| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة: تحية طيبة
قرأت في صفحتكم الموقرة المقال المنشور في العدد رقم 10688 للأخ صالح بن محمد العنزي بعنوان «المراهق حاجات ورغبات، ، وفروا له الأمن التربوي ثم انتظروه» وفي الحقيقة تُعرف فترة المراهقة لدى التربويين وعلماء النفس بأنها تلك الفترة الزمنية التي تقع بين الطفولة ومرحلة الشباب وتتخللها تغييرات نوعية فسيولوجية ونفسية غير مستقرة، وهذه المرحلة لابد أن يمر بها كل إنسان في طور نموه العمري تمشياً مع التدرج في النمو البدني والذهني للإنسان الذي أوجده الخالق عز وجل، ولا يكاد بيت في مجتمعاتنا بل وفي كل هذه الحياة الواسعة لا يصرخ قائلاً «في بيتنا مراهق» ولذا فإن كثيراً من الأسر تمر بفترة من الوقت وهي تعاني من كيفية التعامل الصحيح مع شباب هذه السن الحرجة التي تتطلب معها دقة كبيرة في التعامل ووعياً كاملاً بالأمور الواجب اتباعها في مثل هذه الفترات وكذلك ضرورة الإلمام التام بالعوامل والخصائص النفسية والفسيولوجية التي يمر بها هذا المراهق في تلك المرحلة من عمره والتي تتطلب التعاون البناء من كافة أفراد الأسرة مع هذا الإنسان للتكيف مع مرحلته تلك والمرور منها بسلام، وخلال هذا الوقت قد تحدث مع المراهق الكثير من المشكلات داخل وخارج الأسرة فقد يختلف كثيرا مع الغير ولا يقبل نقاشاتهم ويتجنب الجلوس الطويل معهم ويهرب منهم إلي عالمه الخاص وإلى رفاق مرحلته من الأصدقاء وأبناء الجيران، كما قد يتعمد أحيانا تعمد خلق المشاكل للفت الأنظار إليه وجعله موضع الاهتمام والرعاية، وتكون أغلب هذه الأشياء في معظم الأحيان خارجة عن دائرة إرادته باعتبارها تخضع لمعايير داخلية تفوق إرادته، فيما يحدث في بعض الوقت وكنتيجة طبيعية لبعض التغيرات السريعة في النمو غير المتسق لبعض الأعضاء أن يتحول معها المراهق إلى الانطواء والخجل وغير ذلك من التغيرات الداخلية في البلوغ التي يخجل من البوح بها لوالديه أو لزملائه وتكثر حولها في نفسه العديد من التساؤلات، ويعد المراهق في هذه الفترة سريع التأثر بمن حوله كما أنه يحب التقليد واتباع كل ما يشاهده من تقليعات غريبة في اللباس وقصات الشعر والحركات وكل شيء يشعر بأنه يلفت الأنظار إليه، وتعتبر هذه الفترة التي يمر بها من أخطر المراحل التي يسهل فيها التأثير عليه من لدن رفقاء السوء مما يتسبب في انحرافه معهم إلى تناول المخدرات والتدخين والسرقات وإزعاج الآخرين وخاصة عندما لا يجد الرقابة من الوالدين والتوجيه والإرشاد من المسجد والمدرسة والمجتمع، وتعد أفضل الأساليب الواجب اتباعها مع فئة المراهقين هي:
1 تأصيل العقيدة الإسلامية في نفوس الطلاب وحثهم على أداء العبادات وممارسة الشعائر الدينية التي تنهى عن الفحشاء والمنكر وتبعث الطمأنينة في نفوس المسلمين، وعلى ارتياد المساجد وتلاوة القرآن، وعمل الندوات والمحاضرات الدينية من قبل الدعاة والمشايخ والندوات العلمية عن أسس وتوجيه هذه المرحلة من قبل الأطباء وعلماء النفس، وخلق روح من التعاون والثقة بين المرشد الطلابي والطلاب للبوح بمشاكلهم وعرض قضاياهم وإيجاد الحلول الجذرية المناسبة لها،
2 مناقشة بعض السلوكيات الخاطئة كالتدخين والمخدرات والتحذير منها من قبل الإذاعة المدرسية والمعلمين والأطباء وأئمة المساجد في خطب الجمع لبيان أضرارها وإيضاح مدى أضرارها على الفرد والمجتمع،
3 استخدام أساليب الحوار العلمي وأنماط التربية الحديثة مع المراهق في البيت والمدرسة والجلوس معه على طاولة المصارحة ومحاولة تفهم كل ما يعانيه في حياته وما يريده من الجميع وما يشعر به تجاههم وأن نستمع له بإصغاء ونصغي له باهتمام ومحاولة حل كل ما يعترض حياته من مشاكل بالتعاون التام بين البيت والمدرسة وهذا للأسف لا يتم إلا بوجود المرشد الطلابي المتخصص والكفء في مجال عمله،
4 الطرح الهادئ في أي قضية يكون المراهق طرفاً فيها، وانتقادها بطريقة هادفة وبناءة بعيدة عن التجريح والنرفزة، وعدم استخدام أسلوب العقاب كثيراً وبصورة متكررة معه أو المعاندة مع عناد المراهق، وإعطاؤه دائماً الكثير من وقتنا للمتابعة والرعاية والاهتمام وعدم إهماله أبداً حتى لا يؤدي به ذلك إلى الانحراف والضياع،
حمد بن راكد العنزي
|
|
|
|
|