Saturday 19th January,200210705العددالسبت 5 ,ذو القعدة 1422

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

مستعجل
عبدالرحمن بن سعد السماري
أحواض الزهور.. تتحول إلى مزابل..!!.

** جميل جداً.. أن يكون أمام أي عمارة جديدة مهما كان حجمها.. حوض كبير أو أحواض من الزهور.. أو ربما يتجاوز الأمر ذلك إلى حديقة صغيرة من الأشجار والزهور.. لتعطي شكلاً جمالياً رائعاً.. وكان ذلك الشرط الرائع أو تلك المبادرة الجميلة.. من أفضل الأشياء التي تعطي المنطقة شكلاً جمالياً جيداً..
** وهكذا تكون الأسواق التجارية أو المجمعات أو المراكز.. تجدها يحيط بها في مداخلها أحواض زهور جميلة.. وربما أيضاً.. نوافير جميلة..
** ولكن.. كيف يكون مستقبل هذه الأحواض الجميلة.. وما هي نهايتها.. هل ستتطور وتنمو وتصبح في المستقبل أكثر جمالاً؟! أم ستبقى على حالها دون تطوير أو تجديد؟!.
** وهل ستهمل وتموت وتبقى الأحواض فقط؟
** الأمر أبعد من ذلك كله.. فالأحواض تُهمل.. والزهور تذبل ثم تموت.. والأشجار تصفر وتتحول إلى أعواد.. والأحواض تتحول إلى أحواش لجمع المزابل والقمائم في شكل قبيح للغاية.. أو ربما تحولت إلى مستنقعات لمياه الأمطار والمياه الأخرى.. تاركة فوق ذلك.. رائحة كريهة.. وتاركة مجالاً لتنامي الحشرات والبعوض.. ومعطية منظراً في غاية السوء.. لما حول السوق أو المركز التجاري أو العمارة.
** هذه مع الأسف.. حال أكثر العمائر والأسواق والمراكز التجارية.. ولعلكم تلاحظون ذلك عن قرب.. وتدركون أن الوضع هو كما قلناه.. وربما كان الوضع أسوأ بقليل أو كثير.
** صاحب العمارة.. أو صاحب السوق.. أو صاحب المركز. عندما يقدم مخططاته وتصاميمه للبلدية.. فإن المشروع تحيط به الحدائق وأحواض الزهور والنوافير من كل اتجاه..
** وعندما تشاهد لوحة المشروع في بدايته.. تجذبك هذه الأشياء الجميلة حوله.. وتجزم أنك إزاء مشروع في منتهى الروعة.. حتى إذا مرّت سنة أو سنتان على بدء المشروع أو سكن العمارة.. شاهدت الأشياء الجميلة.. قد تحولت إلى أشياء قبيحة للغاية.. ومزعجة جداً.. وليتها بقيت مجرد أحواض ومكعبات فقط.. بل هي مجمع للنفايات أو أماكن تحل محل براميل القمامة.. والجميع كما هو معروف لا يعرف الحاوية أو البراميل .. بل يعرف هذه الأحواض فقط.
** يقولون.. إن أغلب أصحاب هذه المشاريع هم الذين يتعمدون هذه النقلة المشينة إلى الوراء.. إذ يمجرد حصوله على التصاريح وشهادات البلدية.. وشهادات المياه وسائر الشهادات المطلوبة.. يقوم بإحكام إغلاق المياه عن هذه الأحواض أو النوافير أو الحدائق الصغيرة ويجعلها تموت واقفة في يوم واحد.. فتتحول على الفور.. إلى مكان لإطفاء السجائر أولاً.. ثم مكان لتجميع معلبات المشروبات الغازية.. ثم تكبر المسألة حتى تصبح نائبة عن براميل القمامة وطفايات السجائر.
** إن البلدية.. مثلما هي تمنع إعطاء شهادة نهائية لأي مشروع.. ما لم يكن محاطاً بحدائق وأحواض زهور ونواح جمالية.. فإنها أيضاً.. مسؤولة عن استمرار وجود هذه الحدائق واستمرار الحياة فيها.. فالمسألة ليست مسألة شهادة أو رخصة تنتهي بموجبها العلاقة مع صاحب الملك.. بل إن دور البلدية.. مستمر في المتابعة والمراقبة.. والحفاظ على المظهر العام للشارع والمدينة والحي وكل المرافق على الدوام.. وليس أثناء البناء أو فور انتهائه فقط.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الرئيسية]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىmis@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved