سبقتها، أو التي وضعت خلال حكمها، وتشتمل على تنظيم الوقفيات، والتركيب السكاني، وجغرافية القدس وملكيات الأراضي، والعلاقات بين المسلمين وغيرهم، أو العرب وغير العرب. وهذه المواضيع هي من أهم المخاطر التي تواجه القدس اليوم بشكل خاص، وفلسطين بشكل عام، ونقصد بذلك تغيير الديموغرافيا والجغرافيا وتحطيم الانسان العربي وتزوير المكان.
العرب بناة القدس الأولون:
إن صلة العرب بالقدس لم تبدأ بالإسلام كما يظن البعض، وإنما هي مدينة عربية المنشأ. فاليبوسيون، المنحدرون من الكنعانيين ، هم بناة القدس الأولون، وقد جاؤوا من الجزيرة العربية حوالي سنة 3000ق.م وبنوا في موقع القدس مدينة أطلقوا عليها اسم «يبوس» ونصبوا عليها ملكاً اسمه «ملكي صادق»، ثم أصبح اسمها «أورسالم» أي مدينة السلام. والاسم الذي يطلقه عليها الإسرائيليون اليوم وهو «يوروشالايم» مشتق من الاسم اليبوسي العربي. وقد شيد اليبوسيون حول مدينتهم سوراً حجرياً،وكانوا يستقون الماء من العين المجاورة «عين جيحون» وهي نفس «عين سلوان» المعروفة اليوم. وكان لليبوسيين العرب حضارة اكتشفت في الحفريات الأثرية في نهاية القرن العشرين.
القدس وبنو إسرائيل:
إن تسمية بني إسرائيل ترجع إلى يعقوب عليه السلام، الذي عاش في مصر مع أولاده في كنف ولده يوسف عليه السلام، عندما كان يعمل على خزائن عزيز مصر. وعندما هرب موسى عليه السلام مع بني إسرائيل من فرعون مصر إلى الصحراء، ورأوا معجزات الله وغرق فرعون وجنوده، طلبوا من موسى عليه السلام أن يجعل لهم إلهاً، فزجرهم، ولكنهم عبدوا العجل الذهبي وموسى عليه السلام على مقربة منهم.. ونسبوا صنعه إلى هارون عليه السلام قال تعالى:
{ولقد قال لهم هارون من قبل يا قوم إنما فتنتم به، وإن ربكم الرحمن فأتبعوني وأطيعوا أمرى، قالوا لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع إلينا }موسى»(3).
إن أمة هذه صفاتها التي وردت في القرآن الكريم لا يمكن أن تكون أمة مؤمنة، بل أمة وثنية. إن عقيدة اليهود لم تعط العالم قط أي خير أو احسان، بل أعطته الشر والأذى والفساد.
قال تعالى:{«ويسعون في الأرض فساداً والله لا يحب المفسدين}.
وقال أيضاً:{« لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى بن مريم، ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون، كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه، لبئس ما كانوا يفعلون»}.
وبعد أن دخل بنو اسرائيل القدس، اقتبسوا الحضارة عن أهل المدن الكنعانية التي عجزوا عن احتلالها، وغادر بعضهم سكنى الخيام، وبنوا بيوتاً كبيوت الكنعانيين، وخلعوا عنهم الجلود، التي كانوا يلبسونها، ولبسوا عوضاً عنها الثياب الكنعانية المصنوعة من منسوجات صوفية زاهية.
يقول بعض المؤرخين أن بني إسرائيل قد بنوا هيكل سليمان في القدس سنة 950ق.م. وهدمه نبوخذ نصر البالي وسبى اليهود سنة 586ق.م. ثم سمح الفرس في عهد كورش الفارسي لمن يرغب منهم في العودة إلى القدس، فعاد بعضهم وشيدوا معبداً في الفترة «520 516»ق.م. وخرّب انطونيوس هذا المعبد في عام 168ق.م. وحرّم الديانة اليهودية.
وعندما جاء هيرودس بنى الهيكل الثاني سنة 18ق.م. وتم خرابه على يد القائد الروماني تيطس سنة 70م، وأزال هدريان آثاره بالكامل سنة 135م. وبعد ذلك التاريخ لم تحدثنا المصادر التاريخية عن معبد أو هيكل أقيم في القدس. كما لم يكتشف أي أثر لهذا الهيكل لا في حيز المسجد الأقصى المبارك ولا في خارجه.
وقبل أن يختتم حديثه توجه بالشكر الجزيل لمقام خادم الحرمين الشريفين وولي عهده والنائب الثاني ولعموم الأسرة المالكة وللجنة تنظيم الجنادرية على دعوتهم له للمشاركة في هذه الفعاليات.
لينتقل الحديث إلى الأمير تركي بن محمد حيث قام بشكر معالي المهندس نجم على ما قدمه.
وطلب من د. الثقفي أن يبدأ حديثه وما أعده بهذا الخصوص:
حيث قدم د. يوسف الثقفي ورقة جاء فيها:
يهتم المسلمون في كل بقاع الدنيا بمدينة القدس ذات العراقة التاريخية والجذور الدينية حيث أسري بالمصطفى صلى الله عليه وسلم إليها كما في قوله تعالى:«سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله»، وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«لا تُشدّ الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد، المسجد الحرام، ومسجد الرسول صلى الله عليه وسلم والمسجد الأقصى»، وأخرج الإمام أحمد أن ميمونة بنت سعد سألت الرسول صلى الله عليه وسلم بقولها: يا نبي الله أفتنا في القدس؟ فقال لها: فأرض المحشر والمنشر أئتوه فصلوا فيه، فإن صلاتكم فيه كألف صلاة».
وفضل بيت المقدس عند الله عظيم منذ أن كانت قبلة المسلمين، ولم يتحول المسلمون عنها إلا بعد أمر الله تعالى نبيه محمد صلى الله عليه وسلم بالاتجاه إلى الكعبة وكان ذلك في السنة الثانية للهجرة، بقول الله تعالى :« قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فولِّ وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره».
وحيث ان القدس تشتمل على المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، وأحد المساجد التي تُشدُّ الرحال إليها، فإن ذلك يعطي مؤشرات أكيدة لانتماء هذه المدينة تاريخياً إلى العروبة والإسلام.
ولتأكيد هذه المؤشرات، ولكي لا يكون الحكم جزافاً فإنه لا بد من الرجوع إلى المصادر والمراجع المتخصصة التي ستنير الطريق وتعطي الحكم العادل فيما إذا كانت القدس تنتمي تاريخياً إلى العروبة والإسلام أم إلى اليهود والتوراة كما يزعم المغرضون.
وفي هذه الحالة هناك أمران لا بد من مناقشتهما، الأمر الأول يتعلق بمسميات القدس القديمة ومدى علاقتها بكل طرف، والأمر الثاني وهو الأهم يتعلق بأقدمية الوجود البشري في القدس لكلا الطرفين، ومدى ارتباط ذلك بالحياة فيها على مر العصور بشكل متصل دون انقطاع تاريخي.
وعن مسميات القدس فقد وردت في الكتابات القديمة بعدة أسماء أكثرها شيوعاً «اسم «أورشاليم» وقد عثر على هذا الاسم في مجموعة اللوحات المكتوبة بالخط المسماري واللغة البابلية تتخللها شروح باللغة الكنعانية «لغة فلسطين القديمة». وتصور النقوش أن حاكم القدس «أورسالم» يستنجد بالفرعون أمينتوفس الثالث 1411 1375 ق.م. ليمده بمدد عسكري حتى يواجه غزوات البدو.
كما ورد اسم «أورشاليم» في نقوش الامبراطور الآشوري سنحاريب «700ق.م.» حيث كُتب على نحو «أورسليمو» وكتب بالعبرية «يروسالايم» jerusalem، وفي عهد الاسكندر المقدوني «330ق.م» سميت القدس باسم «هيروسوليما»، وفي الكتاب المقدس أطلق عليها اسم مدينة القدس، وجبل القدس، كما سميت مدينة الله.
ويبدو والحالة هذه ان اسم أورشاليم ليس عبرياً لأن القدس سميت بهذا الاسم قبل وصول اليهود إليها حسب ما أشارت إليه نقوش تل العمارنة آنفة الذكر، أضف إلى ذلك أن اليهود لم يتمكنوا من كتابة اسمها بسهولة بل كتبوها «يروشالايم» حيث قاموا بتحريف الاسم السابق لها وحولوه إلى العبرية من أجل ربطها تاريخياً بالأصول العبرية. ويرى البعض أن حرف ال«س» ثقيلاً على ألسنة اليهود ولغتهم واستمروا يستبدلونه بحرف ال«ش» فنطقوا «أورسالم» ب«أورشاليم»، ثم بعد ذلك لفظوها «أورشليم» وهي التسمية الأكثر شيوعاً هذه الأيام.
واسم أورشليم تعني مدينة السلام، فكلمة «أور» بمعنى مدينة و «شليم» بمعنى «السلام»، وورد في التوراة في سفر التكوين ما نصه «وملكي صادق ملك شاليم أخرج خبراً.. الخ». ومن هذا نستدل على أن اسم الملك من الأسماء العربية التي لا يدخل إليها الشك وكان ملك مدينة السلام، وهي القدس.
ومن أسماء القدس المشهورة تاريخياً اسم «يبوس» نسبة إلى قبيلة اليبوسيين أحد فروع القبائل الفلسطينية القديمة التي نزحت من الجزيرة العربية واصطدمت مع اليهود العائدين من مصر بقيادة يشوع بن نون وكسرت شوكتهم.
ثم اختتم حديثه بالترحيب بضيوف الجنادرية وروادها.
لينتقل الحديث بعد ذلك إلى الامير الدكتور تركي بن محمد حيث توجه بالشكر للدكتور الثقفي على ما قدمه تاركاً الحديث بعد ذلك للأستاذ منير شفيق الذي ألقى كلمة جاء فيها:
أول من قطن فلسطين هم الكنعانيون الذين قدموا إليها مع موجات الهجرة من الجزيرة العربية، ولهذا سميت «أرض كنعان» نسبة لهم.
تكشف الحفريات عن ثلاث حضارات عرفتها فلسطين، ما قبل التاريخ، وهي حضارات النطوفيين والغسول وجازر وكلها شعوب من بطون الكنعانيين.
ثمة حفريات ترجع استخدام الكنعانيين في 4000ق.م للنحاس وفي 3000ق.م. استخدام البرونز.
العموريون وهم من بطون الكنعانيين أو أبناء عمومتهم هاجروا من الجزيرة العربية في الألف الثالث ق.م واستوطنوا في المنطقة التي تعرف اليوم باسم سوريا والأردن وفلسطين ولبنان.
أهم الوقائع التاريخية المسجلة ما بعد 3000ق.م.
3000 2900 حكم فلسطين ملوك مدن، وهم رؤساء القبائل الكنعانية وكانوا موالين لفراعنة مصر.
من 2900 2300م اتسم الوضع في فلسطين:
أ حكم فرعوني مصري مباشر أو شبه مباشر وهو ما تشير إليه الكتابات الهيروغليفية المسماة Exectxaction Texts وتشير إلى دخول عدة موجات من القبائل المهاجرة الغازية، وقد تعرض الوضع داخل مصر خلالها لاضطرابات.
ب الممالك التي عرفتها مدن فلسطين عرفت تحت أسماء: الحويوين واليبوسيون «أول من بنى القدس وسميت باسمهم «مدينة يبوس» ثم حملت اسم أور سالم أي مدينة الههم سالم. والعيلاميون، والغرازيون والعمالقة، والعموريون.
يعتبر المؤرخون أن هذه القبائل من الكنعانيين وقد جاؤوا جميعاً من الجزيرة العربية.
2300 1480ق.م حكم فلسطين الهكسوس الذين احتلوا المنطقة قادمين من الشمال واستقروا في مصر وأصبحوا من سلالات فراعنتها. ومنذ 1800ق.م انقسمت مصر بين فراعنة مصر العليا ومصر السفلى واستمر حكم الهكسوس على مصر السفلى «منطقة الدلتا» إلى 1480ق.م وامتدت امبراطوريتهم إلى الأناضول.
الوضع العام: 1 صراع دولي بين فراعنة مصر والامبراطورية الأكادية البابلية ودام من 2371 إلى 2230ق.م ثم مع مملكة بابل من 1894 1595ق.م ليبدأ الصراع مع الامبراطورية الاشورية من 1595ق.م وكانت أرض كنعان في مركز صدام الجيوش والصراع على مناطق النفوذ.
ب ولاء ملوك القبائل الكنعانية آنفة الذكر كان يتراوح وفقاً لموازين القوى في ما بين الأمبراطوريات المتصارعة: المصرية، الأكادية، البابلية، الآشورية وكل النزاعات المحلية كانت ناشئة بفعل الخارج أو مستقوية بالخارج.
ج ثمة تقديرات أن النبي ابراهيم عليه السلام دخل فلسطين في فترة ما بين 1800 و1750ق.م.
1480 1350ق.م كان من أهم الأحداث انتصار فراعنة مصر العليا على الهكسوس 1480ق.م ووحدوا مصر وأقاموا امبراطورية شملت أرض كنعان إلى حدود العراق وآسيا الوسطى.
أ أغلب الفترات حكم مصري مباشر أو شبه مباشر مع تنازع آشوري على فلسطين. «الامبراطورية الآشورية 1595 911ق.م» .
ب السكان: بقي توزعهم ضمن الخطوط أعلاه من الحويين واليبوسيين والعيلاميين والغرزيين والعملاقة والعموريين.
ج بدأت تشهد هذه المرحلة مناوشات حثية قادمة من آسيا الوسطى.
1350 1269ق.م كان من أهم أحداثها في 1350ق.م وبث فوضى في مصر في عهد الفرعون اخناتون فتمكن الحثيون من الاستيلاء على منطقة سوريا وفلسطين حتى مصر.
دارت الحروب سجالاً بين الحثيين والفراعنة وقد تبادلا أرض كنعان «فلسطين» أو اقتسماها عدة مرات خلال مئة عام من الحروب التي انتهت بمعاهدة 1269ق.م فاسترد الفرعون رعمسيس عسقلان والقدس ومجدو بعد النصر في معركة مجدو وقد غسل هزيمته في معركة قادش.
الوضع العام: يمكن تصور حال ملوك فلسطين وصعودهم وهبوطهم خلال مئة سنة عاصفة من صراع جيوش المصريين والحثيين، وتبادل الكر والفر من حولها وعليها.
ب كانت الشعوب والقبائل التي سكنت أرض كنعان «فلسطين» هي من بطون الكنعانيين والأموريين «بعض المؤرخين يعتبر العموريين في الإطار الكنعاني العام أو شقيق كبير جاء من الجزيرة العربية كذلك» ولكن أضيفت بقايا من الهكسوس والحثيين إلى مستوطني أرض كنعان وكلاهما من شعوب هندو أوروبية.
1269 1233ق.م قسمت أرض كنعان بناء على معاهدة 1269ق.م بين المصريين والحثيين ولكن عام 1223ق.م تمكن الفرعون مرنفتاح من السيطرة على كل أرض كنعان «فلسطين» بعد أن صد هجمات الإيجبيين.
1225 1223ق.م أ هاجم الايجيون القادمون من كريت شواطئ سوريا، ولبنان وفلسطين وهاجموا مصر، وبعد أن دحروا عن مصر تحصنوا في مدن الساحل الفلسطيني من الوسط إلى الجنوب وأصبحوا جزءاً من سكان فلسطين وهم الذين أعطوا فيما بعد اسمهم لأرض كنعان فاشتهر اسم فلسطين نسبة إليهم وقد عرفوا باسم «الفلسطو» .
ب يقدر أن 1224ق.م هو تاريخ خروج النبي موسى عليه السلام مع بني إسرائيل من مصر وكانت فترة ساد فيها الاضطراب بسبب هجمات الحثيين.
ج تشكلت في هذه الفترة مملكة الفينيقيين على الشاطئ الممتد من عكا شمالي فلسطين إلى صيدا على الشاطئ اللبناني، ويرجع أغلب المؤرخين أن الفينيقيين بطن من بطون الكنعانيين وقد سموا بهذا الاسم نسبة لاشتهارهم باستخدام اللون «الأحمر الأرجواني» التي تدل عليه الكلمة «فينيقيا».
1223 1007 ق.م تميز الوضع في فلسطين خلال هذه المرحلة بما يلي:
أ الصراع الدولي بين الفراعنة والآشوريين الذي بدأ في 1595ق.م ودام إلى 911ق.م.
ب الصراع الدولي الآخر كان مع الايجيين ولكنه انتهى كما انتهى الصراع مع الحثيين باستيطان أجزاء من فلسطين وقد أصبحوا شعوباً محلية من الآن فصاعداً.
شهدت فلسطين في هذه الفترة هجوماً مصرياً من الجنوب سيطر حتى نابلس مروراً بسلسلة جبال الخليل القدس، وفي الغرب هاجم الايجيون بعد أن أقاموا ممالك في مدن الشاطئ وقد سعوا للتغلغل في الداخل، وكانت هنالك هجمات من العموريين من سوريا ومن الفنيقيين من الشمال «ربما كانوا مدعومين من الآشوريين» أما من الشرق فقد أخذت بعض القبائل المهاجرة جديداً من الجزيرة العربية تضغط للعبور من نهر الأردن وقد انضم إليها في هذا الضغط قوات يوشع بن نون الذي قاد بني إسرائيل ودك أسوار أريحا.
د حوالي 1184ق.م يقدر أنه تاريخ محاولة عبرية لاجتياز النهر وفي 1150ق.م هاجموا القدس وأحرقوها ولكنهم اضطروا للتراجع عنها أمام ضغط اليبوسيين المتحالفين مع الفلسطينيين «الايجيين سابقاً» والمصريين.
ه عاد أغلب المهاجمين العبرانيين إلى شرقي الأردن محتفظين ببعض المواقع في جبال الخليل وأريحا وأجزاء من الغور.
1150ق.م وقعت معركة أفيق «رأس العين» الحاسمة بين الفلسطينيين والعبرانيين أسفرت عن هزيمة الآخيرين وخضوعهم لحكم الفلسطينيين.
1020ق.م استطاع طالوت «شاؤول» أن يتخلص من حكم الفلسطينيين وأقام مملكة في جبال الخليل.
1007ق.م أطاح النبي داود عليه السلام من خدال دعم الفلسطينيين له بشاؤول.
واختتم الأستاذ شفيق ورقته بالشكر الجزيل للدولة السعودية ولما تقدمه وما قدمته.
لينتقل الحديث بعد ذلك إلى الأمير تركي بن محمد حيث شكر الأستاذ منير على ما قدمه.
ليأتي بعد ذلك الحديث إلى الشيخ القرضاوي الذي طلب أن يكون الأخير في هذه الندوة والذي ارتجل كلمته مبتدئا اياها بالاشادة بدور المملكة وبما تقدمه تجاه القضايا العربية والإسلامية كما أشاد بمهرجان الجنادرية الذي أصبح يضطلع بكبريات الأحداث العربية والإسلامية.
ليتمثل بعد ذلك إلى محور الندوة مشيراً إلى أن له تحفظاً أو مأخذاً على هذا المسمى وهو الأصل التاريخي فاليهود لم يعودوا مبالين بحقائق التاريخ فهم اتجهوا إلى القوة والحرب دون أن يبالوا بتاريخ أو غيره.
ذاكراً عبارة اليهود الشهيرة في أرض فلسطين وهي «أرض بلا شعب وشعب بلا أرض» حيث ذكر أننا نوافقهم في الجزء الثاني منها «شعب بلا أرض» فلا أرض لليهود عندنا مطلقاً.
أما الجزء الآخر فإننا نرفضه تماماً فالأرض أرضنا ونحن لها.
د. القرضاوي انطلاقاً من ملاحظته على مسمى الندوة أخذ في الحديث عن الجهاد وعن السلام الزائف وما يفترض أن يكون عليه المسلمون عملاً وعلماً ليختتم حديثه بالدعاء للإسلام والمسلمين والشكر الجزيل للحكومة السعودية.
لينتقل الحديث بعد ذلك إلى الأمير تركي بن محمد الذي أشاد بكلمة د. القرضاوي.
ليأتي بعد ذلك دور المداخلات حيث كانت كالآتي:
د. سليمان عيد: هل القصد من محاربة اليهود هو سبب عقدي أم لأنهم احتلوا القدس؟
د. القرضاوي اليهود كانوا يعيشون بين ظهراني المسلمين.
ولكن عندما بدأوا في العدوان وجب علينا حربهم بالاضافة إلى الجانب العقدي.
عرفان نظام الدين ماذا سيفعل العرب والمسلمون عندما ينفذ القرار المتعلق بصلاة أو دخول اليهود للقدس «المسجد» تمهيداً للهدم؟
أ. منير شفيق بلا شك هذه معركة قادمة على العرب والمسلمين أن يدركوها قبل أن تحدث وإلا فإنهم سيجدوا أنفسهم أمام مأزق لم يكونوا يتوقعوه.
ما المطلوب من شباب الإسلام عندما يروا أبناء فلسطين وهم يجاهدون؟
عليهم أن ينهضوا لنصرة الدين عليهم أن يبذلوا كلما يستطيعون وعليهم أن لا يقفوا مكتوفي الأيدي.
بعد هذا اختتم الأمير الدكتور تركي بن محمد بن سعود الكبير هذه الندوة شاكراً محاضري ضيوف الندوة على ما قدموه وشاكراً الحضور على استماعهم متمنياً للجميع دوام التوفيق.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الرئيسية]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىmis@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved