Friday 25th January,200210711العددالجمعة 11 ,ذو القعدة 1422

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

نقاط فوق الحروف
«التسويف القاتل»

من المعلوم لكل ذي لب أن الإنسان لم يخلق هملا ولم يترك سدى بل إن حكمة الله سبحانه وتعالى اقتضت خلق الجن والإنس لعبادته وحده لا شريك له حيث يقول جل وعلا في محكم تنزيله: {وّمّا خّلّقًتٍ پًجٌنَّ وّالإنسّ إلاَّ لٌيّعًبٍدٍونٌ} [الذاريات:56] وهذا الاستثناء في الآية الكريمة يدل دلالة واضحة لا لبس فيها ولا غموض بأن المهمة العظمى المرادة من الجن والإنس إنما هي عبادة الله تعالى دون سواه ولتحقيق هذه المهمة شاء العزيز الحكيم بعث الرسل وإنزال الكتب لئلا يكون للناس حجة بعد الرسل ولتكون البشارة والنذارة على ألسن الأنبياء عليهم السلام بالتبليغ والإرشاد والترغيب والترهيب، وحيث أن الرسول محمداً صلى الله عليه وسلم كان خاتم الأنبياء والمرسلين وكانت رسالته ودعوته عامة للبشرية كلها، لذا فلا دين بعد بعثته عليه الصلاة والسلام سوى الإسلام قال تعالى:{إنَّ پدٌَينّ عٌندّ پلَّهٌ الإسًلامٍ} [آل عمران: 19] وعليه فإن جميع الأديان قبله منسوخة بعده قال تعالى :{وّمّن يّبًتّغٌ غّيًرّ الإسًلامٌ دٌينْا فّلّن يٍقًبّلّ مٌنًهٍ وّهٍوّ فٌي الآخٌرّةٌ مٌنّ پًخّاسٌرٌينّ } [آل عمران: 85]
إذاً ومن هذا المنطلق التشريعي الحكيم نجدّ في التماس الطريق القويم الموصل إلى سعادة الدارين، نجاهد في قمع أنفسنا عما تهواه وهو مخالف لتعاليم الإسلام السمحة، نسعى لإثارة بصائرنا بما يحقق لنا رضا ربنا، نتخذ الشيطان عدوا لنا بعصيانه وعدم الخضوع له وبهذا نكون قد سلكنا الصراط المستقيم بمشيئة الله وتوفيقه؛ ولكن هل بعد هذا نحن معصومون من الوقوع في الزلل.. كلا فقد يقع البعض منا في حبائل إبليس وتوهينه نعوذ بالله منه ووسوسته وفي هذا الحال نكون بحاجة إلى وقفة فورية وقوية لصد هذا المكر السيء إلى وقفة شجاعة تعيدنا إلى رشدنا، وتمحو ما خالط قلوبنا، وعلق في نفوسنا من كدر ودرن..
هذه الوقفة هي ذاتها التوبة والإنابة هي التأسف والندم، هي الرجوع والخضوع والاستغفار حتى تعود صفحاتنا بيضاء نقية، وقلوبنا صافية مشرئبة بحب الإيمان قولاً وعملاً والتوبة هذه والعودة يجب أن تكون فورية لا تسويفية فحين يقع الخطأ من الإنسان المسلم عليه أن يبادر إلى إزالته ومحوه بالتوبة وطلب المغفرة والذكر وعدم تأجيل ذلك إلى غد فما تدري أخي كم هي أنفاسك الباقية في هذه الدنيا الفانية، وما يعلم ذلك إلا الله سبحانه وتعالى بل ان الاستغفار والتوبة والذكر مطلوبة في كل زمان ومكان حتى ولو لم يحدث من الإنسان ميل عن جادة الصواب والهدى حيث كان الرسول صلى الله عليه وسلم وهو المغفور له ما تقدم من ذنبه وما تأخر يتوب إلى الله في اليوم مائة مرة وفي رواية أكثر من سبعين مرة. فكيف بنا نحن المفرطين كيف بنا نحن المقصرين وما الجهد المبذول حين التسبيح والتهليل والاستغفار، فقط قلب حاضر ونفس نادمة خائفة وراجية.
اللهم أصلح قلوبنا واختم بالصالحات أعمالنا ولا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا واغفر لنا وارحمنا وارحم من له حق علينا.

محمد عبدالرحمن الغماس
إدارة المتابعة بالرئاسة العامة

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الرئيسية]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىmis@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved