Sunday 27th January,200210713العددالأحد 13 ,ذو القعدة 1422

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

جداول
فصل في تفسير الأحلام..!
حمد بن عبدالله القاضي

** قُدِّر لي أن أستمع إلى شريط يحمل تفسيراً لأحلام عشرات من الناس..!
ولقد توقفت طويلاً ومحتاراً أمام هذه التفاسير للأحلام التي تفتَّق عنها عقل وحديث هذا المفسِّر مع أن بعض الأحلام لاتحمل أية دلالات على مافسرها به.
لقد أُلقيت على مفسر الأحلام عشرات الأحلام وكلها تتعلق بالمستقبل والغيب، والعجيب ماشاء الله عليه انه أحياناً يفسّر الأحلام قبل أن يكْمل «الحالم» رواية حلمه..!
وأمر آخر أن «المفسِّر» وفقه الله يفسِّر الأحلام بطريقة عجيبة فلا تجد أدنى إشارة للحلم على ما فسَّر به هذا الحلم، فهذه سوف تتزوج، وهذا سوف يطلِّق، هذا سوف يسافر، وهذا سوف يقيم الخ..
إنني أتمنى لو التقيت هؤلاء الذين فسر لهم هذا «الرجل» أحلامهم هل تحقق وصدق شيء منها..!
إن تفسير «الأحلام» عمل عظيم ومهم وله شروطه ومن الصعب التصدي له من كل أحد بل من الصعب التهاون به، وحمل «تفسير الأحلام» أحياناً على محمل الهزل أكثر من الجد..!
إنني أخشى أن هؤلاء من الذين تُفسّر لهم «أحلامهم» خطأ أن يكونوا «توهَّقوا» بزواج أو طلاق أو سفر أو عمل أو دواء، وأغلب الأحلام تدور حول هذه القضايا الحياتية المهمة التي هي علم الغيب ولا يعلم الغيب إلا الله.
إنني أدعو كبار علمائنا الأجلاء إلى أن يلتفتوا إلى هذه «الموضة الجديدة» في تفسير الأحلام التي بدأ يتصدى لها من لديه علم أو حلم وهم الأكثر..!
إن مسألة تفسير الأحلام خطيرة وبخاصة إذا كان المفسِّر لها يرى أنه ينطلق فيها من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.. ولهذا قد يكون ضررها على الناس وعلى الدعوة إلى الله كبيراً يطال ديننا الحنيف، لأن من يفسرون الأحلام ينطلقون من منطلق ديني وروحي وهم عند تأويلهم للرؤيا لا يفرقون وقتها بين الأحلام التي تستحق التفسير، وبين أضغاث الأحلام التي يحْسن صرف النظر عنها.
العفو عن القصاص بين الأجر والأجرة
** أتوق ألا تتحول مسألة.. «الديات» إلى تجارة أو وسيلة للحصول على أكبر قدر من المال.
لقد أصبحنا نقرأ ما بين فترة وأخرى أن عائلة ذلك المجني عليه قد تنازلت عن القصاص، وهذا أمر رائع تشكر وتثاب عليه، لكن من غير اللائق أن يصاحب ذلك العفو اشتراط دفع أسرة الجاني مبالغ تصل إلى ملايين الريالات. وقد انتشر هذا الأمر كثيراً مع الأسف.
إننا أصبحنا نرى كثيرا ممن يدورون على أهل الخير لجمع المبالغ الطائلة التي اشترطها أهل المجني عليه وذلك لإنقاذ نفس قريبهم..!
إن المفترض عندما يعفو أهل المجني عليه فإما أن يكون لوجه الله وابتغاءً للأجر، ولا مانع من أخذ الدية الشرعية.
أما أن يطلبوا أضعاف أضعاف هذه الدية ويُحرجوا أهل الجاني الذين يريقون دماء وجوههم وهم معذورون من أجل الحصول على المبلغ المطلوب الذي باع به أهل المجني عليه فقيدهم.
ولكم يؤلمنا عندما نرى أفراد أسر كريمة تحولوا إلى متسولين من أجل الحصول على مبلغ الدية الفلكي..!
ولا أدري ما الحكم الشرعي في زيادة مبلغ الدية عن المبلغ المحدد شرعاً..!
إننا لانريد أن يتحول العفو من غاية الأجر إلى هدف الأجرة.
إنني أدعو مع أخي الكاتب القدير محمد الحساني الذي تطرق قبل فترة في صحيفة «عكاظ» إلى موضوع المتاجرة عند التنازل عن القصاص وطالب بالحد من هذه الظاهرة الطمعية..!
قد مرت عليّ مواقف كثيرة رأيت فيها أن أهالي المجني عليه يطلبون «دية» تصل إلى خمسة وستة ملايين ريال وأكثر، وتجد أهل الجاني يركضون الليل والنهار وبخاصة إذا كانت ظروفهم المادية متواضعة يجمعون الريال على الريال من أجل عتق رقبة قريبهم من القصاص.
ترى..!
هل اصبحت المادة أهم لدى أهالي المجني عليهم مما عند الله من «أجر العفو» يوم لاينفع مال ولا بنون..! «فمن عفا وأصلح فأجره على الله إنه لايحب الظالمين» سورة الشورى الآية 40
ثم هل هذه الملايين التي طلبوها دية لفقيدهم هل سوف تنسيهم فقيدهم.
إن الذي يخفف عنهم الحزن على فقيدهم هو إحساسهم أنهم عفوا من أجل ماعند الله لهم ولفقيدهم.
تباً..!
للمادة عندما تشوه القيم، وتضحى غاية للشيم لا وسيلة إليها..!
** آخر الجداول
للشاعر محمد المشعان رحمه الله :


«أيا نفس إن العيش ما طال زائل
وكل إلى حضن البسيطة عائد
وما من فتي إلا ملاق حسابه
وما منهم إلا على النار وارد
وتفزع نفسي والجوى يطرد الهوى
وتعول ألحاني وتبكي القصائد..!»

أجل..تسويق السياحة
** أشكر باسمي وباسم ضادنا الجميلة الهيئة العليا للسياحة في استخدامها مصطلح «تسويق السياحة» بدلاً من مصطلح «ترويج السياحة».
لقد كنت كتبت عن هذه الملاحظة واقترحت مصطلح «تسويق السياحة» بدلاً من ترويجها لأن الترويج يرتبط بأمور غير محمودة.. بينما السياحة التي تدعو لها الهيئة أمر محمود وعمل وطني مرغوب.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الرئيسية]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىmis@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved