| عزيزتـي الجزيرة
حديث النتائج ليس مثل أي حديث، حديث معطر بالعرق وعبق الجهد والتفاني وأنفاس العطاء بلا حدود، إنجازات تحتفي بنا، فعندما نحلّق في الفضاء أو نركب البحر أو نمشي على الأرض نجد منجزات الوطن تحتضننا بحب الأم التي تسهر على راحة أبنائها، وتجود لهم بكل ما تملك،
الموحّد الملك عبدالعزيز وضع المنهج المثالي لبناء دولة حضارية تقوم على الشريعة الإسلامية، وأتى بعده الملك سعود الذي خطت الدولة في عهده خطوات مهمة في تاريخها، وأكمل المسيرة الملك فيصل بكل بذل وعطاء، ثم جاء الملك خالد ليحصد الشعب أول ثمرات الدولة المنظمة الساهرة على رخاء مواطنيها وراحتهم،
وقبل عشرين عاما تولَّى خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز عجلة القيادة والعمل، فأصبحت البنية التحتية بعد هذا العمر الزمني القصير شبه كاملة، في جوانب التعليم والبناء والخدمات الأساسية «صحة، مواصلات، اتصالات، ، إلخ»، والقاعدة الحضارية النموذجية شبه الجاهزة لانطلاقة أقوى وأكثر طموحاً إلى مجالات لا يدخلها سوى أمم قلائل،
إذاً ماذا تنتظر المملكة العربية السعودية بعد هذا الكم الهائل من الإنجازات، والقفزات الحضارية الرائدة في بناء الأمم؟ سؤال يطرح نفسه في مناسبة النظر بزهو إلى مراحل النهضة التي نعيشها في جميع المستويات الحياتية، لأن العمل القادم هو أكثر تحدياً وأصعب مراساً، وخاصة في أجواء المنافسة والتسابق الذي تعيشه الأمم، لهذا يجب مضاعفة العمل والبذل بشكل أكبر وخاصة فيما يتعلق بجانب الاستثمار في الإنسان وبناء الفرد، لأنه هو الأداءة التي يمكن أن تراهن عليها الأمم في سعيها الحثيث لبناء نفسها، وقدرتها على المنافسة والفوز بواقع الريادة والتميز، الذي يجعل الأمم الأخرى في حاجة لك ولما تملك من منجزات وعطاءات فكرية وعلمية وصناعية رفيعة،
بناء الإنسان بدأناه من وقت مبكر، ولكن ظلت الإشكالية في عدم تطوير طرق البناء، وثباتها على نفس الحجم الذي بدأت به، إن لم تقل عنه أحياناً، وعدم تواكبها مع الزيادة الكبيرة التي يشهدها المجتمع السعودي، مما جعل أثرها على المجتمع السعودي غير واضح، وخلق ثلاثة مستويات بينها فجوات كبيرة، وترابطها ضعيف، وأثر بشكل واضح على العمل التكاملي بين أفراد المجتمع، وهذه النتائج تنعكس مباشرة على المحصلة النهائية التي نطمح إليها كمجتمع سعودي،
التخطيط أمر مهم وجذري في تحقيق النجاح وحصد النتائج المتميزة، لذلك يجب الحرص كل الحرص على وضع خطط دقيقة ومركزة، مع الاستفادة من الكوادر المتميزة، وتوظيف التجارب الناجحة والمتفوقة التي قامت بها الأمم المتقدمة في رسم خطتنا، وبذل الغالي والنفيس في بناء مجتمع فريد ينطلق من قاعدة صلبة للعمل والعطاء غير المحدود لبناء مجد شامخ يسجله التاريخ في صفحاته الذهبية، وقد ذكر الله سبحانه في محكم آياته : «وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون» صدق الله العظيم،
سعود بن فالح الغربي - الرياض
|
|
|
|
|