Sunday 27th January,200210713العددالأحد 13 ,ذو القعدة 1422

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

رجل عظيم فقدناه

جمعتني بالشيخ محمد بن إبراهيم بن جبير جيرة ومحبة لأكثر من عشر سنوات.. كنت أراه فيها في مسجده القريب من بيته ولقد لمست حنانه ولطفه ورقة قلبه منذ اليوم الأول الذي تعرفت عليه فيه، لقد كان كالوالد لمن هو في سن أبنائه والأخ لمن هو في سنه بل ربما تواضع عن ذلك.. فقد كان يسألني عن خالي اللواء المتقاعد علي زين العابدين وسنه قريبة من سن الشيخ ابن جبير كيف حال العم علي وما هي أخباره.
كنا نجلس معه في مسجده نستمع إلى المواعظ يلقيها الإمام.. وكان الإمام يتحدث يوما عن الظلم وذكر قول الحق تعالى: (ألا لعنة الله على الظالمين) وإذا بالشيخ محمد بن جبير رحمه الله ينتفض في مكانه إيما انتفاضة وتدمع عيناه ويستجير بالله من الظلم والظالمين.
كان يشفع لمن يعرف ومن لا يعرف شفاعة حسنة ولا يتأفف ولا يغضب من إلحاح ذوي الحاجات في طلب شفاعته لهم.. بل إن من أهم مميزات الشيخ محمد رحمه الله أنه كان يتابع من شفع لهم.. فقد رجاه أحد جيرانه في شفاعة حسنة.. وعلمت كيف اجتهد له في أمره وأخذ يسأله بين الفينة والأخرى إن كانت حاجته قد قضيت!.
كان آخر لقاء جمعني به العام الماضي عندما زارنا معاليه رحمه الله مع كوكبة من مجلس الشورى في مشروع إسكان الحجاج بمنى وقد كنت أجوب المشروع معه يمنة ويسرة وكان أعضاء المجلس يخافون عليه من الإرهاق والتعب ويطلبون مني بين موقع وآخر أن أكف عن اطلاعه على المزيد من جوانب المشروع المختلفة لحالته الصحية.. وكان يقول لهم دعوا الأخ حبيب فإنه يريد أن يطلعني على كل شيء.
لقد لمست في ذلك اليوم مدى المحبة التي امتلكها هذا الرجل في قلوب رجال الشورى على اختلاف ثقافاتهم ووجهاتهم وكانوا يخشون عليه كما يخشون على أحب الناس إليهم وكان هو بحق رجل رجاله!.
لقد جمع هذا الرجل بين تواضع العالم الجم وحنان القائد الفذ ونبل الخلق الكريم.
وبهذا فقدت الأمة في بلادنا رجلاً فذا جمع من الصفات ما يندر جمعه في الرجال في هذا الزمان، نسأل العلي الكبير أن يعوض ولاة أمورنا وبلادنا خيراً بعد فقده وأن يجبرنا وأهل الفقيد في مصابنا وأن يجعل أولاده الكرام خير خلف لخير سلف وأن يُسكن الفقيد الفردوس الأعلى و«إنا لله وإنا إليه راجعون».

د. م حبيب زين العابدين
وكيل الوزارة لشؤون الأشغال العامة

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الرئيسية]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىmis@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved