«لَكِ يا منازلُ في القلوب منازلُ أقفرتِ أنْتِ وهنَّ منكِ أواهلُ» |
حين تدفعك ظروف استثنائية مختلفة إلى الدخول في عمل جماعي ما.. وحين تدخل هذا العمل متردداً على وجل، ما بين رغبة ملحة وما بين رغبة معاكسة تغريك بعدم الدخول لأكثر من سبب!! إلا أنك تستجيب لنداء التجربة المختلفة ورغبة الأصوات الجميلة التي تحسن الظن بك.. طوال الوقت كنت في حالة من التعب والاستغراق الذي يستنزف آخر قطرة من أحاسيسك ومشاعرك وتفكيرك.. نسيت الكثير وتركت خلفك الكثير ولا وقت سوى لتلك الأعمال المستجدة المحتشدة.. لا وقت سوى للإعداد لأمر قادم لا بد لك من تكريس كافة جهودك لأجله.
ولأنك إنسان ولأن لك قلباً يخفق لكلِّ همسة جميلة ولمسة إنسانية وصحبة لا تهون.. هنا تأتي تلك الوجوه التي تحيط بك ويكون لها مكان سحيق ما بين القلب والذاكرة..
تتساءل أحقاً سوف تأتي أيام قادمة دون أن تمطرك هذه الأصوات.. دون أن تصافحك هذه الوجوه..؟!
أي سرٍّ ذاك الذي يتفجّر له ذلك الحزن في أعماقك.. ألأنك تغادر تلك الوجوه وهي تغادرك؟! ألأنك تغادر ذلك المكان الذي اعتدته وألفته وأصبح ذات لحظة قطعة منك وأصبحت جزءاً منه؟ أم أنك عدت إلى ذاتك تتأملها عن كثب وترى الأشياء واضحة جلية؟!
«تخلو الديارُ من الظِّباء وعنده
من كلِّ تابعةٍ خيالٌ خاذلُ»
حين تتضافر جهود مختلفة «مخلصة» لإنجاز عمل ما.. وحين تلتحم الأرواح والقلوب في سبيل الوصول إلى هدف أسمى.. تصبح النتيجة المتوقَّعة «قصة حب» قوامها الإنسان وطموحاته وأحلامه..
وأولاً وأخيراً تلك الأرواح الطيبة والقلوب الدافئة التي تحيط به.
|