| الريـاضيـة
* كتب عبدالكريم الجاسر:
فرض طابع مباريات الافتتاح نفسه على اللقاء الافتتاحي لخليجي «15» ليخرج منتخبنا متعادلاً مع شقيقه الكويتي بهدف لمثله.. تقدم منتخبنا بهدف لسامي الجابر في الدقيقة «16» من الشوط الأول ليخطف النجم الكويتي جاسم الهويدي هدف التعادل في الدقيقة الرابعة من الشوط الثاني بعد مواجهته للدعيع داخل المنطقة اثر هفوة دفاعية واضحة..
المباراة جاءت متوسطة المستوى من المنتخبين نجح خلالها المنتخب الكويتي ومدربه الألماني بيرتي فوجتس في تحقيق التعادل واهدار العديد من الفرص أمام المرمى السعودي.. فيما ساهم المدرب ناصر الجوهر في التفريط بفوز كان ممكناً لو أنه تدارك أخطاء التشكيل الذي بدأ به المباراة حين زج بالمحمدي أساسياً في لقاء أكبر من قدراته ثم أصر على استمراره حتى الدقيقة العشرين من الشوط الثاني.. وحين خرج ودخل الغامدي بدلاً منه تحولت دفة المباراة لصالح منتخبنا.. كما أنه أشرك مرزوق البعيد جداً عن مستواه خلال السنتين الماضيتين فضلاً عن اصرار الجوهر على اللعب في ملعبه وانتظار الخصم لتنفيذ الهجمات المرتدة.. وهذا لا يناسب فريقا يلعب على أرضه ويملك امكانات هجومية كبرى.. ولذلك كانت المبادرة دائماً في يد المنتخب الكويتي الأفضل بناء للهجمات وتنظيماً ورقابة وسط الميدان وتطبيق أسلوب الأداء المتوازن المدروس.
أداء منتخبنا بالأمس كان متوسطاً واعتمد على الألعاب الثنائية والثلاثية للأفراد وليس التحرك الجماعي للفريق..
وكانت الفرص المتاحة للاعبين محدودة أمام عدد كبير من الفرص الكويتية التي تصدى لها الدعيع ببراعة تامة.
نتيجة اللقاء جاءت عادلة للفريقين وأعطت الضوء الأخضر لبقية المنتخبات للمنافسة الفعلية على الصدارة منذ البداية..
سامي .. رجل المباراة الأول
المباراة
دخل الجوهر اللقاء بتشكيلة مكونة من الدعيع، الدوخي، خليل، سليمان، الصقري، خميس، ماطر، المحمدي، سامي، مرزوق، اليامي.. وظهر من هذا التشكيل الذي يلعب لأول مرة دخول خميس العويران في المحور والمحمدي في الوسط الأيسر ومرزوق في الهجوم.
وبدأ المنتخب السعودي اللقاء بداية هادئة حذرة باللعب في ملعبه أمام اندفاع كويتي مبكر..
واعتمد أسلوب اللعب السعودي على قطع الكرة ومن ثم الألعاب الثنائية والثلاثية بين سامي والمهاجمين مع دخول الدوخي أو ماطر في الجهة اليمنى والصقري والمحمدي في الجهة اليسرى..
لكن المحمدي لم يستطع ان يتجاوز رهبة اللقاء وظهر مرتبكاً وغير قادر على ملء مركزه كما يجب.. فيما جاءت تحركات مرزوق بعيدة جداً عن أجواء المباراة.. ولذلك انحصرت الخطورة في تحركات الرائع الحسن اليامي وخلفه القائد الكبير سامي الجابر.. وبواسطتهما تعرض المرمى الكويتي لخطورة دائمة قبل الهدف الأول في اللقاء بعد 13 دقيقة لعب.. منتخب الكويت الشقيق لعب بالخالدي في المرمى وأمامه رباعي الدفاع سكين، نهير، مبارك، محمد عيسى، وفي الوسط الخضري والبريكي وناصر العثمان ومحمد جراف.. وفي المقدمة الهويدي وبشار.. ولعب المنتخب الكويتي في البداية مهاجماً ولعب باندفاع نحو المنطقة السعودية.. واستفاد الهويدي وبشار من الارتباك الذي ظهر علي أحمد خليل وابتعاد الدوخي من منطقته في الحصول على أكثر من كرة خطرة جداً أبرزها كرة الهويدي في الدقيقة 12 حين واجه الدعيع وسدد في يدي الدعيع الذي تصدى لها ببراعة وثبات..وكان واضحاً اعتماد الألماني فوجست على تحركات ناصر العثمان في الجهة اليمنى والهويدي وبشار في العمق.. فيما كانت الجهة اليسرى للكويت هي الأقل خطورة. ورغم الحرص الكويتي على مراقبة لاعبي منتخبنا وخصوصاً سامي الجابر الذي تعرض لرقابة صارمة ولعب عنيف من قبل قائد الكويت حسين الخضري إلا ان سامي رد بعنف محرزاً الهدف السعودي الأول..
* د 16 هدف سامي:
فمن كرة رائعة حملت الكثير من التفاهم والانسجام بين اليامي وسامي يمرر اليامي كرة في العمق الكويتي لسامي القادم من الخلف لينفرد ويسدد من على حدود منطقة الجزاء كرة زاحفة على يمين الخالدي كهدف سعودي أول ومبكر.. هذا الهدف أعاد لاعبي الكويت للخلف وجعلهم اكثر حرصا في متابعة الألعاب الثنائية السعودية والتصدي لها باللعب العنيف وارتكاب الأخطاء التي وقف لها الحكم الفرنسي بالمرصاد.
وتحول سير اللعب لوتيرة واحدة فقط هجمات سعودية سريعة تبدأ من العمق والأطراف عند قطع كل كرة كويتية في وسط الميدان..
في حين اعتمد الكويت على اللعب الجماعي أو الغزو الجماعي وعلى تمرير الكرات البينية لبشار والهويدي خلف الدفاع السعودي وبالفعل شكلت هذه الطريقة خطورة كبرى لكن الدعيع كان في قمة حضوره وأبطل مفعول أكثر من كرة.. وجاءت الكرات الخطرة متبادلة بين الفريقين لعل أبرزها لمنتخبنا كرة اليامي في الدقيقة 14 حين تلاعب بالدفاع وسدد في القائم الأيمن للمرمى.. فيما أهدر بشار أثمن فرص الكويت في الدقيقة 47 من هذا الشوط حين سدد الكرة السهلة التي سنحت له من تمريرة الهويدي في جسم الدعيع الذي تصدى لها بحضور كبير بخلاف ذلك شهد الشوط الأول مناوشات هنا وهناك من الهويدي وماطرلم ترتق لمستوى الخطورة السابقة.
لينتهي الشوط الأول بتقدم منتخبنا بهدف سامي الوحيد.
* الشوط الثاني
شوط اللقاء الثاني بدأ كويتياً حين بكر الكويتيون بالهجوم الضاغط وارتباك الدفاع السعودي كما حدث في بداية المباراة.. وبالفعل ينجح الهويدي وبشار في خلخلة الدفاع وكسر مصيدة التسلل وتسجيل هدف التعادل..
د«4» هدف تعادل للهويدي
فقد ضغط الوسط الكويتي على العمق السعودي ومرر بشار كرة للهويدي البعيد عن الرقابة الذي واجه الدعيع داخل المنطقة ثم سدد كرته قوية في الزاوية الضيقة للدعيع وعلى يساره كهدف تعادل كويتي..
تلاه سيطرة كويتية طوال ربع الساعة الأول لم تشهد سوى هجمة سعودية من كرة هات وخذ بين مرزوق واليامي لكن العتيبي تأخر في الكرة ليبعدها حارس المرمى في آخر لحظة من بين قدميه..
الأداء الكويتي كان واضحاً من حيث الانتشار واللعب السريع واللمسة الواحدة وسط الميدان اضافة تقارب المسافات بين اللاعبين.. وهذا الأمر قلل الفوارق الفنية بين لاعبي الكويت ولاعبينا الذين اعتمدوا على الأداء الفردي وتباعدت المسافات بين اللاعبين مع بطء كبير في تناقل الكرة.. ولذلك لم تكن مهمة الدفاع الكويتي صعبة خصوصاً في الشوط الثاني الذي قلت فيه تحركات سامي وهبط أداء الحسن اليامي بشكل كبير..
عند الدقيقة التاسعة أجرى الجوهر تغييره الأول بدخول الجمعان مكان مرزوق لكن الأداء العام للفريق لم يساعد الجمعان على تقديم شيء حيث افتقد الفريق للتحرك من دون كرة وطلب الكرة وظلت المحاولات محصورة على اجتهادات شخصية وثنائية لم يجد الكويتيون صعوبة في السيطرة عليها..
فالوسط السعودي تحديداً كان نقطة ضعف واضحة جداً في اللقاء ولذلك تحسن الأداء كثيراً بعد دخول الغامدي مكان المحمدي لكن التغيير كان متأخراً اضافة إلى الحاجة الى دخول لاعب آخر مكان اليامي الذي استنفد جهده في الشوط الأول وظل ضيف شرف في الشوط الثاني دون أن يتنبه لذلك السيد ناصر الجوهر.
عموماً شوط المباراة الثاني افتقد للمبادرة السعودية واللعب بالهجوم الضاغط وفتح اللعب وحين نفذ اللاعبون ذلك لفترات محدودة ظهرت الخطورة السعودية الكبرى كماحدث حين قاد سامي كرتين ناحية الجهة اليمنى وحول عرضية وسدد الأخرى في المرمى.. وكذلك فعل ماطر بكرة رائعة حولها أمام المرمى تفلت من يد الحارس ولا تجد المتابع.
المدرب الكويتي استبدل لاعبه محمد جزاف وأشرك هاني الصقر لتعزيز الجهة اليمنى التي شغلها ناصر العثمان ثم أشرك عبدالله وبران مكان بشار وساهم ذلك في اراحة الدفاع السعودي وتقليل الخطورة الكويتية.. ورغم لعب المنتخب السعودي في المنطقة الكويتية في الدقائق الخمس والعشرين الأخيرة من المباراة إلا أن لاعبيه لم ينجحوا في تهديد المرمى الكويتي الذي كان أمام حماية كبيرة من الوسط والدفاع الكويتي. وفي الدقائق الأخيرة من المباراة أجرى كلا المنتخبين تغييراً بدخول الواكد مكان اليامي ودخول حمد الطيار مكان الهويدي لكن الوقت كان أسرع منهما ليعلن الحكم الفرنسي نهاية اللقاء بالتعادل بهدف لكل منهما.
من المباراة
* حكم اللقاء الفرنسي ألن سارس وساعده خميس بلان من قطر وحسن العرادي من البحرين..
ومنح بطاقات صفراء لكل من جمال مبارك وحسين الخضير ومحمد عيسى من الكويت وعبدالله سليمان من منتخبنا.
***
* المنتخب الكويتي لعب اللقاء بشحن واندفاع بدني كبيرين.. حيث ارتكب لاعبوه أخطاء عديدة وبالذات تجاه سامي الجابر..
* أخطاء الجوهر في التشكيل وتأخره في التغيير وافتقاده للجرأة في اللعب الهجومي كلها ساهمت في الخروج بالتعادل.
***
* نتيجة اللقاء لمصلحة الفريقين معاً لتبقى نتائج المباريات المقبلة هي الحاسمة في تحديد قدرتهما على الاستمرار في المنافسة على اللقب.
***
* لمسات المدرب الألماني فوجست كانت واضحة جداً حيث قدم أداء منظماً وكرة حديثة قللت الفارق الفني بين لاعبي المنتخبين.
* خط الوسط السعودي افتقد للقدرة على استخلاص الكرة وحماية المدافعين وبناء الهجمات وظلوا يلعبون كأفراد.. مما سهل مهمة الوسط الكويتي كثيراً.. بالاضافة الى الأداء الفردي الذي كان السمة الغالبة على اللاعبين في معظم فترات اللقاء!
* العملاق محمد الدعيع والقائد سامي الجابر كانا أفضل لاعبينا بينما قدم اليامي شوطاً أول ممتازاً.. كماكان خميس وحيداً في التصدي لكل الهجمات الكويتية مع سليمان وخليل.
* جماهير سعودية غفيرة حضرت اللقاء لكن أسلوب تعطيل الكرة في الخلف بين مدافعينا وبطء أداء الوسط وافتقاد الفريق للعب السريع والضاغط قتلت هذه الجماهير وأبقاها متفرجة فقط!!
***
* التعادل السعودي الكويتي يؤكد أن مباريات الدورة سيكون لها حسابات مختلفة في ظل تقارب مستوى المنتخبات وصعوبة جميع المباريات.
|
|
|
|
|