عوائل المعارضين المعتقلين يستنجدون بالأمم المتحدة
تزايد حدة المواجهات بين الشرطة والمدرسين في إيران

* طهران أ.ف.ب:
استخدمت قوات مكافحة الشغب أمس السبت الهراوات واعتقلت عددا من المدرسين الذين كانوا يتظاهرون في طهران احتجاجا على رواتبهم المنخفضة بالرغم من حظر هذه التظاهرات.
وأفاد مراسل وكالة فرانس برس ان نحو 400 مدرس تجمعوا أمام مقر رئاسة الجمهورية في طهران بالرغم من حظر وزارة الداخلية لذلك.
وتدخلت قوات مكافحة الشغب التي نشرت بأعداد كبيرة قرب مقر الرئاسة لمنع اي تجمع وانهالت بالضرب بالهراوات على نحو عشرين متظاهرا بينهم عدد من النساء، ولم يعرف ما إذا كان قد سقط جرحى.
وتجمع المتظاهرون الذين فرقوا بالقوة أمام جامعة طهران القريبة من مقر الرئاسة وجلسوا على الرصيف احتجاجا على «قمع الشرطة لهم».
واضاف مراسل وكالة فرانس برس ان قوات مكافحة الشغب تدخلت واوقفت نحو 10 مدرسين نقلوا بالقوة في سيارات للشرطة.ومنذ مطلع كانون الاول/ديسمبر نظمت عدة تظاهرات للمدرسين في طهران.والثلاثاء تظاهر نحو 10 آلاف مدرس أمام مجلس الشورى للمطالبة بزيادة رواتبهم وبشروط عمل افضل ووضع حد «للتمييز» والتفاوت الذي يتعرض له على حد قولهم المدرسون في الاحياء الفقيرة.
وغالبا ما يتقاضى المدرسون راتبا شهريا يرواح ما بين 130 و190 دولارا واحيانا اقل من ذلك.
وتوسعت رقعة احتجاجات المدرسين التي بدأت في طهران.
والخميس شكل الرئيس الاصلاحي محمد خاتمي لجنة خاصة مكلفة «درس مطالب المدرسين» برئاسة وزير التربية الوطنية مرتضى حجي.
وسيشارك في اعمال هذه اللجنة حاكم المصرف المركزي محسن نوربخش ووزراء الاقتصاد والاسكان والتخطيط للمدن ونواب.
وكان خاتمي «أشاد» بالمدرسين ودعاهم الى «التسامح» والى «تجنب اي تصرف قد يستغله اعداء» الجمهورية الاسلامية.
ومساء الاربعاء التقى رئيس مجلس الشورى مهدي كروبي القريب من خاتمي اعضاء اللجنة الاقتصادية المكلفة درس الموازنة ليطلب منهم اخذ زيادة رواتب المدرسين في الاعتبار، ومنعت الشرطة الايرانية امس السبت عائلات معارضين تقدميين ووطنيين معتقلين من التظاهر أمام مقر بعثة الامم المتحدة في طهران.
واعلنت زوجة احد المعارضين المعتقلين منذ آذار/مارس بتهمة التآمر على النظام الاسلامي اردنا الاحتجاج بمناسبة زيارة الامين العام للامم المتحدة كوفي انان الى طهران.واضافت المرأة طالبة عدم الكشف عن هويتها ليس لدينا الحق في التجمع لنقول الى اي مدى حرمنا من حقوقنا ونحن معرضون الى الظلم.
وفي رسالة الى كوفي انان سلمت الى مسؤولي بعثة الامم المتحدة طلبت العائلات من الامين العام ان يعير مزيد من الاهتمام لمحاكمة المنشقين في إيران.
وقالت زوجة المعارض: طلبنا مقابلة انان لنطلعه على وثائق حول عدة انتهاكات لحقوق الانسان في طهران.
وفرق رجال الشرطة وعدد كبير من عناصر الامن بالزي المدني المنتشرين أمام بعثة الامم المتحدة في طهران كافة الاشخاص ومنعوا اي تجمع، كما افاد مراسل وكالة فرانس برس.
يشار الى ان نحو ستين معارضا ينتمون الى عدة مجموعات يحاكمون منذ الحادي عشر من تشرين الثاني/نوفمبر أمام المحكمة الثورية الهيئة التي انشئت غداة الثورة الاسلامية سنة 1979 لمحاكمة المسؤولين عن النظام السابق والمناهضين للثورة.
ولا يزال 15 من المحاكمين في السجن بينما افرج عن الآخرين احترازيا بكفالة.
واتهم المعارضون بالسعي الى «قلب النظام» و«المساس بأمن الدولة» ويواجهون احكاما بالسجن قد تصل الى عشر سنوات او الاعدام.
وقد وصل كوفي انان مساء الجمعة الى طهران لاجراء مشاورات مع ايران حول اعادة اعمار افغانستان ومن المتوقع ان يستقبله اليوم الرئيس محمد خاتمي والمرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية علي خامنئي