Sunday 27th January,200210713العددالأحد 13 ,ذو القعدة 1422

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

نوافذ
أوبريت الجنادرية
أميمة الخميس

يعتبر أوبريت الجنادرية أحد أهم الواجهات التي يقوم عليها هذا المهرجان، نظراً لأنه يختصر الكلمة الشعرية واللحن والأداء الدرامي والفلكلور الشعبي وهو البوابة الاولى التي يلج من خلالها ضيوف الجنادرية اليها.
وإن كان أوبريت هذا العام جنادرية «17» قد اتخذ له طابعاً قومياً، وجاء بعنوان «أمة العرب» الا ان هذا التوجه الجميل، لم يرمم الكثير من الثغرات والتعثرات التي صاحبت أوبريت «17» فالرقصات التعبيرية المصاحبة تراوحت بين «رقصة الدراويش والدبكة» وبما ان الدبكة عادة تقوم على اداء ثنائي بين رجل وامرأة جاءت الرقصات عرجاء وباهتة ومحتشدة بالحركات المكرورة العشوائية التي تفتقد البعد التعبيري والابداعي ولا أدري ما سبب الاستعانة بفرقة أرونينا الراقصة، بينما العشرات من فرقنا المحلية والفلكلورية التي من الممكن ان تؤجج الاداء التعبيري الى أقصاه، حبيسة المستودعات والغبار والنسيان المهمل.
وإن كنا نترقب الرؤية الفنية التي وسم بها المخرج «أنزور» مقدمة الأوبريت بها، فإننا لم نشاهد سوى خلفية المشاهد التي كانت عبارة عن صور تجميعية من مختلف أقطار العالم العربي والإسلامي بصورة عشوائية مطعمة بأعلام الدول العربية دون أن تحمل في طياتها مجهودا فنيا يحملها الى مستوى ما نتوقعه من المهرجان ومن مخرج «استجلب» من الخارج خصيصاً لإضفاء لمسة من التفرد والاختلاف، على حين ان هذا الإخراج التجميعي من الممكن أن يقوم به مهندس إضاءة ماهر، ولعل المفارقة تظهر من خلال عدم توافق تلك الخلفية مع الاداء احيانا فحين كان محمد عبده يصدح «أنااااا عربي» كان مسجد تاج محل يبرق في خلفية المشهد.
ولا أدري ماسبب الاصرار على توظيف شعار الجامعة العربية كخلفية، وعدم صياغة «جرافيك» عربي خاص كرمز للأوبريت، ولماذا اختار المخرج هذا الرمز الهزيل الذي يذكر العرب دائما بمكان فرقتهم وتشاحنهم السياسي والمكان الذي اتفقوا فيه على ألا يتفقوا.
جميل ان يطعم أوبريت الجنادرية بأصوات عربية لأن هوية الأوبريت «أمة العرب» بتلك الكلمات الشعرية النابضة والمتوقدة لقصيدة د. القصيبي، ولكن هذا لايجب ان يجعلنا نغفل عن الخصوصية المحلية للمهرجان، فلا يحتاج الى المخرج «أنزور» ليقدم لنا واجهات استعراضية تشبه حفلاً مدرسياً متقناً، مطعم بمشاهد مسلسل صلاح الدين كترسيخ للأنا المتخضمة لدى المخرج الذي يحاول أن يروج لأعماله فمشهد صلاح الدين في الأوبريت عبر عن دراما فاقعة وساذجة ومقحمة على السياق.
نجم الأوبريت كالعادة هذا العام وكل عام هو الفنان محمد عبده الذي أبدع أداء ولحنا وكان اللحن ينتقل بخفة ورشاقة مع أجزاء الأوبريت حيث برع الملحن في توظيف قلب الفلكلور الحجازي والنجدي والعراقي والعدني، بشكل عذب ومطور بتوزيع جديد.
الباقي ان نثق بأهل هذا المكان وإبداعهم بفنهم برؤيتهم الخاصة وحساسيتهم الفنية، ولا أود أن يتقاطع طرحي هذا مع طابع الأوبريت القومي، ولكن في مهرجان الجنادرية بالذات تقديم الأوبريت بصناعة محلية 100% هو.... أكبر نجاح، فهذه فرصة الفنان المحلي ليتطور، ليبدع، ليتحدى نفسه ويتفوق عليها.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الرئيسية]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىmis@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved