Sunday 27th January,200210713العددالأحد 13 ,ذو القعدة 1422

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

رحم الله شيخنا ابن جبير ذاك العالم الراحل

فجعنا برحيل سماحة شيخنا محمد بن إبراهيم بن جبير، فقدت الأمة برحيله أحد علمائها ومفكريها الأفذاذ، فقد كان يرحمه الله فذّاً في غزارة علمه وفي حلمه وفي سماحته ورحابة صدره، كان فقيهاً بالأحكام الشرعية ذا إلمام واسع بالأنظمة وحاجة المجتمع إليها، كان صائب النظر في القضايا ومعالجة الأحداث والمستجدات من حيث التنظيم والموازنة بين البدائل ومراعاة أبعادها الاجتماعية والشرعية، لا يرى اعتساف النصوص ولا يرى أخذها بحرفيتها دون مراعاة مراميها وأهدافها، عرفته رحمه الله عن قرب مذ كان محققا شرعياً بديوان المظالم برئاسة سمو المغفور له مساعد بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود واستمرت المعرفة والصداقة بيننا بحكم علاقة المحامي بالفقيه القاضي إلى أن أصبح وزيراً للعدل ثم رئيسا لمجلس الشورى، كان أباً وأستاذاً وموجهاً لي طيلة عضويتي في المجلس ولجانه خلال دورتين على مدى ثماني سنوات ولم ينقطع حبي له واعترافي بفضله حتى رحيله إلى بارئه..
كان يرحمه الله رجل الفقه وكان رجل القضاء وكان الإداري وكان الخبير بتقعيد القواعد وصياغة الأحكام وإصدار الأنظمة واللوائح فقد شارك في سن الأنظمة الحديثة في المملكة بما لا يخفى. كان الأب الروحي لكل من عمل معه وتحت قيادته، ولقد شرفت بالعمل معه بمجلس الشورى وأتذكر دائماً كيف كان حرصه يرحمه الله أثناء دراسة الأنظمة وعلى الخصوص ما يتعلق منها بالقضاء ونظام المرافعات الشرعية ونظام الإجراءات الجزائية ونظام المحاماة وحثه المتكرر على سرعة إنجازها فقد تبناها وأحس بإلحاجة إليها بحكم ممارسته للقضاء، وكان جذلاً بصدورها، كان خلال مقابلة معه قبل أسبوعين من رحيله سعيداً بصدور تلك الأنظمة الثلاثة وإقرارها ودخولها حيز التنفيذ وكان يرحمه الله يرى أنه بمثل هذه الأنظمة تبنى مؤسسات الدولة المدنية لأن العدالة كما كان يقول لا تسود إلا في دولة المؤسسات المحكومة بأنظمتها.
رحم الله شيخنا ومعلمنا الشيخ الفقيه وأحسن عزاء الأمة في فقد عَلَمٍ من أعلامها ورائد من روادها، فقد كان إماماً في الفقه إماماً في القضاء وإماماً في الإدارة والنصح والتوجيه يتلمس مصلحة الأمة ويعمل بهديها أين وجدت دون مواربة أو مداراة.
طيب الله مثواك أبا خالد وألهم ذويك ومحبيك الصبر والسلوان.

الدكتور عبدالله المنيفي
عضو مجلس الشورى سابقاً

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الرئيسية]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىmis@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved