المكرم رئيس التحرير .. تحية طيبة وبعد
لن يستطيع أي مجتمع مواجهة المشاكل والظواهر السلبية التي تحيط به الا من خلال الاعتراف بوجودها ومن ثم التفكير بالحلول الناجعة التي تمكنه من التغلب عليها وتجاوزها.ومجتمعنا الكريم كغيره من المجتمعات لا يخلو من بعض الظواهر السلبية التي بدأت تتضح للمتابع في الآونة الاخيرة، ولعل من اهمها ظاهرة العنوسة وهي ازدياد نسبة العانسات من بناتنا اللاتي تجاوزن الثلاثين من العمر ولم يحالفهن الحظ بالزواج لسبب او لاكثر.وقد حظيت هذه الظاهرة باهتمام الكثير من المثقفين والباحثين وحتى الاميين الذين يجهلون القراءة والكتابة، وكتبت الكثير من الابحاث، ووضعت الكثير من الدراسات التي ركزت على اسباب ظهور هذه الظاهرة وسلطت الاضواء على الطرق المثلى للقضاء عليها، حتى انه بامكاننا القول أن هذه الظاهرة قتلت من كثرة الابحاث والتحليل. ولكن هناك نقطة مهمة اريد التوقف عندها قليلاً ادعو غيري من الاخوان والاخوات للتفكير فيها والنظر إليها نظرة واقعية نابعة من العقل والبصيرة، فعند حديثنا عن ظاهرة العنوسة بشكل عام وعن الطرق المثلى الكفيلة بالقضاء عليها بشكل خاص الاحظ اننا نتجنب الحديث عن التعدد كوسيلة مهمة من وسائل التقليل من عدد منعدد العانسات في مجتمعا الكريم، ولا ادري ما السبب في ذلك، مع ان الجميع يعلم ان التعدد ليس محرما بل على العكس من ذلك فالله سبحانه وتعالى سمح بذلك كما جاء في كتابه العزيز قال تعالى {وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم ذلك أدنى ألا تعولوا} النساء آية 3، وهنا ندرك ان التعدد ليس محرما وليس عيبا بل مباح بشرط ان يحقق المعني فيه وهو الرجل العدل بين نسائه في المودة والاحترام النفقة.
وخلاصة القول انه لا سبيل للقضاء على ظاهرة العنوسة الا بالتعدد اولا ولا شيء غير، ولا يستطيع حل معضلة مجتمعنا الكريم الا التعدد فمن خلاله يتحقق ما يلي: 1 الامتثال لاوامر الدين. 2 القضاء على ظاهرة العنوسة. 3 الزيادة في عدد المواليد امتثالا لقول الرسول عليه الصلاة والسلام (تزوجوا الولود الودود فإني مكاثر بكم الامم يوم القيامة) او كما قال صلى الله عليه وسلم.
فايز عايد الطريخم هيئة المواصفات والمقاييس الرياض |