* إسلام آباد نيودلهي الوكالات:
رفضت باكستان أمس الثلاثاء بشدة اتهام الهند لها بالتورط في الهجوم الذي استهدف المركز الأميركي في مدينة كالكتا واعتبرت أن هذا الاتهام «لا يقوم على أي اساس» فيما نظر مراقبون للحادث على أنه بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير في إشارة إلى احتمال تعجيله بالحرب الشاملة بين البلدين بين الدولتين الجارتين.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الباكستانية عزيز أحمد خان في مؤتمر صحافي إن «باكستان تدين الإرهاب بكل أشكاله».
وكان أربعة مسلحين يستقلون دراجتين ناريتين فتحوا النار على المركز الأميركي ما أدى إلى مقتل ستة عناصر من الشرطة وإصابة عشرين شخصا بجروح.
وقد سارعت الهند إلى اتهام منظمة لم تذكرها بالاسم بالمسؤولية عن هذا الحادث وقالت إن لها علاقة بالاستخبارات العسكرية الباكستانية. هذا وقد أعلنت جماعتان إحداهما كشميرية تدعى «اتش يو جي اي» مسؤوليتهما عن الهجوم .
وذكرت شبكة تليفزيون «بي بي سي» البريطانية أن سلطات الأمن الهندية تقوم حاليا بعمليات تفتيش وجمع معلومات عن مرتكبي الحادث.
وأشارت إلى ارتفاع عدد ضحايا الهجوم إلى ستة أشخاص جميعهم من رجال الشرطة إلى جانب إصابة 16 آخرين ثلاثة منهم في حالة خطيرة. وكشفت الشبكة البريطانية نقلا عن رجال المخابرات الهندية أنهم حذروا القنصلية الامريكية في كلكتا من إمكانية وقوع هجوم منذ عامين تقريبا وذلك في أعقاب القبض على أحد المتشددين في المدينة.
تجدر الاشارة إلى أن الهند تتهم منظمتين كشميريتين تتخذان من باكستان مقرا لهما بتدبير عملية اقتحام مبنى البرلمان الهندي في الثالث عشر من شهر ديسمبر الماضي وأسفر عن مصرع أربعة عشر شخصا من بينهم المسلحون الخمسة الذين نفذوا الهجوم . وعقب الهجوم سارع دي سوامي وزير الدولة الهندي للشؤون الداخلية باتهام ما أسماها ب «الجماعات الجهادية» في باكستان بالمسؤولية عن حادث الهجوم وقال «إن الهجوم على المركز الامريكي في كلكتا يبدولأول وهلة أنه نشاط إرهابي توجد جذوره بين الجماعات الجهادية المتمركزة في باكستان» .. على حد تعبيره .
وزعم في مقابلة تليفزيونية أنه لا يوجد تغير فيما أسماها بسياسة باكستان الداعمة للإرهاب عبر الحدود رغم بيان الرئيس الباكستاني برويز مشرف بهذا الصدد في الثاني عشر من يناير .
وأضاف أن هذا الحادث جاء بمثابة تحذير لأجهزة الأمن الهندية حتى تعزز إجراءات القانون والنظام خاصة في ضوء الاحتفال بيوم الجمهورية في السادس والعشرين من الشهرالحالي.. وذكر أنه بالنظر إلى هذا الهجوم الأخير فإنه ستتم مراجعة الترتيبات التي اتخذت حتى الآن .
وقالت وكالة انباء يونايتد نيوز الهندية إنه تم وضع قوات الأمن حول السفارة الامريكية والمنشآت الامريكية الأخرى في العاصمة نيودلهي في حالة تأهب قصوى عقب الهجوم .
وصرح مسؤولون أمنيون بأنه تم تشديد الإجراءات الأمنية في السفارة وهيئة الاستعلامات والمؤسسة التعليمية والمدارس الامريكية ومقار سكنى مسؤولي السفارة الامريكية في العاصمة .
كما تم تحذير المواطنين الامريكيين الموجودين في البلاد فيما أصدرت الحكومة المركزية الهندية تعليمات إلى جميع حكومات الولايات بتوفير ترتيبات أمنية مناسبة حول جميع المنشآت الامريكية داخل حدودها.
وتم فرض إجراءات أمنية صارمة بالفعل في العاصمة قبيل الاحتفال بيوم الجمهورية في الهند المقرر يوم السبت القادم .. ويجرى نشر عدد أكبر من أفراد الامن حول المصالح الامريكية لصد أي تهديد محتمل .
وقالت الوكالة الهندية إنه تبين أن أربعة من الجرحى في حادث الهجوم على المركز الامريكي في حالة حرجة فيما لم يمكن على الفور تحديد هوية منفذي الهجوم .
الهند تتهم باكستان بالتورط في الهجوم على المركز الاميركي
وفي تطور لاحق أعلن وزير الداخلية الهندي ال.كي. ادفاني أن المنظمة التي أعلنت مسؤوليتها عن الهجوم على علاقة بأجهزة الاستخبارات العسكرية الباكستانية.
وأعلن ادفاني أن شرطة كلكتا تلقت اتصالا هاتفيا من دبي يعلن تبني إحدى المنظمات الهجوم وهي سبق أن خطفت رجل أعمال هنديا في كلكتا.
وأضاف الوزير «طلبت من أجهزتي إبلاغي بما حصل مع الاشخاص المتورطين في عملية الخطف.. فقالوا لي على الفور إنها منظمة مرتبطة ب «اي اس اي» في إشارة إلى أجهزة الاستخبارات العسكرية الباكستانية.
ولم يكشف الوزير اسم المنظمة.
وكان رجلان مسلحان يستقلان دراجة نارية فتحا النار صباح الثلاثاء على المركز الاميركي في كالكوتا مما أدى إلى مقتل أربعة عناصر من الشرطة الهندية وإصابة عشرين شخصا بجروح.
ودان وزير المالية ياشوانت سينها على الفور العملية واصفا اياها «بالإرهاب الدنيء».
من جهته قال مدير الشرطة في كالكوتا سوجوي شاكرابورتي أن ما حصل هو «قطعا هجوم إرهابي قام به إرهابيون ضد المركز الاميركي» موضحا أن المهاجمين تمكنا من الفرار.
الا أن الملحق الصحافي للسفارة الاميركية في نيودلهي غوردون داغيد أعلن انه ليس على علم بأي تبن.
وأشارت شبكة «ستار نيوز» التلفزيونية إلى تبني العملية، على حد قوله، من طرف مجموعة حركة الجهاد الإسلامي التابعة لحركة المجاهدين، وهي مجموعة إسلامية تتخذ من باكستان مقرا لها.
ويجيء هذا الهجوم ليصب المزيد من الزيت على نيران التوتر المتأججة أصلا بين البلدين.
وكانت الهند هددت بشن الحرب على باكستان إثر الاعتداء على البرلمان الهندي في نيودلهي والذي نسبته إلى مجموعات وصفتها بالإرهابية وقالت انها تتخذ من باكستان مقرا لها وتنشط من أجل تحرير المنطقة الهندية في مقاطعة كشمير المقسمة.
وكان مصدر مسؤول في باكستان قال في وقت سابق وقبل هذا الهجوم إن بلاده طلبت من الهند أن تأخذ المبادرة لاستئناف الحوار معتبرة انها أظهرت رغبتها في إحلال السلام بين البلدين .
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن المصدرالذي طلب عدم الكشف عن هويته قوله إن باكستان لن تلبى طلب الهند تسليمها عشرين شخصا تشتبه في انهم إرهابيون طالما لم توافق الهند على التفاوض حول هذه المسألة.
وأوضح المصدر نفسه أن بلاده لن تقبل بأي تحرك آخر أكثر مما قامت به مشيرا إلى أن الدور قائم حاليا على الهند كي تتحرك وتبرهن للعالم أنها جادة في موضوع إقامة حوار وعملية سلام مع باكستان.
|