Sunday 27th January,200210713العددالأحد 13 ,ذو القعدة 1422

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

الحرب ضد الإرهاب وتداعياتها
لا رسائل أمريكية لعرفات وتعليق مهمة زيني
رايس : الكرة في ملعب عرفات وعليه بذل المزيد من الجهود لمحاربة «الإرهاب» لتفادي تدهور علاقاته مع واشنطن

* أبوظبي غزة عمان الوكالات:
حثت كوندوليزا رايس مستشارة الأمن القومي للرئيس الامريكي جورج بوش أمس السبت الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات على بذل المزيد من الجهود في مكافحة الإرهاب لتفادي تدهور علاقاته مع الولايات المتحدة فيما أعربت السلطة الفلسطينية عن أسفها للضغوط الأمريكية وبصفة خاصة اتهام الرئيس الأمريكي لعرفات بأنه يعزز الإرهاب.
وقالت رايس لشبكة أبوظبي الفضائية «إننا في مرحلة تفرض على الرئيس عرفات أن يتخذ اجراءات ضد الإرهاب (...) واستئصاله من السلطة الفلسطينية».
ودعت عرفات إلى «إحالة المسؤولين» عن الهجمات المناهضة لإسرائيل إلى «القضاء» واعتبرت أن «اتفاقات أوسلو لا تتطابق مع الإرهاب وتهريب الأسلحة ونشاطات حماس وحزب الله (...) أو نفوذ إيران التي تدعم الإرهاب» على حد زعمها.
وفي رد على سؤال حول احتمال قطع العلاقات مع السلطة الفلسطينية اعتبرت رايس أن الكرة في ملعب عرفات.
وقالت «إن المسألة لا تكمن فيما يجب أن تفعله الولايات المتحدة ولكن فيما يجب أن يفعله عرفات، وهو يعرف ما يجب عليه أن يفعل».
وأكدت رايس «أن موقف السلطة الفلسطينية ليس مطابقا للتعهدات التي قطعتها، إننا نعتبر أن عرفات لم يبذل كل ما في وسعه لاستئصال الإرهاب».
وخلصت المستشارة الرئاسية إلى القول «لسنا نطلب منه نتائج مائة بالمائة في مكافحة الإرهاب بل أن يبذل كل جهوده، وسنتحرك خطوة تلو الأخرى، في إشارة إلى العقوبات الدبلوماسية المحتملة على عرفات».
واتهم الرئيس بوش الجمعة ياسر عرفات ب «تعزيز» الإرهاب وأعرب عن «خيبته الكبيرة» حيال الرئيس الفلسطيني بينما أكد وزير الخارجية كولن باول أن الولايات المتحدة تنظر في «مجموعة من الخيارات» الدبلوماسية والسياسية لمعاقبة الرئيس عرفات إن لم يعمد إلى خفض العنف.
وفي هذه الأجواء المواتية لها هددت إسرائيل بضرب أهداف فلسطينية مالم تعمل السلطة الفلسطينية ما وصفته ب «المطلوب منها» من أجل وضع حد لما سمته «إطلاق قذائف الهاون والقذائف الصاروخية وإحباط العمليات التخريبية».
وزعم المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي أن الغارات التي قامت بها الطائرات الاسرائيلية من طراز «اف 16» الليلة قبل الماضية على مدينتى طولكرم وغزة جاءت ردا على ما وصفه ب «العملية التخريبية الانتحارية» في تل ابيب أول أمس.
ومن ناحية ثانية قال راديو إسرائيل إن الرئيس الأمريكي جورج بوش قرر في ختام مشاوراته مع معاونيه لشؤون الأمن القومي تعليق مهمة المبعوث الأمريكي الخاص إلى المنطقة الجنرال انتوني زيني وعدم نقل رسائل أخرى إلى الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات وكذلك تشديد لهجة التصريحات الأمريكية تجاه عرفات والسلطة الفلسطينية.
وكان ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن حسن عبد الرحمن أعرب عن أسفه أول أمس للتصريحات التي أدلى بها الرئيس الامريكي جورج بوش.
واتهم فيها الرئيس الفلسطينى ياسر عرفات بتعزيز الإرهاب معتبرا أن هذا الامر هو انحياز كامل لمواقف إسرائيل.
وقال عبد الرحمن في حديث من واشنطن مع شبكة الجزيرة الفضائية القطرية نحن نأسف لهذا الموقف الامريكي الذي يعبر عن انحياز كامل لوجهة النظر الاسرائيلية.
وأضاف لسوء الحظ أن الادارة الامريكية تتجاوب مع اللوبي الاسرائيلي ومع أنصار إسرائيل ومع العناصر المتطرفة داخل الإدارة التي تدفع باتجاه التصعيد وليس العكس .
وأوضح أن السلطة الفلسطينية كانت تتوقع من الرئيس بوش أن يعطي اهتماما للجرائم التي تقوم بها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني حتى يكون هناك مصداقية لوجهة النظر الامريكية.
وطالب ممثل منظمة التحرير الإدارة الامريكية بالاهتمام بأوضاع الشرق الاوسط من أجل خفض العنف مؤكدا أن مثل هذه التصريحات لا تخدم هدف التهدئة بل على العكس تشجع حكومة شارون على مواصلة جرائمها ضد الشعب الفلسطيني وتتعنت أكثر في مواقفها.. وأكد أن الولايات المتحدة اذا كانت تريد أن تتبنى مشروع شارون الذي يدعو إلى نسف عملية السلام فمعنى ذلك انها تؤيد خيار العنف والتوتر بدل خيار السلام .
ومن جانبها دعت القيادة الفلسطينية الفلسطينيين إلى وقف إطلاق النار بشكل شامل ووقف العمليات ضد إسرائيل والاسرائيليين مؤكدة أن هذه العمليات «لا تخدم قضيتنا الفلسطينية».
وقالت القيادة في بيان بعد اجتماعها الاسبوعي في مقر الرئاسة برام الله بالضفة الغربية بحضور أعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير والوزراء إنه «في هذا الظرف الدقيق حيث تشتد المؤامرة وتكالب المتآمرون ضد شعبنا تدعو القيادة الجميع إلى وقف اطلاق النار بشكل شامل ووقف العمليات ضد إسرائيل والاسرائيليين والتي لا تخدم قضيتنا الوطنية بأي حال من الأحوال».
وجددت القيادة في البيان الذي بثته وكالة الانباء الفلسطينية الرسمية «إدانتها للعنف ضد المدنيين الاسرائيليين والفلسطينيين على مبدأ رفض المساس بالمدنيين وتجنيبهم خطر أية مواجهة مهما كانت الأسباب والذرائع».
وأكدت أنها «اتخذت إجراءات أمنية على الارض وكذلك اجراءات قانونية وسياسية ضد الأفراد والقوى التي قامت أو تعتمد المساس بالمدنيين وأن القيادة لم ولن تتساهل أو تغض الطرف عن أية مجموعات متورطة في العمليات ضد المدنيين».
وطالبت القيادة الفلسطينية المجتمع الدولي والولايات المتحدة «أن يطلبوا من إسرائيل وقف تصعيدها العسكري واغتيالاتها وتدميرها للشعب الفلسطيني وإعادة أموالنا المحجوزة لديها».
وأشارت القيادة إلى «مواصلة حكومة شارون لسياسة الاغتيالات والحصار والتطويق والتصعيد العسكري والأمني وإصابة الأعداد الكبيرة من شعبنا بين جرحى وشهداء يوميا ومحاصرة وتطويق مقر الرئاسة بهدف شل قدرة القيادة على العمل على الصعيد الوطني والدولي».
واعتبرت القيادة «الهجمة الشاملة على شعبنا وقيادتنا حلقة خطيرة في سلسلة العدوان الاسرائيلي على مدى 17 شهرا لتقويض اتفاقات أوسلو برمتها وتقويض السلطة الوطنية وإعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل اتفاق أوسلو وقيام السلطة الوطنية وإطلاق العنان للاحتلال والاستيطان للقضاء على الوجود الفلسطيني في وطنه وتهويده واستيطانه والقضاء على حلم وهدف شعبنا في إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف».
وأضاف البيان أنه «أمام ارتفاع نبرة بعض الأصوات الامريكية والدولية التي تطالب القيادة الفلسطينية بعمل المستحيل لتثبيت وقف النار ووقف العنف والمواجهات وهي تحت الحصار والتطويق الشامل من الدبابات والطائرات والوحدات الخاصة الاسرائيلية تؤكد القيادة أن الواقع والمنطق يقول إنه لا بد أولا من رفع الحصار المفروض على القيادة وسحب الدبابات من حول مقر الرئاسة والمدن وكذلك استئناف الاجتماعات الأمنية الثلاثية وعودة الجنرال (انتوني) زيني».
وأوضحت القيادة «أن هذا التوجه الصادق من قبل الإدارة الامريكية والاتحاد الاوروبي وروسيا الاتحادية والأمم المتحدة يمكن خلال 24 ساعة فقط أن يثبت وقف إطلاق النار ووقف المواجهة الراهنة».

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الرئيسية]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىmis@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved