Sunday 27th January,200210713العددالأحد 13 ,ذو القعدة 1422

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

إسرائيل تتوعَّد بفتحه أمام غير المسلمين خلال الأسبوعين المقبلين وخطوات تهويد القدس تتسارع
المسجد الأقصى خط أحمر وفتحه لليهود سيجر المنطقة إلى انفجار شامل
زياد أبوزياد: أي خطوة إسرائيلية تجاه الأقصى تعتبر بمثابة صبِّ المزيد من الزيت على النار المشتعلة أصلاً
نائب مفتي القدس : على شارون أن يتذكر أن الانتفاضة الحالية اندلعت بسبب تدنيسه الأقصى

  * غزة من صلاح جمعة أ.ش.أ:
أكدت السلطة الفلسطينية والأوقاف الإسلامية في القدس والقوى الفلسطينية أن المسجد الأقصى خط أحمر وعقيدة لكل مسلم في العالم وإقدام الحكومة الإسرائيلية على فتح الحرم القدسي الشريف أمام المتطرفين اليهود سيجر المنطقة إلى انفجار شامل وعواقب وخيمة ستتحملها حكومة شارون.
وكان المتحدث باسم وزارة الأمن الداخلي الإسرائيلية ناتي جولد فنجر قد أعلن أن الحرم القدسي سيفتح أمام غير المسلمين من اليهود وغيرهم من معتنقي الديانات الأخرى في غضون الأسبوعين القادمين.
وقال زياد أبوزياد وزير شؤون القدس في السلطة الوطنية الفلسطينية لمراسل وكالة أنباء الشرق الأوسط في غزة إن السلطة ترفض أي تدخل في شؤون المسجد الأقصى من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي.. مؤكدا أن المسجد الأقصى من المقدسات الإسلامية والسيادة فيه للمسلمين ولا يجوز لأحد ان يتدخل في الشؤون الداخلية للمسلمين أصحاب الحق فيه بقرآن منزل من السماء.
وحذر أبوزياد إسرائيل من ارتكاب أي حماقة للتدخل في شؤون المسجد الأقصى موكدا أن الوضع في المنطقة متفجر وأي خطوة من قبل حكومة شارون على ارتكاب هذا الجرم ستؤدي إلى عواقب وخيمة وتفجير الوضع زيادة على ما هو الآن.
وقال إن الوضع متفجر وعلى إسرائيل أن تدرك أن كل فعل تجاه المسجد الأقصى سيكون خطيرا جدا وحساسا نظرا للظروف التي تمر بها المنطقة نتيجة للعدوان الإسرائيلي وعليهم ان يتذكروا أن مفاوضات كامب ديفيد عندما حاولت إسرائيل المس بالسيادة الفلسطينية على الأقصى والقدس الشرقية فشلت.
وقال عبدالحليم عايش نائب مفتي القدس والديار الفلسطينية إن الشعب الفلسطيني سيقاوم بكل قوة بالغالي والنفيس للدفاع عن الأقصى فهو عقيدة لكل مسلم في هذه الديار وخارجها.. محذرا شارون بأن الانتفاضة الحالية وتداعياتها كانت بسبب تدنيسه ساحة المسجد الأقصى في 28 سبتمبر 2000.
وقال عدنان الحسيني مدير الأوقاف الإسلامية في القدس إن الاقتراب من المسجد الأقصى سيشعل الحريق في المنطقة وإسرائيل جربت هذا الحريق أكثر من مرة ففي عام 90 عندما قامت ما تسمى جماعة أمناء الهيكل اليهودية المتطرفة بمحاولة وضع حجر أساس في المنطقة لما يسمى الهيكل الثالث حدثت مذبحة استشهد فيها19 فلسطينيا في 15 دقيقة وفي عام 96 تكرر هذا الموضوع عند فتح النفق تحت المسجد الأقصى.
ومن جانبه قال حاتم عبدالقادر عضو المجلس التشريعي عن القدس إن القدس خط أحمر وان محاولة تمرير هذا الفعل ستجر المنطقة إلى الانفجار الشامل ليس على الصعيد الفلسطيني فحسب بل على الصعيد الاقليمي والعربي والإسلامي.
وأضاف ان أي خطوة من هذا القبيل تعتبر خطوة جنونية وسوف يتحمل شارون وإسرائيل مسؤوليتها وكل ما يترتب عليها من آثار.. مؤكدا أن الشعب الفلسطيني سيدافع عن القدس بكل ما يملك لمنع أي محاولة لدخول اليهود إلى المسجد الأقصى وتدنيسه.
وأكد مروان البرغوثي أمين سر حركة فتح في الضفة الغربية أن السماح للمتطرفين اليهود بدخول الحرم القدسي سينعكس على المنطقة بعواقب وخيمة وسيؤدي إن حدث إلى مزيد من التفجير.. مطالبا العالم والمجتمع الدولي بأن يدرك أن الشعب الفلسطيني لم يعد قابلا للحلول المصطنعة ولا للحلول الترقيعية فهو يريد حرية واستقلالا ورحيل الاحتلال وما لم يتحقق ذلك فنضاله وكفاحه سيستمر ولن يتوقف.
يذكر أن مسؤولي وزارة الخارجية الإسرائيلية يعكفون حاليا على تخطيط حملة إعلامية جديدة تمهد لدخول اليهود ساحة المسجد الأقصى في القدس بعد توصيات تقدم بها جهاز المخابرات العامة الإسرائيلي الشاباك أعرب فيها عن موافقته على هذا الإجراء.
وقالت مصادر في الخارجية الإسرائيلية إن دخول اليهود إلى ساحة الحرم الشريف ستتسبب في تحويل النزاع الإسرائيلي/الفلسطيني إلى نزاع دينى، ومن المتوقع أن تشدد إسرائيل في حملتها على أنها تسمح بحرية الديانات في القدس وأن ذلك سيمكن كل من هو غير مسلم من دخول ساحة الحرم القدسي بمن فيهم اليهود.
وكان الحرم القدسي الشريف قد أغلق أمام اليهود فور اقتحام رئيس الوزراء الإسرائيلي ايريل شارون «رئيس المعارضة آنذاك» له في الثامن والعشرين من شهر سبتمبر من عام 2000 حيث أثارت الزيارة ضجة وسط الفلسطينيين في مناطق الضفة الغربية وفلسطينيي 48 على السواء وشكلت الشرارة التي أدت إلى اندلاع المواجهة المستمرة منذ نحو 17 شهرا.
وفي السياق ذاته دعا الحاخام اليهودي المسؤول في مدينة حيفا شائر يشوف كوهينال إلى إقامة كنيس يهودي في الحرم القدسي الشريف.. وذلك بعد أن أوصى جهاز الاستخبارات شين بيت بالسماح لليهود بدخول الحرم القدسي.
ويقول المحللون والمؤرخون الفلسطينيون إن الصراع حول القدس ليس وليد لحظة أو زيارة قام بها هذا المتطرف أو ذاك الإرهابي.. انه صراع يمتد إلى عدة قرون تجدد مطلع القرن الماضي عندما احتل الجنرال البريطاني اللنبي المدينة المقدسة.. وقال مع أولى خطواته فيها «ها قد عدنا يا صلاح الدين» مما يعني بشكل واضح أن الحملة البريطانية على فلسطين هى استمرار للحملات الصليبية التي حرض لها البابا كيرلمونت من ليون في فرنسا في خطابه الشهير الذي ركز فيه على القدس وما أسماه بتحريرها من المسلمين.
وأضاف المحللون ان القدس ومقدساتها هي موضوع المعركة الراهنة في الصراع العربي الإسرائيلي والتي اتضحت معالمها في صيف عام 2000 مع مباشرة مفاوضات الوضع النهائي والتي خطط لها سلفا التحالف الإسرائيلي/ الأمريكي منذ بدء عملية سلام الشرق الأوسط التي أطلقها بوش الأب في مدريد بتاريخ 30 أكتوبر عام 91 والذي كان بغير مصادفة نفس تاريخ انهزام العرب والمسلمين في الاندلس قبل 400 عام.
وأكد المحللون أنه بات واضحا أن الهدف الإسرائيلي هو اغتصاب الحرم القدسي الشريف وفرض السيادة الإسرائيلية الدائمة عليه بل وأكثر من ذلك في إقامة الهيكل مكانه وهو ما أكده كلنتون علانية في مفاوضات كامب ديفيد عندما ضغط بكل ما يملك من قوة على الرئيس عرفات من أجل السماح على الأقل لليهود بإقامة هيكل أسفل الأقصى وإعطاء المسلمين فقط المسجد يصلون فيه.
وقال المحللون والمورخون الفلسطينيون إن إسرائيل وجدت في اندلاع الانتفاضة فرصة ذهبية لتنفيذ مخططها التهويدي للمدينة المقدسة وبدء معركتها للسيطرة على الأقصى فعليا وان ذلك تجلى في وضع حجر الأساس لأوهام الهيكل الثالث وذلك انطلاقا من قناعتها بأن أي إجراء تقوم به سيفسر في إطار الحرب الدائرة ولن يحظى باهتمام إعلامي خاص بل سيغطى في إطار الأحداث اليومية التي تقع بين الجانبين.
وأضافوا ان خطوات تهويد المدينة تسير حاليا بشكل متسارع ومنظم حيث عزلت القدس نهائيا عن محيطها العربي وفصلت بأنفاق وخنادق فيما أغلقت المؤسسات الفلسطينية في المدينة وطبقت بشدة إجراءات منع الفلسطينيين دخولها وحوصر المسجد المبارك ومنع عنه المصلون وتصاعدت خطوات الاستيطان فيها بشكل غير مسبوق.
وتأتي هذه الإجراءات لتحقق إسرائيل إكمال حصارها للمدينة المقدسة المحاصرة أصلا بعدد من المستعمرات أهمها مستعمرة جفعات زئيف التي تحاصر شمال المدينة المقدسة وهي مقامة على أراضي قرى بيت حنينا وحزما وتكمل الحصار الشمالي مستعمرة نفيه يعقوب التي تشكل مساحة كبيرة من الحدود الشمالية.
وفي ظل انتفاضة الأقصى تم ربط المستعمرتين بطريق اقتطع من أراضي قرى بيت حنينا وشعفاط وقد تم افتتاح هذا الشارع لكي يستطيع المستعمرون الوصول إلى القدس دون المرور بالمناطق العربية.. أما المستعمرة الثالثة التي يسعى الاحتلال إلى ربطها بالمدينة المقدسة فهي مستوطنة بزغات زئيف وتشكل جزءا من الحدود الشمالية الغربية للمدينة وربطت بالقدس ضمن طريق يسمى طريق النبي صمويل أو طريق الرادار ويحيط بالقدس كذلك عدة مستعمرات منها مستعمرة جيلو التي تفصلها عن مدينة بيت لحم أما جنوب القدس فهناك المستوطنة المسماة هارحوماة المقامة على أراضي جبل أبو غنيم.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الرئيسية]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىmis@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved