Sunday 27th January,200210713العددالأحد 13 ,ذو القعدة 1422

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

رسالة لم يحملها البريد
المرأة وكرنفال التراث
وسيلة محمود الحلبي

وأتى المهرجان الوطني السابع عشر للتراث والثقافة (الجنادرية) حيث ينضح زهر الخزامى، وتكتمل عيون الصبايا، وتفوح رائحة العطر والورد والفل والكادي.. حين نتذكر الآباء والأجداد. في الجنادرية تتشابك الآيادي.. وتزغرد النفوس، في عرس الجنادرية الأمسيات، والندوات، والمحاضرات، والتراث الهوية الوطنية في الجنادرية يزدهر عبق الماضي الندي ليعانق زهو الحاضر. في الجنادرية ترد المرأة أنفاسها وهي تشاهد التراث على أرض الجنادرية العذراء، حيث تلتقي الأنفاس وتتزاحم ملتهفة لرؤية التراث ففي الجنادرية تشرئب القصيدة لتلامس هامة هذا الوطن وترابه، واليوم تؤكد المرأة حرصها على المشاركة وتصافح أرض الجنادرية وتؤكد حقيقة هامة وهي أن أمة بلا تراث هي أمة بلا تاريخ ولا حضارة.
اليوم تغزل المرأة للجنادرية ثوب زفافها، لتبقى مكان عروس الأصالة، مهرها كلمة حق ينطلق بها الشعراء والكتاب الذين لم تزل ذكريات الماضي وعبقه المشرف هي نبض عروقهم، واليوم ترفع المرأة رأسها وتمد يدها لتصافح التاريخ بحرارة، واليوم ترضع أطفالها من نهيل هذا التراث العظيم.. فخورة بما قدمه الأجداد.. وبتنهيدة حارقة تخرج من الأفئدة لتقول: إنه تراثنا.. انه ماضينا، انه حاضرنا لا.. بل هو ملحمة هذا الوطن الحبيب، وعقده اللؤلؤي المنظوم، هذه هي الجنادرية، وهذا هو كرنفال المرأة.. فالمهرجان الوطني للتراث والثقافة ليس نافذة على التاريخ فحسب بل ان مكونات القرية الشعبية ونشاطات المهرجان التي تقام بالقرية والأجنحة تمثل علامات مضيئة تسترشد بها الأمة في سيرها نحو آفاق العصر القادم.. وما السوق الشعبي إلا رسالة مهمة للجيل الجديد ليعرفوا أن أجدادهم وآباءهم قد صنعوا ملحمة رائعة في الكفاح والمثابرة والصبر.. وتوسيع دائرة الاهتمام بالفكر والثقافة للحفاظ على البيئة المحلية بما تحمله من دروس وتجارب.
وها هي المرأة في هذا الكرنفال العظيم قد حققت وجوداً منقطع النظير.. ندوات ثقافية ، محاضرات، أمسيات شعرية الألعاب الشعبية على أرض الواقع.. الحرف اليدوية النسائية، الصالة الثقافية والاهتمام بنشاط الأطفال.. الفنون التشكيلية.. الاهتمام بالفنان الخاصة ومشاركتهم في المهرجان.
كل هذا تقوم به ابنة هذا البلد الطيب.. أرض الملاحم الوطنية الرائعة.
وكيف لا.. وهي تشكل منظومة عقيق وزمرد على أرض الجنادرية لمشاركتها الفعالة في الأنشطة.
ان هذه الشجون المسطرة سببها الجنادرية التي تؤكد كل عام أن هذه البيئة غنية بخاماتها وحرمتها ومهنها وعاداتها وغنية برجالها ونسائها. فها هو التاريخ يعيد نفسه من خلالك يا جنادرية وها هو التاريخ يشدو بمحبة الشمل ليكون وساماً نفخر به دائماً في واقع النهضة والتطور.
وبعد:
ينضح زهر الخزامى بذكراك يا جنادرية
وتكتمل عيون الصبايا والحور البربرية
وتفوح رائحتك العطرة الزكية.
في عرسك.. عرس الثقافة والتراث يا جنادرية..
وعدت ثانية رافعة الرأس أبيّة
وعاد عرسك.. أهلك
يزفونك بفستانك الزاهي وألوانه البهية
ندواتك.. أمسياتك.. محاضراتك الأدبية
تراثك.. عنوان فخرك في كل أمسيَّة
إنه عرس الثقافة والتراث بالجنادرية.
لحظة دفء
لا توجد في العالم وسادة أنعم من حضن الأم
ولا وردة أجمل من ثغرها
والوطن.. هو الهوية.. وهو الأم بلا تردد

ص.ب 4077990 الرياض 11511

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الرئيسية]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىmis@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved