نظراً إلى التوسع الكبير الذي يشهده القطاعان الخاص والعام في المملكة وخصوصاً في الفترة الأخيرة،
حيث توافق ذلك مع عملية السعودة، فقد ظهرت على السطح إشكاليات يجب استباقها بالمعالجة الوقائية قبل حصولها، ومن تلك الإشكاليات والمهام الجديدة عملية الأمن والسلامة في تلك المؤسسات والمنشآت، وهي عملية ليست بالهيّنة وإنما هي عملية كبيرة وأساسية، ففيها حماية لحقوق الناس ومصالحهم وأرزاقهم وأرواحهم وأعراضهم، ومن هنا نشأت خطورتها وأهميتها التي لا غنى عنها.
لقد وضعت المؤسسات والهيئات والمصانع وغيرها وسائل لحماية أنفسها سواء بطريقة بشرية أو إلكترونية أو كليهما معاً، وهي محقة في ذلك، فالأمر مهم وكبير، ولكن في الحقيقة هناك حاجة للتدريب قبل التعيين وذلك عن طريق معاهد متخصصة،
ولا يمكن أن يعين أحد في تلك الوظائف إلا ويكون مؤهلاً علمياً وعملياً، والاستفادة أيضاً من بعض الضباط وصف الضباط المتقاعدين، الذين لهم باع طويل في هذه الخدمة، بل يجب رسم برنامج تدريبي سليم وقويم للعاملين في الأمن والسلامة من قبل «الأمن العام» أو من خلال خبراء أكاديمية الأمير نايف للعلوم الأمنية والتدريب.
لقد رأيت واطلعت على نماذج من العناصر الداخلة في عملية الحماية الأمنية للمنشآت لا تصلح لأن تؤمَن على شيء، فما بالك بائتمانها على أرواح وأرزاق البشر، فبعضهم نصابون وبعضهم كاذبون وبعضهم مخادعون، عدا الصفات الجسدية التي تدلت كروشها وتثاقلت حركتها،
مع انعدام المهارات الأمنية من رهافة الحس الأمني وسرعة البديهة واليقظة والجدية وحسن التصرف في مهمته بما لا يعيق المستفيدين من المنشأة... إلخ.
الأمر خطير وأساسي ولا بد من وضع نظام خاص لذلك، وقوانين تنظم هذه العملية سواء من ناحية صحة رجل الأمن هذا أو من ناحية ثقافته ونوعية عمله، وكذلك أيضاً جنسيته وهويته وغير ذلك من النواحي المهمة وخصوصاً ناحية العلاقات الاجتماعية والتعامل الاجتماعي، وباختصار شديد لا يمكن أن نجد أفضل من شخص التزم الإسلام منهجاً، فإذا وجدنا هؤلاء فلنشدَّ عليهم بالنواجذ... والله ولي التوفيق.
| 