Sunday 27th January,200210713العددالأحد 13 ,ذو القعدة 1422

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

وعلامات
مستوى التعليم ومحصلته.!
عبدالفتاح أبو مدين

وقفت على كتاب النحو القواعد الذي قررته وزارة المعارف على الفصل الثالث للمرحلة الإعدادية. وخاصة في (باب المستثنى منه) ونظرت إلى الطالب وهو في أول عامه الخامس عشر سنا، وهو الذي يتلقى هذا الدرس وفيه عسر لا يسر فيه، مبدأ سلق البيض ، قياساً على مستوى كثير من المعلمين اليوم، ومستواهم المتدني، وقصر زمن الحصة، وزحمة الفصل الدراسي، ليبلغ العدد فيه نحو «35» طالباً، وغياب المفتش، الذي كان يفتش فصول الدراسة، يرقب طرق التدريس، وقدرة المعلم على إيصال الدرس إلى الطالب المتلقي بإتقان الشرح والتفهيم ، أو أنه ضعيف .. فيحاول المفتش أن يرشده إلى النقص في البداية، ويعود إليه مرة أخرى، فإذا وجده في مكانه لا يبرحه، كتب فيه تقريراً بأنه محدود القدرات، وأنه لا يفيد طلابه، ولن يحسنوا التحصيل معه.. والإدارة العامة للتعليم تتخذ إجراءاتها، لأنها تحمل مسؤولية أمانتها أولاً، لأنها حريصة على النجح المؤكد لطلابها، لأن ذلك مسؤوليتها.
وزارة المعارف ميعت الدرس، ومثلها الرئاسة العامة لتعليم البنات، فأصبح المفتش، المتابع والمشارك في المسؤولية، بلا مسؤولية، لأنه هُمِش حيث أصبح أو أمسى موجهاً تربوياً ، وليس ثمة شيء من التوجيه ولا من التربية، وإنما هو اسم مجهول، معلوم، ليس له مدلول.
* هكذا صار نبض التعليم، وهو توجه يردي التعليم ويهبط به إلى أدنى مستويات، حتى يغيب النبض المجدي ذي النتائج، إلى نبض مجازي مفرغ من المضمون.. والمحصلة، كما نرى ونجد، مدارسنا: يتخرج فيها طلاب أميون لا يستطيع أحدهم أن يكتب سطراً بالعربية صحيحاً، إملاءً وقواعد، ولا يستطيع أن يتحدث عشر جمل سليمة، ولا يحسن كتابة جملة باللغة الانجليزية، وقد درسها سنوات متواصلة، ،مع كل هذا الفراغ من المحتوى، وقد يردد المسؤولون عن التعليم، من خلال تصريحات وما أكثرها في الصحف، وأحاديث وبيانات، عن سير التعليم، وما يحظى به من نجح وارتقاء، أكثرها هواء لأنها بلا مضمون.!
والطلبة والطالبات يجأرون بالشكوى، من ضعف التعليم والتلقين والشرح، ويهلثون وراء الدروس الخصوصية، ويتكبد أولياء أمورهم، ولا سيما غير القادرين الهم باقتطاع التكاليف الباهظة للدروس الخصوصية، لكي ينقذوا أبناءهم وبناتهم، لأن مدارسهم، لا تعلمهم ما يفضي بهم إلى النجاح والتفوق.. ومع ذلك يعلن المسؤولون عن التعليم بصوت مرتفع، وكأنهم على حق: لا للدروس الخصوصية، لأنهم غير حاسين بما يعاني الطلبة والطالبات، لأنهم بعيدون ، ويتعاملون مع مسؤولياتهم، من خلال ورق يتحرك به، من أعلى إلى ما دونه في حلقة مفرغة باسم التعليم والاهتمام به، والمحصلة مخجلة لأنها متردية.
* والذي ينظر إلى تصريح لوزير التجارة، لإحدى صحفنا في شهر شعبان الماضي، الذي يقول: ليس بالضرورة أن تطالب الشركات والمؤسسات المتقدم من الشباب السعودي، بأنه يعرف الانجليزية وإنه لدليل مادي على ضعف مستوى التعليم العام، فما مفهوم التعليم، إذا كان خريج الثانوية العامة، الذي درس ست سنوات لغة انجليزية، وتسع سنوات قواعد اللغة العربية، ومع ذلك، فهو: خالي الوفاض!؟

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الرئيسية]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىmis@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved