Sunday 20th January,200210706العددالأحد 6 ,ذو القعدة 1422

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

وداعاً أيها الأب الحنون

لم يكن يدور بذهني أن تكون مشاهدتي لك مساء يوم الإثنين هي آخر مرة أشاهدك. لقد كنت بشوشاً في ذلك اليوم كما هي عادتك دائماً لقد كنت كما أنت في نشاطك وحيويتك تسأل عن الصغير والكبير عن الأحوال برغم حالتك الصحية التي لم تنسك من أحببتهم وأحبوك ولكن قضاء الله وقدره.
ففي صباح يوم الثلاثاء 24/10/1422 تلقينا خبر رحيلك عن هذه الدنيا إلى الدار الآخرة. لقد كان المصاب جللاً ولكن هذه نهاية كل حي على وجه الارض «كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام».
رحمك الله يا ابا عبدالرحمن وأسكنك فسيح جناته وأنعم الله عليك مع النبيين والصديقين والصالحين والشهداء انه سميع مجيب.
رحمك الله يامن قضيت عمرك التسعين عاماً في طاعة الله رحمك الله عدد ما ذكرته رحمك الله ياشيخ سليمان رحمك الله عدد ما تقدمت المصلين بجامع ضرماء طوال خمسين سنة رحمك الله عدد كل أذن سمعت خطبك بصلاة الجمعة والأعياد.
رحمك الله ياعميد أسرة الرضيان يامن لممت شملهم وقربت بعدهم.
رحمك الله يا ابا عبدالرحمن رحمك الله عدد الدموع التي ذرفت يوم وداعك.رحمك الله عدد دعاء المسلمين يوم فراقك رحمك الله عدد ذرات التراب التي دفنت قبرك.اللهم اجعل قبره روضة من رياض الجنة ياسميع الدعاء.
فقيدنا الغالي..
بكيناك كما لم نبك من قبل بكيناك عندما سمعنا برحليك وبكيناك عند تغسيلك وبكيناك عند تكفينك وبكيناك عند نقلك إلى المسجد. ولكننا أحسسنا بالغبطة تطفئ أحزان فراقك حين تدفقت جموع المصلين عليك حتى ضاقت بهم أرجاء المسجد وحين سمعنا دعاء المصلين وألسنتهم تلهج بالدعاء بأن يتغمدك الله بواسع رحمته وحين رأينا المتدافعين وراء نعشك الذين أبوا إلا أن يحملوا جثمانك من المسجد إلى المقبرة سيراً على الأقدام وحين لم نعرف المعزي من المعزى فكل واحد من أقاربك ومعارفك وجيرانك يحس بذات الحزن والألم ويتلقى التعازي بفقدانك الذي لن يغيب عنا وسوف تظل في قلوبنا بطيبتك وكرمك وعطفك ورحابة صدرك ودماثة خلقك. لقد كنت وفياً في مشاركة الناس أحزانهم وأفراحهم ولم شملهم وتفقد أحوالهم تسأل عن المحتاج لتمد له يد العون سباقا إلى كل خير.
عمي الغالي لقد عاصرناك طوال عمرنا فكنت الحنون العطوف على الصغير والكبير رحب الصدر تحب الخير للجميع تقضي حاجة السائل أحببت الناس وأحبوك فإلى جنة الخلد أيها العم الغالي وأحر التعازي لزوجتك الشاكرة الصابرة وأبنائك علي وعبدالرحمن ويوسف البررة الذين كانوا معك ولم يفارقوك لحظة وفقهم الله وأعانهم على فراقك.
وبناتك وأبنائهم وبناتهم الصابرين لقد خلفت لهم السمعة الحسنة والتربية الصالحة وتعازينا إلى جميع أسرتك الذي كنت لها الظل الظليل والأب الرؤوف الرحيم وأصدقائك ومعارفك وجيرانك الذين كل واحد منهم يعتبرك أحد أقاربه.
غفر الله لنا ولوالدينا ولك ولوالديك ولجميع المسلمين الأحياء منهم والميتين برحمتك يا ارحم الراحمين.
«إنا لله وإنا إليه راجعون»
والحمد لله على قضائه وقدره. ولا حول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
والحمد لله رب العالمين.

علي بن إبراهيم بن ناصر الرضيان - الرياض

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الرئيسية]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىmis@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved